غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الطفل الإنطوائي وطرق التعامل معه

جلال نشوان

قابلت صديقي وكأن الدنيا تراكمت على قلبه ، مهموماً ، خطواته ثقيلة ، وبعد الاصرار لفهم وجعه

قال إن أحد أطفاله يميل دائماً إلى العزلة

يلعب لوحده ، لا يتفاعل مع زملائه ،

يكتب لوحده

فجلسنا نتبادل أطراف الحديث ، لعلنا نشخص الأسباب التي جعلته منطوياً ، ويميل دوماً إلى العزلة

السادة الأفاضل:

الطفل الانطوائي لا يرغب بالتفاعل مع الآخرين ويشعر بثقل في الشعور عندما يجد نفسه وسط تجمع، أو مجموعة من الناس. ربما لا نستطيع أن نساعده مباشرة لخروجه من الانطوائية، لأنها تعتبر أسلوب حياة عنده، بل يمكن أن نتعرف على طرق التعامل معه، بينما يعتبر معظم الأطفال أن قضاء وقت مع أصدقائهم هو أفضل جزء في اليوم الدراسي،

حيث أننا نجد قليلًا من الأطفال لا يكاد ينتظر حتى يعود لمنزله ليقضي وقتًا بمفرده ويتفادى إقامة العلاقات الاجتماعية.

هؤلاء الأطفال قد يعانون من بعض المشاكل الاجتماعية بدرجات مختلفة، منها معلومات عن الأطفال ذوي المشاكل الاجتماعية

ويبقى السؤال الأكثر أهمية :

كيف يمكننا مساعدة الطفل الانطوائي على تخطي تلك المشكلة ؟

يجب على الأب والأم الجلوس معاً ومناقشة هذه المشكلة والتفرغ لوضع الحلول التي من الممكن وضع الحلول لها

وذلك اعادة الثقة له بالاستماع له واشعاره انه فرد مهم داخل الأسرة

وذلك بالقيام برحلة ترفيهية مع إخوته وحث إخوته بالتفاعل معه وكذلك لعب مباراة كرة القدم ،

وهذا داخل الأسرة ، أما خارج الأسرة ، فيجب تشجيعه لتكوين الصداقات و التعامل مع المجموعات أو حتى اللعب مع أطفال آخرين

وكذلك الدخول في المناقشات وتتبع الحوار وهنا يستطيع الطفل أن يحدد هذا تلقائيا ، مع الأخذ بعين الاعتبار أن

الطفل صاحب المشكلة يصدر بعض التصرفات التي تضايق الآخرين

أيها الأب

أيتها الأم

كونا دائما إيجابيين وكونا له مثلًا أعلى تحدثا معا في كيفية توفير جو مناسب لتخطي المشكلة

استشيروا أهل الاختصاص وتعرفوا على

على حلول مختلفة وساعدوا ابنكم على أن يختار الحل المناسب مع بعض الإرشادات المهمة

ساعدوا ابنكم على تنمية مهاراته المختلفة، ولا تقفي عند المشكلات. فإذا كان عبقريًا في الرياضيات أو فنانًا موهوبًا، فساعديه على تنمية تلك المواهب بتخطي تلك المشكلات الاجتماعية

أن التربية الجيدة هي التربية التي تقوم على الفعل، وليس على ردة الفعل، وعلى المعرفة، وليس على العشوائية.

قد تتشابه الأعراض بين الطفل المنطوي على نفسه وبين الطفل الخجول، ولكن هناك فروق واضحة بينهما:

فالطفل الإنطوائي يشعر بثقل في الشعور عندما يجد نفسه وسط تجمع، أو مجموعة من الناس. ربما لا نستطيع أن نساعده مباشرة لخروجه من الانطوائية، لأنها تعتبر أسلوب حياة عنده،

و يميل الأطفال إلى الانعزال وعدم الانخراط والاندماج مع الأطفال الآخرين، ونجد الأطفال يكرهون اللعب، بالتالي عدم القدرة على تكوين أصدقاء والفشل في الناحية الاجتماعية

أما الطفل الخجول فإنه

يرفض الحديث ويلتزم السكوت

ونلاحظ عليه التلعثم

والتوتر واحمرار الوجه

السادة الأفاضل:

إن البيت هو ميدان للتعليم والتدريب والقادر على مواجهة التحديات في الحياة العامة.

و على الأبوين إلى جانب الثناء والتحفيز تقبل الطفل على ماهو عليه، وهذا هو المعنى العميق للحب

و إن على الأبوين أن يتعلما كيف يثيران المباهج والمسرّات في حياتهم العائلية، وأن يرتبا بعض الأنشطة الجماعية التي يشترك فيها جميع أو معظم أفراد الأسرة.

مع العلم أن المبالغة في الثناء على الطفل تولد لديه الغرور، ومن الغرور يولد الاستخفاف بالآخرين.

الطفل الخجول

يحب أن يشارك الآخرين ولكنه يشعر بالاستحياء، أو يشعر بعدم القدرة على الرغبة في المشاركة، حياءً مما حوله.

ربما يضع يده على وجهه، ربما ينظر إلى أسفل ولا يستطيع أن يرفع عينيه فيمن ينظر إليه.

قد تجد سبلاً وطرقًا كثيرة للتعامل مع الطفل الخجول وإخراجه من هذه المشكلة.

والطفل الانطوائي لا يرغب بالتفاعل مع الآخرين ، ويشعر بثقل في الشعور عندما يجد نفسه وسط تجمع، أو مجموعة من الناس.

ربما لا نستطيع أن نساعده مباشرة لخروجه من الانطوائية، لأنها تعتبر أسلوب حياة عنده، بل يمكن أن نتعرف على طرق التعامل معه وعن أسباب انطوائية الطفل؟

لا يوجد شيءٌ بدون سبب، ونريد التنويه إلى أن الأسرة نفسها قد تكون هي السبب في تكوين الطفل الانطوائي

عصبية أحد الوالدين وتعامله الشديد مع الطفل.

النقد الشديد المتكرر والقسوة في التعامل.

الدلال الزائد من الأسرة.

عدم توجيه الطفل وتربيته على بعض التصرفات.

عدم إشباع عاطفة الطفل، واحتياجه للحنان.

من أهم سمات الطفل الانطوائي:

شعوره بعدم حب الناس له، وحساسيته من بعض التصرفات.

عدم حب النقد..

حب النشاط الذي يكون فيه بمفرده.

اللامبالاة.

لأن الطفل ليس لديه قدرة كافية على استيعاب ما يدور حوله

ويداهمنا السؤال التالي :

ما هي الوسائل النافعة للتعامل مع الطفل الانطوائي؟

يحتاج الطفل إلى أن تعطيه من وقتك، وتخصص وقتًا معه لكي تشرح وتوضح له بعض المفاهيم، توصلها له بطريقة مناسبة لسنه، مثل قراءة قصة تتحدث عن الشجاعة، أو ربما عن التعاون أو الصبر أو الحق أو القوة والضعف أو الاحترام أو التعامل مع الآخر أو غير ذلك.

ويحتاج الطفل الانطوائي إلى فهم طبيعة الشخصيات، وكيفية اختيار الوقت المناسب للتحدث مع الآخرين، حتى لا يقع في موقف محرج مع الآخرين، أو يتعرض لانتقاد من أحدهم مما يسبب زيادة انطوائيته.

ومن مظاهر وعلامات تدل على أن هذا الطفل انطوائي أنه:

يعمل على تأجيل أو رفض المشاركة مع الآخرين.

لا يسعى لصنع صداقات جديدة ، لأنه ليس لديه المقدرة على التعبير عما يدور بداخله.

ولا يستطيع أن يصنع شيئًا أمام الآخرين.

ولا يستطيع أن يتحدث أمام الجمهور.

وكلامه قليل.

أما عن النشاط فان نشاطه قليل خاصة مع الأقران.. وهذا يقودنا إلى أساليب للتعامل مع الطفل الانطوائي:

عندما نحترم شخصية الطفل، فإن نصف المشكلات التربوية ستختفي، أما كيفية التعامل مع الطفل الانطوائي، وهي بسيطة وسهلة ومنها:

توفير جو آمن في الأسرة حتى يشعر الطفل بالآمان والحرية فيصنع ما يشاء ويتعامل على طبيعته.

على الآباء أن يبتعدوا عن النقد الشديد المتكرر المسيء.

قراءة الكتب النافعة في المجال التربوي، حتى تتعرفوا على الأساليب والطرق النافعة وتتجنبوا الأساليب غير التربوية، والتي تؤثر سلبًا على الطفل.

الجلوس مع الطفل وسماعه والتحدث إليه.

احتواء الطفل يقلل من رهبته لهذا العالم المحيط.

تشجيع الطفل والتركيز على الجوانب الإيجابية.

الحرص على أن ينشغل الطفل بين الحين والآخر في الأعمال الجماعية، مثل أن يشتري شيئًا من البقالة، أو يذهب معكم إلى الأقارب.

لا تتحدث عن طفلك بسوء أمام الآخرين، ولا تقلل من شأنه فهو يسجل كل هذا الحديث ويشعر بالحزن.

لا تجبره على أن يندمج مع الآخرين بصورة مفاجئة.

الشخصية الانطوائية يا سادة يا كرام ،

ليست سيئة كما يظن البعض، وهذه الشخصية تجد متعتها في الانفراد وفي ممارسة الأنشطة الفردية مثل القراءة وغيرها، ومعظم شخصيات العلماء والمخترعين كانت شخصيات انطوائية.

يجب أن تعرف أولا أن انطوائية الطفل ليست مشكلة سلبية بالمعنى المعروف، فالطفل المنطوي يفضل الهدوء عن الازدحام ويفضل قضاء أوقات بمفرده مع أفكاره الخاصة عن قضاء وقته في التجمعات الاجتماعية، كما يمكنك ملاحظة ذلك على طفلك مع تفضيله اللعب بمفرده أو ممارسة نشاط فردي. علامات الطفل الانطوائي إذا كنت شخصا اجتماعيا ومحبا للتجمعات لا يعني ذلك أنه يجب على طفلك أن يكون مثلك، ولكن قد تختلف طبيعة طفلك وشخصيته وقد يكون على عكسك تماما، ولكن هناك عدة علامات تميز الطفل صاحب الشخصية الانطوائية مثل:

لديه عالم داخلي يلجأ له ويعيش معه معظم الوقت، فيعتمد دائما على أفكاره الداخلية ويعتمد عليها في طلب الدعم، كما أن لديه خيال واسع. يفضل اللعب بمفرده واختراع العاب وأنشطة يمارسها بمفرده بدون الحاجة للمشاركة مع الآخرين، وقد يسمح لطفل أو طفلين آخرين باللعب معه. دائما ما تشعر أن لديه شخصية عميقة ويفكر دائما في الجوانب العميقة من الحياة، لا يخاف من توجيه الأسئلة في أمور أكبر من سنه. لديه دائما حاجة لفهم كل شيء حوله ويسعى دائما لفهم نفسه فيبدو أكبر من عمره. يفضل المراقبة والانتظار في المواقف المختلفة بدلا من التصرف بعفوية كطبيعة معظم الأطفال، وذلك بسبب طبيعته الحذرة. يمكن أن يتصرف الطفل على طبيعته أكثر ويصبح متكلم جدا في منزله بين أفراد أسرته المقربين بعكس سلوكه خارج المنزل. هذا الطفل تجده صاحب شخصية قوية لديه معتقدات خاصة وقيم داخلية تجعله يأخذ قراراته بنفسه بعكس معظم الأطفال الذين يندفعون مع الجماعات دائما. لا يمكن لشخص غريب أبدا معرفة طبيعة شخصيته والتعرف عليه فعلا، لأنه يأخذ وقتا في التعود على الآخرين ولا يسمح أبدا بإظهار شخصيته الحقيقية إلا عندما يشعر بالراحة. الطفل الانطوائي مستمع جيد مثله مثل الشخص البالغ، وستجده ينتبه إليك جيدا وأنت تتحدث معه ولا يتشتت بسهولة، كما ان لديه ذاكرة قوية. عندما تتحدث معه ستجده يبتعد بعينيه عندما يتكلم حتى يستطيع استجماع أفكاره، ولكنه دائما ما ينظر في عينيك عندما تتحدث. يجد صعوبة ويشعر بالضيق فعلا إذا اضطر للتواجد مع مجموعة. يمكن للطفل الانطوائي أن يكون علاقات اجتماعية ولكنها مختلفة عن المتعارف عليه، فهو طفل لديه صديق أو اثنين مقربين جدا ولديه علاقات عميقة معهم، ولكن علاقاته الأخرى تبقى في حدود

أما عن البيت :

فالبيت هو ميدان للتعليم والتدريب على مواجهة التحديات في الحياة

وعلى الأبوين إلى جانب الثناء والتحفيز تقبل الطفل على ماهو عليه، وهذا هو المعنى العميق للحب

و على الأبوين أن يتعلما كيف يثيران المباهج والمسرّات في حياتهم العائلية، وأن يرتبا بعض الأنشطة الجماعية التي يشترك فيها جميع أو معظم أفراد الأسرة.

أن التربية الجيدة هي التربية التي تقوم على الفعل، وليس على ردة الفعل، وعلى المعرفة، وليس على العشوائية.

وقد تتشابه الأعراض بين الطفل المنطوي على نفسه وبين الطفل الخجول، ولكن هناك فروق واضحة بينهم ، فالطفل الخجول

يرفض الحديث ويلتزم السكوت

التلعثم

التوتر

احمرار الوجه

طفل اليوم هو رجل المستقبل، هو الدكتور والقاضي والمعلم والطبيب والمهندس واستاذ الجامعة ،

لذا يجب علينا مساعدة الطفل

لأن الطفولة لحن ساحر ونغم سماوي خلاب يدغدغ نوابض الحنين

أجمل ما في الوجود الطفولة، فالطفولة لحن ساحر ونغم سماويُ خلاب، يمس شغاف القلوب،

ما أجمل الأطفال، وهم يتزينون، بالصدق، والطهر والبراءة. ما أجمل الأطفال، عندما ترتسم البسمة على وجوههم. ما أجملهم، وهم يتراشقون ويتحادثون بعبارات عذبة، نخالها، نعماً، موسيقياً، تحاكي أغاريد البلابل في عذوبتها وجمالها، لذا فإن الاهتمام بالأطفال مسؤولية عظيمة، خاصة وأنهم أمانة من عند الله جل شأنه،

الكاتب الصحفى جلال نشوان

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".