غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

جرح غائر في "هيبة كيانهم"

عين "إسرائيل" على اغتيالات وفتح جبهات: سيناريوهات المرحلة المقبلة!

شمس نيوز - محمد الخطيب

ارتفعت وتيرة التصريحات في وسائل الإعلام الإسرائيلية في الأيام الأخيرة المتعلقة بنية الاحتلال العودة مجدداً إلى استئناف سياسة الاغتيالات بحق قادة المقاومة الفلسطينية، رداً على تأكّل قوة ردعها بعد القصف الصاروخي الأخير من جبهتي لبنان وسوريا تجاه الجليل في فلسطين المحتلة وتصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية والقدس.

التصريحات المتصاعدة لقادة الكيان الإسرائيلي بشأن إمكانية اغتيال قادة فلسطينيين، وفتح موجة صراع جديدة مع جبهات المقاومة في الإقليم، تطرح سؤالاً مهماً، هل يمكن أن يذهب الكيان لمعركة مفتوحة مع قوى المقاومة في الإقليم؟، ما هي ابرز السيناريوهات المتوقعة لتلك المعركة؟، وكيف يمكن ان ترد المقاومة؟

 

سيناريوهان اثنان

 

يقول الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، "لقد بات واضحاً أن (إسرائيل)، ومن خلال مراقبة اللهجة الحادة في تصريحات وزرائها وزعماء الصهيونية الدينية فيها، حسمت أمرها بعد الجدل الذي رافق (عيد الفصح) اليهودي والقصف من قطاع غزة ولبنان وسوريا والتطورات الميدانية الأخيرة في الضفة الغربية والقدس، بالذهاب إلى استعادة قوة الردع مهما كلفها الثمن بعد الإخفاقات الكبيرة والفشل الأمني لمؤسستها الأمنية والعسكرية. وما يعزز هذا الطرح بقوة هو ما كشفته صحيفة "يديعوت أحرنوت"، حين قالت إنَّ "إسرائيل أمام عهد أمني جديد، والحرب المقبلة ستكون مختلفة عن سابقاتها".

ويرى الغريب أنَّ سيناريوهين محتملين باتا مطروحين على الطاولة في قراءة معمقة للمشهد ترسم معالم أي مواجهة محتملة بين "إسرائيل" والمقاومة الفلسطينية، إذ إنّ الخيارات الإسرائيلية على صعيد التوزيع الجغرافي المتوقع للاغتيالات، إن حصلت، قد تتوزّع بين استهداف قيادات المقاومة في الخارج، وتحديداً القيادات العسكرية، وخصوصاً في سوريا أو لبنان، وفي الداخل كما هددت، وتحديداً في ساحتي قطاع غزة والضفة الغربية:

السيناريو الأول: قيام "إسرائيل" بعملية تصعيد كبيرة في الضفة الغربية المحتلة يجعل المقاومة في قطاع غزة تتحرك وتردّ بعمليات قصف بالصواريخ، ومن ثم الذهاب إلى خوض حرب أو مواجهة واسعة معها، لتبدو حكومة نتنياهو كأنها تدافع عن "مواطنيها" أمام الرأي العام الدولي، فتكسب تعاطف يهود العالم مع "إسرائيل"، إثر تضرر العلاقات نتيجة مساندتهم التظاهرات الرافضة للتعديلات القضائية.

السيناريو الثاني: قيام "إسرائيل" بتنفيذ عملية اغتيال مفاجئة في لبنان باستهداف صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، الذي أخذ نصيب الأسد في موجة التحريض الإعلامي ضده في الآونة الأخيرة، أو تنفيذ عملية اغتيال بحق زياد النخالة الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، أو اغتيال أكرم العجوري رئيس الدائرة العسكرية في سرايا القدس، الذراع المسلحة لحركة الجهاد الإسلامي، أو تنفيذ عملية اغتيال بحق إحدى قيادات حماس العسكرية، ولا سيما قائد هيئة أركان المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة محمد الضيف أو نائبه مروان عيسى، أو يحيى السنوار قائد الحركة في غزة، وجميعهم يحظون بإجماع إسرائيلي بسبب ماضيهم العسكري.

ويشير إلى أنه إزاء هذه السيناريوهات وهذا المشهد المتوقع حدوثه خلال الفترة القليلة المقبلة، فإن المطلوب من محور القدس في مختلف الساحات هو خوض معركة الإرادة أولاً بكفاءة وحنكة عالية بضرورة التهديد الحازم والصريح، وتثبيت مواقف حاسمة لمختلف جبهات المقاومة مجتمعة، وبشكل حازم، بأنّ أي مساس بأي ساحة يعني المواجهة في كل الساحات.

ولفت إلى أنَّ ما أكّده الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير خلال إحياء يوم القدس العالمي، يمثل الحازم من شأنه أن يضع "إسرائيل" مرة أخرى في الحيرة نفسها التي عاشتها بعد القصف من جبهتي لبنان وسوريا، ويعيدها إلى مربع الجدل بين خسارتين، ويزيد من تأكّل قوة الردع لديها.

ويقول: إن أكبر تحدٍ هو الحفاظ على معادلات الردع التي فرضتها المقاومة في الآونة الأخيرة، والإبقاء على "إسرائيل" وهي تنزف داخلياً وخارجياً من دون حرب، فالتهديد بالقوة بدلاً من استعمالها سيزيد قوة محور القدس في مختلف جبهاته من دون دفع أثمان كبيرة.

وذكر أنَّ إخفاق "إسرائيل" الأمني في وقف عمليات المقاومة، وعجزها عن وضع حد لها، ووحدة الساحات التي تجسدت قولاً وفعلاً أخيراً، جعل الأوساط الإسرائيلية تفكر في الهرب إلى الأمام بالدعوة إلى استئناف سياسة الاغتيالات ضد قادة المقاومة، لكن المهم هنا هو أن مسلسل الاغتيالات على مدار تاريخ الصراع الفلسطيني الاسرائيلي أثبت أنه لم يحقق الردع لـ"إسرائيل"، ولم يسهم في تخفيف حدة الفعل المقاوم أو تراجعه.

 

المقاومة وطريقة الرد

 

الخبير في الشأن العسكري والأمني عبد الله العقاد يرى أن الاحتلال الإسرائيلي سيعمل على استعادة الردع لدى منظومته الأمنية، مع إشارته إلى أنَّ المستوى السياسي بما فيه وهو رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو اقر انَّ الضربات الأخيرة أدت لتآكل الردع.

وقال العقاد لـ"شمس نيوز": إن "نتنياهو ألقى باللائمة على من سبقه، ولكنه ألزم نفسه باستعادة الردع، وهو يجعل الخيارات أمامه محدودة، ولا يمكن أن يغيّب الخيار العسكري، ولكنه لا يقدمه على الخيار الأمني خاصة في جبهتي غزة ولبنان".

وتساءلَ هل تكتفي المقاومة في حال تعرض أحد قادتها للاغتيال الأمني "تظليل الفاعل" بالرد أمنياً على الحدث؟، متابعاً: "أم أن المقاومة، ستحمل الاحتلال مسؤولية الفعل، وترد عليه عسكرياً بما تجده مناسباً، كما فعل الاحتلال نفسه حين اجتاح لبنان عام 1982 عسكرياً، وذلك تحت ذريعة اغتيال دبلوماسي صهيوني في لندن".

ورجح الخبير العسكري أن جواب هذا السؤال، يبقى "خصوصية تكتيكية"، تجيب عنه حسابات الميدان، وتقديرات المقاومة للحدث.

 

جر المقاومة لحرب!

 

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن الاحتلال قد يسعى من خلال تنفيذ عملية اغتيال جر المقاومة إلى معركة مفتوحة، وذلك وارد في حساب المقاومة.

وبين الصواف لـ"شمس نيوز"، أن المقاومة الفلسطينية باتت أكثر وعيا لما يفكر فيه الاحتلال، وإن نجح في تنفيذ عملية اغتيال لن يكون رد المقاومة ردا تقليديا كما يظن، مرجحاً أن المقاومة تعد له المفاجآت، إذ ستكون خارج حساباته التي يفكر فيها، الأمر الذي يترتب عليه الكثير من النتائج التي سيندم عليها الاحتلال.

وتابع: "يبدو أن الاحتلال لا يقرأ التاريخ والنتائج التي أعقبت كل العمليات التي نفذها بحق قادة المقاومة، وكيف كانت عمليات الاغتيال قوة دفع لقوى المقاومة نحو التطوير وزيادة الكم والنوع".

وأشار إلى أن عملية الاغتيال قد تربك الفصيل المقاوم لساعات قليلة، ولكن سرعان ما يستفيق من حالة الإرباك المؤقت إلى حالة الإعداد والتطوير بشكل أكبر مما كان عليه سابقا.

واعتقد الصواف أن نجاح الاحتلال في تنفيذ عملية اغتيال ليس صعبا وقد يحدث في لحظة ما، ولكن الأهم من عملية الاغتيال ما سيترتب عليها من مفاجآت ضد الاحتلال وما سيكون عليه الفصيل الذي يتم اغتيال بعض قادته، والتاريخ مليء بالنتائج الواضحة للجميع، متمنياً السلامة للمقاومة وقادتها.

وقالت وسائل إعلام عبرية إن "إسرائيل" تعتزم الاستعداد لإعادة تفعيل سياسة الاغتيالات، حتى لو على حساب التصعيد، إذ أصدر نتنياهو تعليمات للوزراء بعدم التطرق للموضوع في مقابلاتهم مع وسائل الإعلام.

وقاد هذه التهديدات عسكريون وأمنيون "إسرائيليون" سابقون، يكتبون في صحف عبرية، ويدعون لاغتيال بعض الشخصيات البارزة في المقاومة بكل وضوح، وأن يكونوا على رأس أولويات الاستهداف.