كشفت دراسة علمية أعدها الباحث رزق حجاج دور الحركة الوطنية الأسيرة في تشكيل وعي الجمهور في خطابها الإعلامي، من منظور هندسة الجمهور.
الدراسة اعتمدت التحليل الكيفي لبيانات الحركة الأسيرة التي نشرتها جمعية نادي الأسير الفلسطيني في الفترة ما بين 12 يوليو 2020، وحتى 16 مايو 2022 (وهي فترة شهدت العدوان على غزة، وتمكن ستة أسرى من الفرار من سجن جلبوع وإعادة اعتقالهم، وإضراب جماعية وفردية، واستهداف مخصصات الأسرى، وفيلم أميرة، وبدء التسجيل للانتخابات التشريعية، وتفشي فيروس كورونا)، واستخدمت الدراسة برنامج MAXQDA للتحليل النوعي.
الدراسة أشارت إلى مصطلحات خاصة تعتمدها الحركة الأسيرة، وتهدف من خلالها لتشكيل وعي الجمهور، فعلى سبيل المثال: يستخدمون مصطلح (النطف المحررة)، بدلا من مصطلح (النطف المهربة)، ويطلقون على من يولدون بهذه النطف اسم (سفراء الحرية)، ويستخدمون مصطلح (إعدام طبي)، بدلا من (إهمال طبي).
وأظهرت سحابة كلمات بيانات الحركة الأسيرة أن مصطلح (الاحتلال)، هو الأكثر استخداما، ثم (شعبنا، الأسير، سجون، فلسطين، الحرية، القدس)، وهو ما يكشف فكرة خطابها التي أجملها الباحث حجاج بأنها تدور حول: (الاعتماد على مساندة الشعب الفلسطيني، والحرص على حقوق الأسير، ومتابعة لكل ما يستجد في السجون، وتعزيز للقيم التي تؤكد التمسك بفلسطين والحرية والقدس).
ورصدت الدراسة أساليب ومبادئ هندسة الجمهور التي تحققت في خطاب الحركة الأسيرة، ومنها إثارة الخوف، والمحاكاة، وتنميط الخريطة الإدراكية، وترميز بعض الشخصيات، وتكرار المعلومات، إضافة إلى مشاركة الجمهور أفراحه وأحزانه وتحقيق حاجات الاندماج النفسية والمجتمعية.
يشار إلى أن الباحث رزق حجاج فاز عن هذه الدراسة بجائزة مسابقة الشيخ أحمد ياسين الدولية للبحوث، وقد أثنت لجنة التحكيم على منهجها وأسلوب الباحث فيها.