كعادتها وكما خفافيش الظلام، تسللت قوات الاحتلال مدججة بكل إمكانياتها، فجر اليوم الاثنين، لاعتقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي مهدي الشرقاوي من مخيم جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة.
الجيش المرعوب من بأس مقاومي "كتيبة جنين" أدرك أنه قادم لاعتقال القيادي المهدي، ولكنه لم يدرك أن عليه اصطحاب عتاده بعد الانسحاب.
عائلة القيادي مهدي الشرقاوي، روت تفاصيل اقتحام قوات الاحتلال، لمنزلها والهمجية الواضحة في اعتقاله، وكيف أن رعب المواجهة مع مقاتلي "كتيبة جنين"، دفعهم لنسيان جزء من عتادهم.
يقول الحاج ناجح الشرقاوي والد القيادي مهدي: "الجيش باغتنا بشكل مفاجئ (..) أثناء تأديتي لصلاة قيام الليل، تفاجأت بمهدي يدخل عندي ويقول الجيش جاء".
وأضاف "ما إن فتحت الباب أما مهدي ليدخل عندي، حتى طوقت قوات الجيش المنزل بشكل سريع، واحتجزوه بالمنزل، حتى أحضروا هويته ومن ثم اقتادوه خارج المنزل".
بدوره طه الشرقاوي شقيق مهدي، ذكر أن قوات الاحتلال اقتحمت المنزل بطريقة همجية، وصراخ على كل من هو متواجد في المنزل.
وقال: "اعتقلوا مهدي، وأثناء الاعتقال هددوا بأن أي نفس وطني سيتم قمعه سواء داخل البلدة، أو خارجها".
وأشار إلى أن الأسلوب الهمجي الذي جاؤوا به، رافقه خوف ورعب، من ملاحقة مجاهدي كتيبة جنين لهم، مبينًا أن الجيش ترك بعض الدروع داخل المنزل، وانسحبوا.
وأضاف "بعد 10 دقائق عادوا إلى المنزل بطريقة همجية أكثر، يبحثوا عن الدروع التي نسوها، فوجدوها في مكانها".
وأكمل طه الشرقاوي: "ما جرى دليل على أن مهدي لم يكن يحمل السلاح، إلا أن كلامته كانت أشد على الاحتلال من وقع السلاح، ونحن نقول، ما يرضي ربنا، الحمد لله".
وأردف حديثه "مهدي كلماته تصدح بالحق، وبفضل الله معنوياتنا عالية، ونستحضر كلمات الشهيد فتحي الشقاقي (نحن لم نعاني شيء مما عاناه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-)".
ووجه طه الشرقاوي التحية لمقاومي شعبنا، مؤكدًا أن ما جرى معهم ومع مهدي جزء من تضحيات شعبنا، لا تذكر أمام عطاء مقاومينا وأهالي الشهداء في جنين وفي كل فلسطين.
