شمس نيوز/وكالات
منذ بداية الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي والشرقي في عام 1947، تقوم استراتيجية الغرب على فكرة حصار الاتحاد السوفيتي والدول التابعة له داخل نطاق التكتلات المعادية للشيوعية والموالية للغرب، وبذلك أصبحت سياسة إنشاء التحالفات مكونة للخط الرئيسي في سياسة الغرب لإحداث توازن بالقوى في مصلحته عن طريق هذه الأحلاف التي تسمح بالإطاحة بالاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية وعزلها، وعلى ضوء هذه السياسة تم انشاء حلف شمال الأطلسي وحلف جنوب شرق آسيا، وقد كان طبيعيا ومنطقيا لسياسة الغرب النظر إلى منطقة الشرق الأوسط، بحكم موقعها الجغرافي ومواردها الاقتصادية خاصة البترول.
وفي هذا السياق، قال موقع "فيترانس توداي" إنه في أعقاب الربيع العربي دخلت الحرب الباردة مرحلة جديدة، موضحا أن الأحداث في الشرق الأوسط ينظر لها على أنها امتداد لسلوك القوى الخارجية، إلا أن هذه العلاقة كانت في حقيقة الأمر تبادلية، فالحرب الباردة الأولى في الشرق الأوسط (1952 – 1970) كانت بالفعل امتداد للحرب الباردة الدولية، ولكنها كانت لها سماتها الإقليمية الخاصة بها، وينطبق هذا كذلك على الحرب الباردة الثانية في الشرق الأوسط والتي اندلعت في 1979، وقد اشتعلت هذه الحرب الباردة مرة أخرى مع انتخاب "محمود أحمدي نجاد" للرئاسة الإيرانية في عام 2005، كما تصاعدت التوترات مرة أخرى مع أحداث "الربيع العربي".
ويضيف الموقع الأمريكي أنه في هذا الصراع الجديد، فإن القوى الكبرى لا تستغل العداوات الإقليمية لاكتساب النفوذ على حساب القوى الأخرى، ولكن يتم استغلال القوى الكبرى من قبل الفاعلين الإقليميين المتنافسين، مشيرا إلى أن تولي "أحمدي نجاد" الرئاسة في إيران وإسقاط نظام حكم "صدام حسين" والربيع العربي، أدت لتجديد العداوات القديمة بالمنطقة خاصة بين إيران والسعودية، وجعل الولايات المتحدة وروسيا والصين في موقف غير مريح، وذلك نظراً لأن هذه القوى تفضل الاستقرار الإقليمي، وقد دفعتها حالة عدم الاستقرار إلى خيارات صعبة.
ويلفت "فيترانس توداي" إلى أنه على الرغم من أن الحرب الباردة في الشرق الأوسط تستند إلى مصالح الدول، فإن الانقسامات الإثنية والطائفية، فضلا عن المواقف الأيديولوجية تظل ملمحا أساسيا لهذه الحرب وأداة يتم توظيفها فيها، موضحا أنه يمكن القول إن الحرب الباردة في الشرق الأوسط الآن يتم إدارتها بالوكالة، فالقوى الكبرى خاصة الولايات المتحدة تستغل الدول الموالية لها في الإقليم لتحقيق مصالحها.