قائمة الموقع

اغتيال القائد خضر عدنان...وقواعد الردع

2023-05-02T13:01:00+03:00
خضر-عدنان.jpg
بقلم/ محمد إسماعيل

منذ إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان وسوريا وغزة وعمليات المقاومة في الضفة...والعدو يعيش حالة التخبط والارتباك بعد قناعته أن قواعد الردع قد تغيرت..وتآكلت قوة الردع لديه..وهو يحاول جاهدا إعادة هيبته وفرض قواعد جديدة تعيد هيبته...وهو يجهز ويخطط ويعد العدة لتنفيذ أهدافه التي أعلن عنها منذ عمليات إطلاق الصواريخ...

ومن المؤكد أن العدو كان يحتاج إلى حدث لتحقيق مجموعة من الأهداف...وقد وجد في اغتيال القائد الأسير خضر عدنان الفرصة الكبيرة...بما يمثله من رمزية كبيرة على المستوى التنظيمي لحركة الجهاد الإسلامي وعلى المستوى الشعبي الفلسطيني...

وخلافا لما اعتاد العدو عليه في اتخاذ إجراءات وبروتوكلات صحية تضمن بالحد الأدنى المحافظة على حياة الأسرى المضربين...أراد العدو عن سابق إصرار وتعمد الإهمال الطبي بغرض اغتيال القائد خضر عدنان لتحقيق جملة من الأهداف...واكب ذلك رفع الجهوزية العالية للعدو على جميع المستويات...وتأليب الرأي العام الداخلي والدولي ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته...

ومن أهم تلك الأهداف:

1_ إعادة قوة الردع التي تآكلت...وتنفيذ عملية عسكرية محدودة تحديدا ضد قطاع غزة الذي من المتوقع أن يقوم بعمليات رد متوقعة بإطلاق الصواريخ...يرافق ذلك عمليات اغتيال مركزة ضد القيادات العسكرية والسياسية...مع قوة تدميرية للمؤسسات والمرافق العامة. باعتبار قطاع غزة هي الخاصرة الأضعف في محور المقاومة.

2_ محاولة فصل الساحات بعد تكريسها وتعزيزها...بحيث يكون عنوان العملية العسكرية هي الرد على اغتيال الشهيد القائد خضر عدنان...وهو عنوان خاص ليس كعنوان القدس والمسجد الأقصى الذي يلقى زخما وإجماعا وطنيا وعربيا وإسلاميا...وبذلك يضمن العدو عدم فتح جبهات أخرى...وهذا ما دفع العدو طوال شهر رمضان على محاولة خفض التصعيد في عدم الإقدام على أي عمل غير مدروس قد يفتح معركة كبرى غير مضمونة النتائج

3_ قد يعمد العدو إلى توجيه ضربات ضد قيادات الجهاد الإسلامي العسكرية والسياسية مستثنيا باقي الفصائل وعلى وجه الخصوص حركة حماس...والاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي على غرار معركة وحدة الساحات العام الماضي...وكون حركة الجهاد الإسلامي تمثل اليوم رأس حربة محور المقاومة بفعلها المؤثر تحديدا في الضفة الغربية...وقلب المعادلات على المستوى العربي والإسلامي...فهي فرصة كبيرة للانتقام من الحركة وقادتها.

4_ كسر إرادة الأسرى وخاصة الأسرى الأبطال الذين سجلوا انتصارات كبرى على العدو بصبرهم وصمودهم وأمعائهم الخاوية وشكلوا أيقونة للمقاومة وشعبنا الفلسطيني بأسره...وتكريس قواعد جديدة للتعامل مع الأسرى عنوانها القتل والإذلال والإهانة.

5_ رفع أسهم رئيس الوزراء الصهيوني واليمين المتطرف...وتوحيد الجبهة الداخلية التي تآكلت بفعل الخلافات بين قوى اليمين وقوى اليسار.

لذلك يتطلب من المقاومة الفلسطينية ومن محور المقاومة الوعي والبصيرة لتحطيم أهداف العدو...

ومن أهم الأهداف التي يجب أن تحققها المقاومة على النحو التالي:

1_ حتمية الرد على اغتيال القائد خضر عدنان...ومكان وزمان الرد هو في تقدير القيادة العسكرية والسياسية...وعلى العدو أن يبقى منتظرا الرد ودفع الثمن.

2_ توحيد الجبهات من خلال التوافق داخليا على المستوى الفصائلي وعدم السماح باستهداف فصيل دون الآخر والوقوف جانبا في أي تصعيد قادم...

والتوافق على مستوى محور المقاومة بتكريس قواعد الاشتباك وعلى رأسها وحدة الساحات...وعدم القبول بفصل الساحات كما يعمل وسيعمل العدو جاهدا على تحقيق ذلك الهدف...

3_ أن يتطور موقف محور المقاومة وأن يتوقع العدو أن إمكانية الرد على الاغتيال قد يأتي من أي ساحة وليس ساحة قطاع غزة وحدها...فهناك ساحة الضفة وساحة لبنان وساحة سوريا...وهذا ما سيجعل العدو مرتبكا وسيزيد من عمق أزمته الداخلية والأمنية وصولا إلى فكرة زواله.

4_ تعزيز الجبهة الداخلية ووحدتها لتكون الحاضنة الحقيقية للمقاومة...والإيمان بصوابية خيار المقاومة.

ختاما إذا أراد العدو من خلال اغتيال القائد خضر عدنان رحمه الله فرصة لتحقيق أهدافه...فإن المقاومة قادرة أن تحول شهادة خضر عدنان إلى فرصة ورافعة لمشروع المقاومة وزوال هذا الكيان...وتحقيق أهداف المقاومة...وهذا يتطلب وعيا وبصيرة وصبرا وصمود.

اخبار ذات صلة