فكرة إبداعية أرسلها الأسرى من سجون الاحتلال إلى قطاع غزة، ترجمها المنظمون إلى معرض فني جسَّدَ المعاناة التي يعيشها الأسرى تحت سطوة السجان من خلال أعمال فنية لاقت رواجاً كبيراً وإقبالاً لدى الفلسطينيين.
ويشمل المعرض الأول من نوعه -استغرق ترتيبه 1200 ساعة- زوايا متنوعة تجمع أبعاد قضية الأسرى، منها سينما يعرض فيها مشاهد حصرية من داخل سجون الاحتلال، توثق حياة الأسرى ومعاناتهم، وصور وأعمال فنية ومعرض للكتاب.
ويضمّ المعرض صوراً ولوحات فنية وتراثية، واصدارات فكرية، وأدبية، وعلمية، وتجارب خطَّها الأسرى في سجون الاحتلال تحاكي معاناتهم اليومية في الأسر.
ويُقدّم المعرض لوحات فنية شارك فيها عددٌ من الفنانين الفلسطينيين تحاكي التعذيب الذي يتعرض له الأسرى داخل السجون، بالإضافة إلى تجسيد سياسة العزل الانفرادي بشكل فني، ورسائل كتبها عدد من الأسرى في مختلف السجون بخط يدهم.
كما يحتوي المعرض على زاوية لإصدارات الأسرى الفكرية والأدبية والعلمية، تثبت فشل الاحتلال في تغييب الأسرى الذين استطاعوا رغم كل تلك المعاناة أن يفكروا ويكتبوا وينتجوا أعمالا أدبية وفكرية وسياسية.
ونظم القائمون على المعرض ندوات ناقشت الهم الفلسطيني المتمثل بقضية الأسرى، وكيفية نصرتهم من الجانب القانوني والثقافي والاجتماعي والإعلامي، بالإضافة الى العروض المسرحية التي تحاكي الإفراج عن الأسرى من خلال صفقة تبادل تحررهم من سجون الاحتلال.
ولم يخلُ المعرض من زاوية الكاريكاتير التي برز فيها الصمود رغم المعاناة، وزاوية تزينت بمقتنيات لبعض الأسرى خرجت من السجون لتدلل على الهمة والعزيمة والثبات.
وشارك في المعرض عدد من أهالي الأسرى، وقيادات من مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، والاعلاميين والنشطاء، كما زاره العديد من المؤسسات الرسمية التي شاركت في حضور وإحياء نشاطاته المختلفة.
اكثر من مجرد فكرة
من جهته، اكد المنسق الإعلامي لمعرض "نتنفس حرية" حازم حسنين، أن فكرة المعرض جاءت من الأسرى في السجون، مبينًا أنه يحمل دلالة واضحة على إبداعهم وشغفهم للحرية، وامتلاكهم للهمة والنشاط والعزيمة والإرادة.
وقال حسنين لـ"شمس نيوز": "المؤسسات المتخصصة في شؤون الأسرى تلقفت الفكرة وتوحدت على اختلاف الانتماءات السياسية، لترسم لوحة وطنية تجسد معاناة الأسرى، وتنقل أحلامهم وطموحاتهم وتطلعاتهم".
ولفت إلى أن المعرض يضم غرفة لعرض مشاهد حصرية مسربة من داخل سجون الاحتلال، تضع المشاهد أمام واقع الأسرى وحياتهم، وتعامل السجان معهم، وسياسة الإهمال الطبي التي تنتهجها إدارة السجون بحقهم.
وأوضح حسنين أن الهدف من هذا المعرض هو نقل صوت الأسرى من السجون الى العالم كله، ودعم وإسناد أسرانا في سجون الاحتلال بكل ما نملك من قوة، مبينًا أنه المعرض الأول من نوعه في هذا الإطار.
وشدد على أن تحرير الأسرى يتطلب منا تفعيل كافة الأدوات والإمكانيات، وتظافر كافة الجهود، ووقوف الجميع بشكل جاد ومكثف من أجل قضية الأسرى العادلة.
وذكر أن هذا المعرض له تبعات هامة، ونشاطات أخرى قادمة من أجل الحفاظ على قضية الأسرى فاعلة، وتسليط الضوء على معاناتهم ونقلها الى كل العالم.
ودعا حسنين إلى ضرورة الاهتمام بقضية الأسرى والوقوف بجانبهم ودعمهم، وإسنادهم بكافة الأدوات المتاحة، وتفعيل قضيتهم على المستوى الرسمي والفصائلي والشعبي والإعلامي.
الجدير ذكره أن معرض "نتنفس حرية" أقامته المؤسسات العاملة في مجال الأسرى، في قطاع غزة، بمشاركة أهالي الأسرى، وقيادات من مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية، والإعلاميين والنشطاء.
وشمل المعرض على العديد من الزوايا التي تحدثت عن قضية الأسرى، كالسينما، ومشاهد حصرية من داخل السجون، وصور وأعمال فنية ومعرض للكتب، جزء منها من إعداد الأسرى، وأخرى من إعداد كتاب وفنانين متضامنين معهم.