تُعَدُ "صلة الرحم" من أفضل العبادات التي يتقرب بها العبد إلى الله عز وجل، وتعد من الأمور الواجبة على كل مسلمٍ ومسلمةٍ، وقد ربط الله تعالى بين "صلة الرحم" وحلولِ البركة في الوقت والرزق، وجعلها سبباً لهما، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ".
فصلة الأرحام تقرب الإنسان من أقاربه، وتؤدي إلى صفاء صدر كل منهم تجاه الآخر، وزيادة الألفة والمَحبّة فيما بينهم، ولصلة الأرحام فضائل عديدة منها دخول الجنة، وعلامة من علامات الإيمان.
وصلة الرحم يجب أن تكون في العيد وغيره، لكنها في العيد ألزم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على صلة الأرحام في هذه الأيام العظيمة خاصة في العيدين، غير أنَّ كثيراً من الناس حولوا تلك العبادة إلى عادةٍ موسميةٍ، أو بالأحرى إسقاط عذرٍ لا أكثر، وباللغة الشعبية الفلسطينية حولوها لمجردِ "رفع عتب"، او "طق كرت"، فإذا ذهبوا إلى صلةِ أرحامهم، ذهبوا بنية "رفع العتب"، وذهبوا متثاقلين، كُسالى، متجهمي الوجوه، يزورون واحدة، ويتركون الأخرى، وهكذا من مبطلات أجر "صلة الرحم".
وصيةُ الله ورسوله
الداعية الإسلامي د. طاهر لولو حث على "صلة الأرحام"، كونها وصيةِ الله عزوجل رسولِ الكريم، إذ أوصى الله تعالى والرسول محمد صلى الله عليه وسلم على صلة الرحم في شهر رمضان والعيد خاصة، وفي سائر الأيام عامة.
ويقول لولو في اطار الحديث عن فضائل تلك العبادة: "صلة الرحم محطة لتقوية الايمان، ونفحة ربانية في هذه الأيام المباركة المتمثلة بشهر رمضان المبارك، وأيام عيد الفطر الثلاثة على المؤمن أن يغتنمها فيما يرضي ربه، وفي وصلِ رحمه".
وأضاف لولو لـ"شمس نيوز": "أجر الإنسان يكون مضاعف في أيام شهر رمضان، وكذلك في أيام العيد الثلاثة المباركة التي يحثنا الرسول محمد على صلة أرحامنا بها وبث السرور في نفوسهم بالكلمة الطيبة".
ونبه لولو إلى أنَّ صلة الرحم تكون للرجل والنساء على حدٍ سواء، إذ غير مرتبطة فقط بالإناث، قائلاً: " الأمر بصلة الأرحام غير مختص بالنساء، بل يشمل الرجال والنساء".
صلةُ الرحمِ من الإيمانِ
وأشار إلى أن صلة الرحم لا تقتصر فقط على العيدية لأرحامنا بل بالمراسلة والكلمة الطيبة والتوصل الدائم، إذ يقصد بها تفريج الهموم والاستماع لأخبار أرحامنا ومعاونتهم على عمل الخير، مبيناً أن المسألة بعيدة عن الأمور المادية، إذ يعاني معظم أبناء الشعب الفلسطيني اليوم من الوضع المادي الصعب بسبب الحصار، الأمر الذي يمنع بعض الناس لوصل أرحامهم بسبب قلة المال، الامر الذي يعد خطأ كبيراً فعلى المؤمن زيارة رحمه لأنها لا تقتصر على الأمور المادية.
وتابع: "أمور ثلاثة تحقق التعاون والمحبة بين الناس وهي إكرام الضيف وصلة الرحم والكلمة الطيبة، وقد ربط الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الأمور بالإيمان، فالذي يؤمن بالله واليوم الآخر لا يقطع رحمه، وصلة الرحم علامة على الإيمان".
صلة الرحم من أسباب دخول الجنة
وأردف الداعية لولو: "عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال: يأيها الناس أفشوا السلام أطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام"، رواه أحمد والترمذي وابن ماجه".