غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الشيخ خضر عدنان: وسِوىْ الرومِ خَلْفَ ظَهْرِكَ رُومٌ

استشهاد خضر عدنان.jpg

د. وليد عبد الحي

كيف للإنسان أن يحافظ على توازنه العقلي وهدوئه النفسي وهو يرى مجاهدا عملاقا بَزَّ صخور وطنه في الصلابة يغادر هذا الكون شهيدا ،كيف يمكن المقارنة بين رجل ظلت الآذان تستمع لصليل سيفه يقارع أمة شايلوك دون كلل او هوادة وبين متخم أصدر قرار تعيينه رسميا وبشهادة مصدقة وموثقة كلٌ من شارون وبوش وكونداليزا رايس ليعتبر كل صاروخ بانه "عبثي" ويأمر عسس سلطة تنسيقه الامني "بطخ " كل من يقاوم الاحتلال بالسلاح،وأحاط نفسه بابي رغال ومسيلمة وأبي لؤلؤة  بل  وجحا معهم ؟

من قتلك ايها الشهيد الفذ؟ قتلك من ربتهم التوراة والجيوتوهات على كره بني البشر، وقتلك من لا هَم له الا الكرسي والقصر ورفاه "ذوي القربى" وانجاز الكازينوهات وتدريب العسس ، وقتلتك أمة رصدت طبقا لاحد ابرز رموزها حوالي تريليونين من الدولارات لربيع لم يزهر لا زهرا ولا سنابل بل دما وقيئا وأرامل ومشردين وما زال ..ولك في الخرطوم عبرة ، فهؤلاء جميعا هم الروم الذين خلف ظهرك ويصطفون مع الروم الذين من امامك...
ما الفرق يا شيخنا الجليل بينك وبين خالد بن الوليد ؟ فأنت من سلَّ السيف الثاني لله، وأنت من قاوم وجاع ومرض وهَزلَ جسمه جوعا وقهرا لكنه طاول "تل العاصور" في شموخه، فان كان ابن الوليد مات وما في جسده " موضع شبر الا وفيه ضربة بسيف أو رمية بسهم أو طعنة برمح"، فانت  تموت وما من زنزانة سجنٍ أو أي شكل من التعذيب أو أي ألم  من آلام الجوع  أو اي فراق للاهل والاحبة الا عايشته...فاذهب الى حيث صُحبتك مع ابن الوليد ...
لقد أعطيت ايها الشيخ العظيم المعنى "للايمان الطاهر الخالص" في زمن تعج فيه المساجد ب" موظفي الدين"  المعنيين  فقط بالراتب الشهري بينما أنت معني باضرابك عن الطعام لقرابة ثلاثة شهور سعيا لنقل آلام شعبك لعالم وقع في انياب "داعش او ابناء شايلوك"...

من حقنا بل ومن واجبنا أن نباهي بك الدنيا، أنت شقيق عز الدين القسام ،  وغسان كنفاني وجول جمال ، انت تلميذ بن باديس والعربي المهيدي، انت في قول الحق والصلابة في المواقف اخ لجيفارا  ونيلسون مانديلا ، أنت ضمير انساني تجاوز حدود الهوية الاجتماعية الى آفاق الهوية الانسانية فكنت رفيقا  لأوكوموتو ...

سيدي وتاج كل شريف ومقاوم..إن كان جسدك قد غاب في الزنزانة اولا والقبر ثانيا، فان روحك تشحن طاقات مريديك من شباب المقاومة ، وسيهزمون الروم من امامهم، وسيُلقون رومهم في مصانع تدوير النفايات...
لك الرحمة وبك الفخار ايها الشهيد العظيم...

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".