لم يكن لشهر نيسان ان يمضي دون ان نتوقف عند بعض العناوين الوطنية المهمة دون ان نتجاوز بعض الأسماء الكبيرة كالقادة "عبد العزيز الرنتيسي أبو محمد" والقائد/ خليل الوزير أبو جهاد والقائد / محمود طوالبة
لم يكن شهر نيسان شهرا عاديا بالنسبة للتاريخ الفلسطيني المعاصر الذي يشهدهُ أبناء شعبنا الفلسطيني فمازالت رائحة البارود والاغتيالات تملئ المكان وتذكرنا التفاصيل بان المعركة مستمرة ،وانه لا طريق يمكن ان نسلكه لاستعادة الحقوق سوى طريق العزة والكرامة وهو طريق الجهاد والمقاومة ورفض كل خيار تسووي يفضي الى الاعتراف بشرعية الاحتلال في المنطقة او السكوت على بقائه على ترابنا الوطني ،
فمن معركة القسطل 1948 واستشهاد قائدها عبد القادر الحسيني الى مذبحة دير ياسين واعدام المئات من رجال القرية ونسائها واطفالها وحرق بيوتها وأهلها بداخلها كما حاول المستوطنون تكرار فعلتهم مؤخرا في حوارة البطلة ،وصولا الى اغتيال واستشهاد ثلاثة من ابرز قادة المقاومة على الساحة الوطنية التي وان تباعدت المسافات لكن القاتل واحد و الشهادة في سبيل الله كانت هدف أولئك القادة ومطلبهم .
فما ان يهل علينا شهر نيسان حتى نتوقف عند عناوين مهمة حيث تبرز معاني يوم الأسير الفلسطيني الذي يعبر عن معاناة اكثر من 4900 أسيرة واسير فلسطيني ما زالوا في القيد ينتظرون وعد مقاومتنا لهم بالفرج القريب بعون الله .
اغتيال أبو جهاد
ثم لا تلبث ذكرى اغتيال أبو جهاد القائد العسكري لحركة فتح ان تطرق اسماع وتستحضر من ذاكرة المجد صفحات ثورة وتضحيات حيث استشهد أبو جهاد / بعد عملية الاغتيال التي هزت وجدان العالم العربي بعد تنفيذها على ارض دولة عربية شقيقة وهي تونس كان في تصور الكثيرين حينها ان العدو لن يصل اليه في بلد عربي ذات جيش وسيادة ، أبو جهاد قاد عمليات حركة فتح العسكرية منذ تأسيسها والتي كانت اخرها قبل الاغتيال عملية ديمونا البطولية التي نفذها عددا من الاستشهاديين من حركة فتح دعما للانتفاضة الثورة "انتفاضة الحجارة عام 1987" التي انطلقت في غزة والتي نجحت حركة الجهاد الإسلامي بعملياتها الجهادية وخاصة معركة الشجاعية واستشهاد ابطالها الأربعة ان تشكل لها صاعق التفجير او عود الثقاب الذي اشعل نار الانتفاضة كما قال حينها المؤرخ الصهيوني المعروف "زئيف شيف في كتابه الانتفاضة "
انتفاضة الأقصى
فمع اندلاع انتفاضة الأقصى في 28/سبتمبر عام 2000م بعد اقتحام المجرم شارون باحات المسجد الأقصى حين كان يشغل حينها يومها موقع زعيم المعارضة في كيان الاحتلال في محاولة خبيثة منه لتثبيت الهوية اليهودية بالقدس والمسجد الأقصى وفي نفس تخوفا من استحقاق قيام الدولة الفلسطينية كما كام يعتقد بعض انصار مشروع التسوية السياسية مع العدو الصهيوني .فرد شعبنا لبطل على التدنيس بانتفاضة شعبية عارمة انطلقت من اكناف بيت المقدس وشوارع الضفة الغربية المحتلة وصولا لكل شارع ولكل بيت في فلسطين التاريخية حتى انه ارتقى نتيجة لذلك ثلاثة عشر شهيدا من اشعبنا الصامد في ال48 رفضا للاقتحام وتأكيدا على الهوية الإسلامية للمسجد الأقصى.فكان رد المقاومة بعشرات العمليات الاستشهادية التي شكلت خلالها جنين مركز الثقل الكبير فيها فاطلق شارون على مخيمها ومقامتنا فيها "عش الدبابير " فقرر البدء بعملية السور الواقي في العام 2002م ضد مدن الضفة الغربية كلها وعلى وجه الخصوص القضاء على البنية الصلبة للمقاومة في جنين فخاضت مقاومتنا معركة كبيرة قدمت خلاله عشرات الشهداء من كل الفصائل لكن العدد الأكبر من الشهداء والقادة كان من نصيب الذراع العسكري للجهاد الإسلامي سرايا القدس وكان في مقدمتهم احد ابرز واهم قادة هذه المعركة والناظم الكفاحي لها واللاصق الثوري لكل حملة السلاح بالمخيم الا وهو القائد البطل /محمود طوالبه والذي لم يكن وحيدا بل كان برفقته عددا من القادة الميامين كالبطل /أبو جندل والشيخ رياض بدير ناهيكم عن المئات من القادة والكوادر المعتقلين الذين كان لهم شرف القتال في معركة وملحمة جنين الأسطورة بعد ان اوقعوا الاحتلال في كمائن موتهم واخر اخرها "كمين الموت 13" الذي أدى لمقتل ثلاثة عشر جندي صهيوني دفعة واحدة بعد فجرت سرايا القدس المنزل الذي استدرجت اليه قوة النخبة من قوات الاحتلال الصهيوني وجرحت عشرات الصهاينة الاخرين من في نفس الكمين .
اغتيال الرنتيسي
فلم يكد نيسان يطوي صفحاته في انتفاضة الأقصى قبل اندحار العدو الصهيوني عن قطاع غزة حتى يصفي العدو الصهيوني حسابه مع احد القادة الكبار في قطاع غزة حيث حمل على كاهله مشروع المقاومة قائدا وطنيا كبيرا حظي باحترام وتقدير من كل رفاقه على الساحة الوطنية وكان مصدر الهام للمئات من الشباب المقاتل ثم بويع قائدا وزعيما لحركة المقاومة الاسلامية حماس بعد اغتيال مؤسسها الشيخ الشهيد /احمد ياسين في اليوم الثالث من بيت عزاء الشيخ احمد ياسين وخلال حفل تابين الشيخ ياسين في ملعب اليرموك بمدينة غزة حيث كان عن يمينه في تلك اللحظة حركة الجهاد وعن يساره حركة فتح في مشهد سجلته الكاميرا الوطنية استهلالا وسرورا وسجلته عين العدو غيظا وخوفا من ارتفاع وتيرة العمليات الفدائية ضده على طول الوطن المحتل وعرضه ، فلم يتأخر العدو في اتخاذ قرار بالاغتيال للقائد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي ورغم ذلك لم يتوانى رحمه الله عن القيام بدوره في المقاومة وتعزيزها والذود عن مشروعها المبارك وعن التردد في قراراته الشجاعة باستمرار المقاومة وتنفيذ العمليات الاستشهادية فكان قرار الاغتيال للمرة الثانية في 17نيسان 2004 بتصفيته جسديا بعد ان نجا من محاولة اغتيال سابقة في يونيو2003 .فمضى الشهيد / الدكتور الرنتيسي والتحق بركب العظماء من الشهداء "الدكتور الشقاقي اول الأمناء العامون اغتيالا وليلتحق بقائده الشيخ ياسين وأبو جهاد خليل الوزير قائد فتح العسكري وبالشهيد أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية وبكل القادة الذين نعرف و لا يتسع المقام لذكر أسمائهم الكريمة ، استشهد الرنتيسي ليحمل الراية من بعده جيلا من أبناء شعبنا لم تفلح إسرائيل في دفعه للاستسلام او انهاء مقاومته او الغاء حقنا في العودة الى فلسطين وظلت كما كانت فلسطين هي القضية المركزية رغم نزف الدم واغتيال القادة .
لروح الشهيد القائد صاحب الذكرى عبد العزيز الرنتيسي ولروح الشهيد القائد /خليل الوزير ولروح قائد معركة جنين البطل محمود طوالبه ،كما لكل الشهداء تحية الاجلال والاكبار والعهد على البقاء على دربهم حافظين لوصاياهم والمضي قدما على طريق المقاومة والوحدة الوطنية وان تبقى مقامتنا الموجهة لبوصلة الامة نحو العدو المركزي دون اعوجاج او ضبابية في الرؤيا
فالمجد للشهداء القادة" الدكتور الرنتيسي او جهاد والقائد طوالبه "
والعهد على الوفاء فحماية ثوابت شعبنا وحقوقه هي عهدة الشهداء التي قدموا من اجلها الروح والجسد