أكد مسؤول ملف الأسرى في حركة الجهاد الإسلامي د. جميل عليان، اليوم السبت، أن الأسير يمثل الكل الفلسطيني الوطني المقاوِمة، وأنه الحالة العابرة للفصائل والأحزاب واليافطات التحت فلسطينية.
جاء ذلك خلال كلمة للقيادي عليان في مهرجان ختام فعاليات معرض "نتنفس حرية"، الذي أقامته مؤسسات الأسرى في قطاع غزة.
وقال د. عليان: "التاريخ الفلسطيني يبدأ بالأسرى، العقل والإرادة والوضوح والثوابت، ولا يمكن أن يواصل انتصاراته إلا بتوقيع الأسرى".
وشدد على أن نشر ثقافة الأسرى هي الضمان القضية الأقوى لقدرتنا على المواصلة لوحدتنا، لصوابية طريقنا وربط مصيرنا ومصير أمتنا بتحرير الأسرى لنصل بهم إلى المسرى.
وأضاف د. عليان "سنبقى نشعر بالتقصير، وعدم المصداقية ما لم نتمكن من تحرير أسرانا بالطريقة التي يغادرون فيها السجون رغماً عن السجان، وبهاماتهم المرفوعة وبعزة كبرياء"، متابعاً "إن تحرير أسرانا هو واجب الفلسطيني وقواه الفاعلة في كل مكان وهي المحدد الرئيسي في نصرتنا لأسرانا".
وأكمل د. عليان "أن هذا المعرض الذي توحد فيه الأسرى من خلال نضالاتهم وأديباتهم وعلاقاتهم يفرض علينا أن نتوحد خارج السجون لتتكامل الصورة الفلسطينية الحقيقية القادرة على تحقيق النصر".
وأردف حديثه "إننا ومن خلال المعرض وهذه المظلومية التي يتعرض لها أسرانا على مدار اللحظة من 75 عاماً يبعث برسالة أخلاقية وإنسانية لكل حر حريص على القيم الإنسانية التي خلقنا من أجلها أن يقدم كل ما يملك من أجل حريتهم كما نرسل برسائلنا إلى المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم أنكم الآن أمام اتهام في مبررات وجودكم وأخلاقكم".
وجدد التأكيد على أن بقاء أسير فلسطيني واحد داخل سجون العدو يعني أن الكل العربي والإسلامي شعبياً ورسمياً في دائرة الاتهام ونحن كأمة نملك وسائل لتحريرهم في وقت قصير جداً فقط عندما نمتلك القرار والإرادة الحرة
وقال "لا زلنا نعيش في ظلال يوم الأسير الفلسطيني الذي يبعث في الجميع المسئولية وأوراق القوة الوطنية وإرادة التحرير والانتصار، وفي اليوم الأخير من معرض الأسرى (نتنفس حرية) نحاول أن نقترب من حياة الأسرى ومظلوميتهم المتواصلة والممتدة لأكثر من 75 عاماً، ونرسم لوحة الانتصار على السجان، وكل مكونات المشروع الصهيوني.
وأضاف "هذه اللوحة الذي تنقلت بين كل محطات الأسير من الصمود والعناد والإبداع السياسي والثقافي والاجتماعي والأكاديمي، كما تجدد هذه اللوحة المباركة للحركة الأسيرة العهد بين شعبنا وفصائله وكافة شرائحه وبين أسرانا الأبطال أن نخوض هذه المعركة المباركة معركة الخير ضد الشر الصهيوني الذي ينشر إفساده وأدوات قتله في كل العالم وليس انتهاءً بالسودان الآن".
وشدد على أن معرض "نتنفس حرية" يرسل لنا وكل العالم حكايات البطولة التي يسجلها الأسير منذ اللحظة الأولى، وانتصاره على رعب السجان والمحقق وظروف القهر المحيطة به من كل جانب ويضعنا في الصورة الحقيقية لهذا العالم الحاضر في قلوبنا وتاريخنا.
وتابع "صورة التحقيق الذي يخرج من الأسير دائما مرفوع الهامة منتصراً عل هذه الدمي من المحققين والقضاة المزيفين، كما يضعنا في صورة الحياة اليومية للأسرى التي تعتبر أكثر الأشكال حيوية وترتيب وانجازات في شعبنا وعلى كل المستويات ليتخرج منها المثقف والأبطال والمفكرين والقادة الذين تجاوزوا كل لحظات الحصار".
وأكمل "نقف اليوم في حضرة معرض المليون أسير ساروا على هذا الطريق المقدس، 17 ألف أسيرة منهم اصطففن جنباً إلى جنب مع الفدائي في هذه المعركة، نقف مع 56 ألف معتقل إداري، بقي منهم الآن 4900 أسير منهم 30 أسيرة و 160 طفل و أكثر 1000 من معتقل إداري منهم الآن 800 أسير مريض يرفض أن يتأوه منهم 24 مريض بالسرطان".
وتابع "نعم نتنفس حرية مع 236 شهيد قدمتهم الحركة الأسيرة على طريق معراجها نحو الحرية ونستحضر 11 أسير لا زالوا يقضون أحكامهم الجائرة بعد استشهادهم داخل سجون الاحتلال بعد قتلهم في الأسر إضافة إلى 68 أسيراً مفقوداً يرفض العدو الاعتراف بهم".
وشدد على أن هذا المعرض يؤكد أن الأسرى العظام قد حرروا ارادتنا وثوابتنا وروايتنا التي يحاول البعض تشويهها وينتظرون منا أن نحرر أجسادهم من القيد ونحمي الأقصى من التلمود.
وأكد أن أسرانا أضافوا معاني كثيرة ومقدسة لفلسطين وللأمة العربية الإسلامية ولم يغادروا ساحة المواجهة لحظة واحدة بكل ما اوتوا من أدوات ووقت وثورة لا تهدأ.
كما وأكد د. عليان على أن معرض نتنفس حرية هو جوهر اليقين أن أسرانا وشعبنا سينتصرون على الجلاد وأنهم درع للمسرى وأنهم الأحرار وأنهم الساحة الأهم والأقوى من كل الساحات والجبهات.
وأردف "نعم لقد انتصر المعرض على ثقافة الانقسام والحزبية والعقلية التشتيتية وزرع ثقافة التصالح مع الذات الفلسطينية والعقلية التجميعية والإبداع العابر للفصائل والأحزاب".
إنقاذ الشيخ عدنان واجب
ومضى د. عليان يقول "في معرض نتنفس حرية نؤكد إن واجب انقاذ الشيخ خضر ودعمه واسناده وتمكينه من الانتصار لا يمكن تأخيره، وأن نصرة الشيخ يقع في أعلى سلم أولويتنا الأخلاقية والوطنية".
وتابع "قبل أن نغادر يوم الأسير التاسع والأربعين من هذا العام نؤكد للعدو أن الاغتيالات والقتل والنازية التي يمارسها كل يوم بحق شعبنا وأهلنا في الضفة والقدس والداخل والتلويح بعمليات اغتيال في غزة والخارج نؤكد أن هذه العقلية بالنسبة لنا هي الضمانة بداية نهاية مشروعهم لأنها تمنحنا القوة الأكبر ومعية الله سبحانه وتعالى للنصر".
وذكر د. عليان أن العدو يدرك أن الخناق يلتف أكثر فأكثر حول عنق مشروعه ونعاهد الجميع أننا لن نترك هذا العدو إلا بفلسطين خالية من أي صهيوني مغتصب وهذا هو عقيدة الأسرى وشعبنا وأمتنا.