تواصل المقاومة الفلسطينية في مدن الضفة الغربية المحتلة وفي مقدمها كتائب سرايا القدس، استبسالها في التصدي لقوات الاحتلال المقتحمة للمدن، لتضحي الاقتحامات كابوساً يؤرقاً وحدات الجيش المختلفة.
وعلى التوازي من التصدي للقوات المقتحمة والمتوغلة، تواصل كتائب المقاومة رفع جهوزيتها واستعداداتها من خلال تدريباتٍ مكثفة لمجاهديها على استخدام تكتيكات جديدة في مواجهة العدو والتصدي له، وهو ما أظهرته مجموعة من الفيديوهات التي أصدرتها كتيبة جنين مؤخرًا.
مراقبون يرون أن الاستبسال بالتصدي للقوات المقتحمة لمدن الضفة، والفيديوهات التي تحمل تظهر تدريبات المقاتلين على مختلف التكتيكات، تحمل العديد من الرسائل المهمة، خاصة للاحتلال الذي يزعم أنه قضى على حالة المقاومة شمال الضفة تحديدًا.
المقاومة لا تُردع
المختص بالشأن العسكري أحمد عبد الرحمن، ذكر أن ما ظهر من مقاطع مصورة مهم جدًا، ويعطي مؤشراً لتطور نوعي على مستوى قدرات المقاومة سواء بالتدريب أو الخبرة القتالية أو التسليح.
وقال عبد الرحمن لـ"شمس نيوز": "ندرك أن هناك تعقيدات كبيرة تعمل فيها المقاومة خاصة في جنين وكتيبتها، منها التعقيدات الميدانية، وعدم توافر الدعم الكافي، والملاحقة الأمنية المزدوجة من أجهزة الاحتلال والسلطة".
وأكد أن المقاومة من خلال التدريبات التي تجريها، وما أظهرته المقاطع المصورة، أرادت توصيل رسالة، أنها متطورة على مستوى التسليح ومستوى الخبرة القتالية.
وأشار إلى أن هذه التدريبات تعني وجود مساحة أمنية توفرها المقاومة لنفسها لإجراء التدريبات، من خلال توفير أمن ذاتي للمقاتلين، مبينًا أن ذلك أمر مهم في العلم العسكري والأمني.
المقاومة فكرة والفكرة لا تموت
بدوره المختص بالشأن الأمني والعسكري عبد الله العقاد، لفت إلى أن هذه المقاطع تفند ما يريد الاحتلال توصيله لجمهوره، أنه قضى على المقاومة تحديد في جنين، لتحسين صورة الردع التي تآكلت.
وبيَّن العقاد لـ"شمس نيوز" أن الاحتلال أوصل رسائل انه استطاع الوصول لبعض المقاومين، وجاء رد فعل المقاومة مدروس وموزون، أنها لا زالت بخير، وطمأنت جمهورها بأن لديها القدرة على مواجهة الاحتلال، وتطوير أدواتها.
وقال: "هذه الفيديوهات رسائل طمأنة لجمهور المقاومة، وثقة الجمهور والحاضنة الوفية الصادقة والأمينة لها، أنها لا زالت تولي ثقة بأجنحة المقاومة".
تطور لافت بالعمل المقاوم
بالعودة لعبد الرحمن، الذي أشار إلى أن المقاومة تعمل ليل نهار من أجل تطوير نفسها، والتصدي لاقتحامات الاحتلال لمدن الضفة، وتحويل الاقتحام لاعتقال أو اغتيال أحد المجاهدين إلى وبال على رأس القوة المقتحمة.
وقال: "يوجد تطور مهم ولافت في عمل المقاومة، سيما في جنين وما رأيناه يوم الجمعة الماضية من تفجير عبوة تحت أرضية، شديدة الانفجار في قوات الاحتلال التي توغلت في فترة وتوقيت غير متوقع – قرب صلاة الجمعة –".
وأضاف عبد الرحمن "هذا الأمر يدل على وجود رصد لقوات الاحتلال، وهناك إمكانيات تستخدمها المقاومة بقوة ونوعية، الأمر الذي يقلق الأجهزة الأمنية والعسكرية للاحتلال، ويفشل مخططاته وادعاءاته بأنه قضى على حالة المقاومة في الضفة".
وذكر عبد الرحمن تصدي المقاومة لتوغل الاحتلال في طولكرم، صباح اليوم الأحد، وفجر أمس السبت، وطريقة توصيل رسائلها للأهالي أثناء التوغل، والإرشادات التي قدمتها لهم لتقليل الإصابات في صفوفهم.
وتابع "المؤكد أننا دخلنا مرحلة جديدة من التطور حتى على المستوى الإعلامي والتواصل مع الأهالي في الميدان، وتركيز عمل المقاومة على عمليات الدفاع بشكل أكبر، وهذا في حالة الضفة مهم جدًا".
وبيَّن أن بقاء المقاومين في مدنهم ومتحصنين للدفاع عنها أمر مهم، وحوَّل المدن التي تستباح صباح مساء لقلعة حصينة في وجه التوغلات، وربما في مرحلة مقبلة سنشهد سقوط ضحايا من جيش الاحتلال، وقواته الخاصة، أثناء التوغلات والاقتحامات.
الضفة على مسار غزة
يكمل هنا العقاد حديث عبد الرحمن: "التجربة في الضفة الغربية من ناحية تطور الفعل المقاوم، تحذوا حذو غزة، ولكن بشكل أسرع نظرًا للبيئة التي تساعد على ذلك، بالإضافة لنية الاحتلال حسم الضفة وعدم التفاوض مع الفلسطينيين".
وأضاف العقاد "محاولات حسم الصراع في الضفة يحتم على المقاومة أن تكون جاهزة ومتجهزة، وبالتالي تطور فعلها وأدواتها، والواضح أن المقاومة تطور أدائها أكثر مما كنا نعتقد".