يتناول كثيرٌ من الناس "وجبة الفسيخ" التي أضحت طبقاً أساسياً في موائد العيد، وحزءاً أصيلاً من الموروث المطبخي الفلسطيني.
ومما لا شك فيها أن الفسيخ له حضوره الكبير صبيحة عيد الفطر السعيد كل عام، اذ تناقلت الثقافات هذا الطبق وهذه الوجبة منذ الحضارات الفرعونية حتى عصرنا الحاضر.
وصحيح أن تلك الوجبة تحتوي على عناصر غذائية نافعة للجسم كاليود والأملاح وأوميغا 3، غير ان أطباء كثر شددوا على مضاره التي هي بحر إذا ما قورنت بمحامده، وهو ما دفع البعض إلى التساؤل حول إمكانية تناول الأسماك المملحة، مثل الرنجة والفسيخ، على وجبة الإفطار من عدمه.
هل يمكن تناول الأسماك المملحة؟
وفي هذا الصدد، قال الدكتور كريم جمال، عضو الجمعية المصرية للتغذية، إن الجسم أثناء الصيام يفقد نسبة كبيرة من السوائل، عن طريق العرق والبول، ومع تناول الرنجة والفسيخ على الإفطار، ترتفع فرص الإصابة بالجفاف، خاصةً إذا لم يتم شرب ما يكفي من الماء والمشروبات الصحية.
وحذر جمال من تناول (الرنجة أو الفسيخ) على السحور، لأن الأملاح المتوفرة بهما ستسبب الشعور بالعطش والإرهاق أثناء الصيام في اليوم التالي.
وأضاف خبير التغذية أن الفسيخ من الأطعمة التي لا يفضل تناولها على الإطلاق، ويرجع السبب إلى احتوائه على كروستريديا، وهي بكتيريا ضارة، قد تؤدي للوفاة بخطر التسمم.
واتفق معه الدكتور جمال شعبان، العميد السابق للمعهد القومي للقلب، محذرًا مرضى القلب من تناول الرنجة والفسيخ، لاحتوائهما على نسبة عالية من الأملاح، التي تتسبب في ارتفاع ضغط الدم واحتباس السوائل بالجسم وتورم الأطراف، وجميعها عوامل قد تؤدي إلى الإصابة بالذبحة الصدرية وارتشاح المخ والسكتة الدماغية.
وأكد جمال أن تناول الفسيخ في ظل الإصابة بأحد الأمراض المزمنة قد يؤدي إلى حدوث هبوط حاد في الدورة الدموية، وقد يتفاقم الأمر إلى حد الإصابة بالارتشاح الرئوي الحاد، وهو مرض يسبب الشعور بألم في الصدر، يزداد عند التنفس، بالإضافة إلى السعال.
ووفقًا له، هناك علامات يجب الانتباه لها عند تناول الفسيخ، لأنها قد تدل على الإصابة بالتسمم، ويجب الذهاب إلى أقرب مستشفى فور ظهورها، وأبرزها:
علامات انتبه لها بعد تناول الفسيخ:
- الإرهاق.
- تخدير أو خدلان في الأطراف.
- صعوبة البلع.
- جفاف الحلق.
- ارتخاء جفن العين.
وعند الرغبة في تناول الفسيخ والرنجة، أوضح جمال أن هناك عدة ضوابط يراعى الالتزام بها عند شرائهما، وهي:
- شرائهما من مكان مضمون.
- الانتباه لشكل السمكة، حيث يجب أن يكون متجانسًا والقشور لامعة ولا يوجد تهتك في الأنسجة.
- اختيار السمكة التي تحتوي على نسبة عالية من الملح، لضمان خلوها من البكتيريا السامة.
- وضع الفسيخ والرنجة في البوتاجاز أو الميكروويف قبل تناولهما، للقضاء على البكتيريا الضارة الموجودة بهما، بفعل الحرارة العالية.
- تناول كمية قليلة من الرنجة والفسيخ، لا تتجاوز كف اليد.
- تناول طبق من السلطة، يحتوي على الخيار والجزر والبصل والليمون والفلفل والخضروات الورقية، بجانب الرنجة والفسيخ، للحصول على جرعة كافية من معدن البوتاسيوم، الذي يساعد على طرد الأملاح الزائدة من الجسم والحفاظ على توازن السوائل بداخله.
- عصر الليمون على الرنجة والفسيخ، لتطهيرهما من البكتيريا وتخفيف الشعور بالغثيان والرغبة في القيء بعد تناولهما وطرد الديدان مع المعدة والأمعاء وتنقية الدم من السموم وإمداد الجسم بفيتامين سي المقوي للمناعة.
- شرب كميات كبيرة من الماء وعصير الليمون بين الإفطار والسحور، لتخليص الجسم من الأملاح الزائدة عن حاجته وتنقيته من السموم.