غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

فدائيون في حضرة صاحبة الجلالة

طاقم "شمس نيوز".. عيدٌ مع وقف التنفيذ: "خلية نحل لا تهدأ في كل الظروف!"

عيد-مع-وقف.jpg
شمس نيوز - وليد المصري

يجهز مطر الزق نفسه لأداء صلاة العيد، ارتدى "الجلابية" -تسمى أيضاً "الدشداشة" و"الكندورة" في عدد من البلاد العربية- وصفَّف شعره جيداً، ثم أمسك زجاجة عطره ليبدأ بنثر رذاذها الفوَّاح على ملابسه، للعطر قصة أخرى مع الزق!، تناول 3 تمرات، ثم مضى مصطحباً أطفاله لإحدى مُصليات عيد الفطر المبارك التي تُقام في العراء، والتي لا تبعد عن بيته مشياً سوى بضعة دقائق، وكأنه اتفق هو وزميله محمد الخطيب على نفسِ البرنامج والجدول، ومعهما وليد المصري -كاتب هذه الأسطر-، وكأننا أمام تخاطر روحي، وتوافق فكري في أجمل تجلياته، فهكذا نحن فريق "شمس نيوز" غالباً ما نتخاطر روحياً، ونتوافق فكرياً، فتتردد على ألسنتنا مقولة: "كنت بدي أحكيها.. وكنت بفكر فيها".

عودة إلى السيد مطر وصلاة عيده وعيدنا.. فوصل المكانَ المنشودَ، حيث الحشدٌ المهيب، والزحوف الهادرة التي جاءت من مناطق متفرقة؛ لإحياء شعيرة عيد الفطر، صادحين بصوت واحد: "الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، "الله أكبر" مقام التحرر من كل خوف إلا من الله، "الله أكبر" من الطغاة والمستكبرين، "الله أكبر" تعظيماً وإجلالاً وإكراماً، "ولله الحمد" على تمام المنة، "ولله الحمد" على كمال الإحسان والنعمة.

ويحتفل المسلمون، في الدول العربية والإسلامية بعيد الفطر المبارك، بعد ثبوت رؤية هلال شهر شوال، ويبدأ المسلمون في مختلف الدول بالتوافد فجراً بحشود كبيرة إلى المساجد والمصليات والساحات العامة لأداء صلاة العيد.

ما إن انتهى مطر من الاستماع لخطبة العيد، وتبادل التهاني مع مَن حوله، والتقاط صورته السنوية مع العائلة سارع على الفور للذهاب إلى عمله.. أي عمل هذا.. يا الله، أليست الأعياد موسماً للإجازة؟؛ إلا عندنا نحن أصحاب مهنة "المتاعب". 

يعمل الزميل مطر الزق محرراً صحفياً في وكالة شمس نيوز للأنباء، الصحافة مهنة لا تعرف للإجازة طريقاً، ولا للراحة سبيلاً، فتنوير الناس وتثقيفهم، وإرفادهم بالمعلومات والأخبار أولاً بأول لا يمكن أن يتوقف في أية لحظة، ومهما كانت المناسبة!؛ حتى أنَّ بعضهم في يومِ زفافه كان يقترح فكرة تقرير على إدارة التحرير، هل هذا معقول؟، نعم هي كذلك!

يقول الزق: "إن من واجب الصحفي العمل في كل وقت، في السلم، والحرب، والمناسبات السعيدة، والأعياد؛ لنقل الصورة المباشرة للناس من الميدان، ففي الأعياد الدينية تكثر مشاهد الفرح والسرور، وما تحمله من عادات وتقاليد؛ لذلك لابد من تسليط الضوء على التفاصيل الجميلة كافة في العيد".

ويرى أن "العمل في وكالة شمس نيوز تزامناً مع عيد الفطر السعيد واجبٌ أخلاقي، وديني، ووطني؛ لنقل صورة احتفاء أبناء شعبنا من كافة زوايا العيد".

ورغم ما يعانيه الشعب الفلسطيني من معاناة نتيجة جرائم الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه يمارس فرحة العيد؛ ليثبت قوته وتحمله وصبره، -وفق الزق-، وهذه الصورة تحتاج أيضاً لتسليط الضوء عليها بالحديث مع أهالي الشهداء والأسرى والجرحى.

في المقعد المقابل يجلس الزميل محمد الخطيب أمام جهاز الحاسوب الخاص بالعمل، يمسك الهاتف بإحدى يديه، فيما يحمل في الأخرى قلماً وورقة، يُحادث إحدى أمهات الأسرى، يسألها عن أجواء العيد في ظل غياب ابنها المعتقل منذ عشرات السنوات، يلاطفها ويُسلِّي قلبها.. الصحافة ليست مجرد مهنة أو وظيفة، وإنما فن وأخلاق، فالصحفي ليس إنساناً مجرداً من المشاعر!

أنهى الخطيب مكالمته، ثم انشغل في صياغة تقريره الجديد حول أجواء العيد في بيوت ذوي الأسرى، بعض المشاهد أصعب من أن توصف، فالعيد بوابة أخرى للوجع عند أهالي الأسرى!

يقول الخطيب: "العمل صحفياً له رونق وطعم مختلف، خصوصاً في أوقات الحروب والأعياد، ففي الأولى يكون الصحفي عين الناس للحقيقة؛ لأن الكلمة والكاميرا سلاحان فاعلان لفضح جرائم الاحتلال، ودعم ورفعة قضيتنا على كل المستويات الدولية والإقليمية والمحلية، وفي الثانية مُوثِّقاً لفرحتهم، ومشاركاً مشاعرهم وأحاسيسهم".

ويصف الخطيبُ العملَ في أول أيام العيد "بالجميل"، إذ يبعث في الصحفي الفخر عند نقل صلوات العيد في المسجد الأقصى المبارك، وقطاع غزة، والضفة المحتلة، وينشر للناس أخباراً تسرهم، وتحثهم على صلة الأرحام".

للجمال في شمس نيوز حكايات متعددة، فبجانب الاهتمام بجودة الإخراج والصورة، يكون الاهتمام بجودة المضمون أيضاً، كلاهما متلازمان مترابطان لا ينفكان في أي حال من الأحوال، فبعد مرور المادة الصحفية لمدير التحرير وإجازتها، يستقبلها الزميل الصحفي خالد الشرباصي ليُدقِّقها إملائياً، ونحوياً، ولغوياً، وينقيها من الشوائب والأخطاء؛ فتظهر متماسكةً، ناصعةً، خاليةً من الأخطاء، قويةً في المعنى والمبنى.  

من جهته، يُبيَّن الزميل محمد أبو شريعة، وهو أحد المحررين في "شمس نيوز"، أن الصحفي يعمل في كل الظروف، وتحت كل الأوضاع، "وأن تكون صحفياً فإنه من الطبيعي ألا تعيش حياة بعض المناسبات المهمة مع العائلة والأهل، ولكن الأمانة التي حملتها تتطلب منك ذلك، فهذا يدفعك للعمل من أجل الإيفاء بهذه الأمانة".

ووجَّه شريعة، خلال حديثه، رسالةً "للزملاء الصحفيين بشكل عام، والزملاء في وكالة شمس نيوز بشكل خاص، وهي أن يكونوا على قدر الأمانة والمسؤولية التي حملوها على عاتقهم منذ ارتضوا أن يكونوا صحفيين وأصحاب رسالة هادفة".

وقال: "إن يوم العيد يوم للمحبة، والتآخي، والشعور بالسعادة، والفرح؛ كون هذا الشعور يُعدُّ سُنَّة وتطبيقاً لدعوة الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالسرور والفرح في هذا اليوم".

هذه المشاعر نفسها تتجلى واضحةً على مُحيَّى الزميل هاشم السعودي، الذي يعمل ضمن قسم الإعلام الجديد بوكالة شمس نيوز، يوضح، وهو يجهز المادة الإعلامية لنشرها بشكل لافت للجمهور: "العمل في شمس نيوز أمانة كلفنا الله بها، وكلَّفنا بها قُرَّاءَنا ومتابعينا؛ كي نبقى عينهم في الساحات كلها، حتى في الأيام التي من المفترض أن نفرح بها، ونتفرغ لها".

ويشير إلى أن رسالة الصحفي هي الاستمرار في تأدية واجبه المهني بكل عزم وتصميم، ويجب ألا نغفل عن دورنا المهم في إيصال الحقيقة الكاملة للجمهور.

الزميل محمد المقوسي من القسم نفسه، هو الآخر فرضت عليه السلطة الرابعة أن يكون ضمن صفوف المداومين صبيحة يوم العيد، يقول: "تعودنا على العمل داخل شمس نيوز في أوقات السلم، والأيام الصعبة -أقصد الحروب وأوقات التصعيد-، وكذلك في أيام الأعياد، فبالتالي يجب أن نعمل بإخلاص وأمانة، لإيصال كلمة النور للجمهور، وفضح جرائم الاحتلال".

ويعد المقوسي "شمس نيوز" بيته الثاني، مباركاً لإدارة الوكالة وزملائه بالعيد السعيد، قائلاً: "أنتم تستحقون أندى عبارات الشكر والعرفان، فقد كنتم الداعم الأول، والمحفز الأكبر، والزملاء الذين لا يغيرهم الزمان".

ويؤكد الزميل عبد الرحمن السويطي (مدير قسم السوشيال ميديا)، ومعه في القسم أحمد النجار، وعبد الله عبد العال (قسم الرياضة)، قول المقوسي في اعتبار "شمس نيوز" بيتاً ثانياً لهم، ويزيدون على ذلك استعدادهم الدائم لأداء عملهم في كل الأوقات والظروف، انتماءً، وحباً، ووفاءً.  

مشهد الجمال هذا الذي يسطره "أبطال شمس نيوز" بكلماتهم الحرة، وأقلامهم الصادحة بالحق، تُعزِّزه الصورة فائقة الدقة وعالية الجودة، والتي ترصدها عدسات مصوري "شمس نيوز"، الزميل حسن الجدي، والزميل محمد العمور؛ ليستلمها الزميل محمد عادل أبو سخيل وهو المصمم الأول والمونتير الرئيس لوكالة شمس نيوز، ليضع بصمته الإبداعية عليها؛ لتكون مناسبة لذوق الجمهور، وهو ما انعكس إيجاباً على المؤسسة بكل أقسامها، ومنافذها.

خلية النحل هذه، الذي لا ينضب معينها، يُنظِّم خطَّ سيرها ويُديرها بالاتجاه المؤسساتي الصحيح الزميل محمد حنون، الذي يتمتع بكاريزما خاصة، وكفاءة عالية، وإتقان فريد لمهارات الإدارة.

وخلف كل عمل قبطان للسفينة، إنَّه رئيس التحرير الأستاذ الإعلامي محمد السيقلي، الذي يُتابع ويُحفِّز موظفيه دائماً ويبارك جهودهم وإبداعهم، فالتقدير أساس العمل الناجح، والاحترام جوهر كل شي، وبدونه لن تسير سفينة، ولن تعلوا راية!

وهنا لا بد من إشارة على هامش التقرير، أستميح صاحب الفقرة عذراً، وأبوح لكم بسرٍ، أن هذه الفقرة طلب صاحبها -السيقلي- إزالتها حرجاً؛ مبرراً طلبه بأنه يقوم بواجبه لا أكثر ولا أقل، لكننا عَزَمْنَا على وجودها؛ من باب الوفاء والتقدير. 

وخروجاً عن النص المتعارف عليه، والمعايير المهنية، أهنئكم -أنا وليد المصري- بعيد الفطر السعيد، وكل عام وأنتم بخير، وعودة إلى الدوام (السبت, 22 نيسان 2023: 02:01 pm).