إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

كانت بلدة عرابة قضاء جنين، على موعد مع فارسها صالح ذيب دهيدي بتاريخ 3 يوليو عام 1985م، لعائلة مجاهدة من عوائل فلسطين التي ربته على حب الجهاد والمقاومة وقدمت التضحيات على طريق حرية شعبنا، فشقيقه الأسير القائد أحمد دهيدي الذي يعد من أبرز المجاهدين في بلدته، ويقضي حكمًا بالسجن المؤبد مرتين على خلفية انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي والقيام بأعمال مقاومة ضد الاحتلال.

تأثر فارسنا صالح كثيراً باعتقال شقيقه القائد أحمد، فكان ذلك دافعًا للانضمام  إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي، ثم انضم لصفوف جناحها العسكري سرايا القدس وتعلم استخدام الأسلحة وتصنيع العبوات والأحزمة الناسفة.

اعتقل فارسنا لدى الاحتلال لأكثر من مرة، إلا أن ذلك لم يفت من عضده ولم يزده إلا إصرارًا وثباتًا على مواصلة طريق الجهاد والمقاومة، فكان نعم المجاهد الذي شارك في العديد من المهام الجهادية والتي من أبرزها الاشتباكات مع العدو وقواته الذين كانوا يمارسون إرهابهم بحق أبناء شعبنا.

شهيداً على طريق القدس

في شهر مارس 2008م، تعرض شمال قطاع غزة لعدوان صهيوني غاشم، استشهد فيه عشرات المواطنين، فعزم الشهيد المجاهد صالح على الانتقام، وخطط للقيام بعملية كبيرة فتوجه برفقة اثنين من المجاهدين للقيام بها، وفي الطريق طاردت قوات الاحتلال سيارتهم التي ما لبثت ان انقلبت لسرعتها البالغة، فاستشهد المجاهد صالح في 19 نيسان 2008م، وأصيب اَخرون.