الموقع .. مخيم الشاطئ للاجئين الفلسطينيين غربي غزة.. البيت .. غرفتين بالقرميد الاسود امامهم حوش صغير  من صناعة وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين  الفلسطينيين.. كبر الأخوين ومات الاب قهرا بعد حرب 1967 بعد ان زار بيته ومزرعته في قريته يبنا . ولم يسمح له بدخول بيته او اخذ حبة برتقال من بيارته.

كبر الاولاد اذن علينا تقسيم البيت الى بيتين. كل واحد ياخذ غرفة ويدبر حاله. مكبر الصوت.. ممنوع التجول جيش الدفاع يطلب منكم التزام بيوتكم ومن يخرج من بيته نطلق عليه الرصاص.. الجندي بقدمه طاخ طاخ طاخ حيث يلبس حذاء عسكريا من صناعة.. يو اس ايه .. وسلاحه وملابسه أيضا.. افتح احنا جيش  .. فتحت لهم الحجة الام .  شو بدك يا خواجة . دخل الجنود . في اولاد .ااه في . نهض الاب رافعا يديه وبطاقة هويته . نظر الجندي في البطاقة ..قلبها في كل الاتجاهات . ونظر الى الاولاد ..هدول كلهم اولادك . ااه يا خواجة .. ستة اولاد مرة وحدة . ليش انت تخلف كتير . ينظر الجندي الى الاولاد بامتعاض . تنظر اليه الحجة وهي تقرأ اية الكرسي. ثم تمتمات الحسد . خرج الجنود بعد تفتيش البيت عن سلاح ورجال . تقول الحجة ..يخرب بيتك عينك بتصيب .. واخذت تقرا على الاولاد وتضع في يديها حفنة من الملح . ثم القت الملح خلف الجنود وهي تتمتم . عين الحسود فيها عود .

هاتوا السلم .. صعدت الحجة الى بيت ابنها الثاني من فوق الحائط.  كنتها لابنها الصغير انجبت توأم اولاد قبل اسبوع .. تقول ..لازم  اخبيهم من عينهم الحاسدة اللي بدها طخ برصاص . جاءت بالطشت النحاسي الكبير . بسرعة البرق .. قبل ان يأتوا . بعد ما يخلصوا من دار ابو النصر  جيرانا ..فرشت الطشت قماشا . وضعت فيه الطفلين وغطتهما .. ثم  دست الطشت تحت السرير . ام الطفلين متعبة . لكنها خائفة وتنتظر دخول جنود الاحتلال. تخاف على زوجها من ان يأخذوه اسيرا .  دخل الجنود البيت . نظر في بطاقة هوية الرجل .قائلا اين الاولاد . ردت الحجة ..لا يوجد غير هذا الولد واخته . بدأوا تفتيش البيت .. سمع الجندي شيئا غريبا .. صراخ اطفال . نظر الى الولدين الجالسين  في زاوية الغرفة منكمشين في حالة خوف ..لا صوت لهما .. سأل ..ما هذا الصوت .. ردت الحجة البسه يا خواجا بسه في الشارع . شو يعني بسه . الرجل . يعني قطة يا خواجا . ازداد صراخ التوام .لاحظ الجندي اضطراب الرجل والحجة والام المريضة .. نظر تحت السرير  راى الطشت ومنه منبع الصراخ . سحب الطشت  . رفع الغطاء . وجد طفلين اولاد .. نظر الى الرجل .. شو هذا ..ليش هيك .. ردت الحجة الكبيرة . انهم مرضى يا خواجة . عشان الهوى ما يشوفهم . نظر الجندي الى الاب . شو بتعملوا . اثنين اولاد مرة وحدة .. ليش تخلفوا كتير . صمت الجميع  والجندي ينظر الى الاطفال  والحجة تقرأ اية الكرسي .