يرى الخبير في الشأنِ الأمنيِ والعسكريِ عبد الله العقاد أن المقاومة انتقلت من معركة المسرى في شهر رمضان إلى معركة الأسرى، الذين يشكلون جوهر القضية الفلسطينية، وضمير الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وقال العقاد لـ"شمس نيوز": إن " المقاومة الفلسطينية استطاعت أن تردع الاحتلال في شهر رمضان، عندما واجهته في جبهاتٍ وساحاتٍ متعددة وخارجية، والتي أظهرت ضعف جهوزية الاحتلال في أي مواجهة".
ويرى أن المقاومة استطعت أن تضع حداً للاحتلال بأنه لا يمكن السكوت على اغتيال الأسير القائد خضر عدنان بالإهمال الطبي المتعمد، إذ أفشلت مخطط الاحتلال في نزع سلاح الأسرى في مواجه إدارة سجون قادمة، في أي إضرابات مَطْلَبية من حقهم أن يخوضوها مستقبلاً.
وبين أن المقاومة أرادت أن توجه رسالة واضحة للاحتلال أنها على جهوزية لخوض معركة مفتوحة بعنوان الأسرى، مشيراً إلى أن إعلان الغرفة المشتركة منذ اللحظة الأولى عن تبنيها للرد واستعدادها أن تفتح هذه الجبهة، وهو ما جعل الاحتلال يترقب بحذر وخوف رد المقاومة.
ويعتقد أن رسالة المقاومة وصلت للعدو أنَّ قضية الأسرى توازي المسرى وأنهما جوهر القضية الفلسطينية، لافتاً إلى أن حكومة الاحتلال المُتطرف ووزير الأمن القومي لدى الاحتلال ايتمار بن غفير يعبث بملف الأسرى سيحملها الكثير من المسؤولية والنتائج.
ووجه رسالة للأسرى أنهم في ركن أمين بحاضنة الشعب الفلسطيني، وأن قضيتهم لا زالت في أولويات وأجندة فصائل المقاومة في التحرير، مرجحاً أن الاحتلال يعلم جدية المقاومة في تحريرهم سواء في صفقة مشرفة او بطرق أخرى.
وعن دقة إصابة صواريخ المقاومة، بيَّنَ الخبير العسكري أنه ليس لدى شعبنا ما يقلقه من قدرة المقاومة على تحييد القبة الحديدة ودقة صواريخ المقاومة التي انتجتها بأيدي فلسطينية، وهذا الأمر كان واضحا في معركتي "سيف القدس" و"وحدة الساحات".
ورجح أن هناك تطورات كبيرة لم تفصح عنها المقاومة، وستفصح عنها في أي معركة كبيرة، إذ يدرك الاحتلال تماما أن ما حصل هو إنذار للعدو، أن المقاومة لو أرادت أن تفعل شيء تفعله بالوقت والمكان الذي تريده.
وبشأن إطلاق الصواريخ المضادة للطائرات، ذكر أن المقاومة ثبتت معادلة أن سماء غزة محرمة على طائرات الاحتلال الحربية كما نجحت في تحييد الطائرات المروحية من التحليق فوق سماء القطاع، وأنها حريصة وجادة على تحييد الطائرات الحربية، إذ نشاهد في كل مرة تدخل فيها طائرات الاحتلال الحربية للإغارة على مواقع المقاومة نجد السلاح المضاد للطائرات حاضر له بالرد.
ولفت إلى أن مضادات الطائرات أصبحت تشكل هاجساً ومصدر قلق كبير لدى الاحتلال، إذ طورت المقاومة أداء سلاحها وكشفت أن هذا السلاح تم صنع جزء منه محلياً ما يدل على قدرة المقاومة في التصنيع والأداء.
ووجه العقاد التحية لروح الشهيد القائد خضر عدنان الذي أصبح أيقونة تفتخر بها الأجيال وكل أحرار العالم، مترحما عليه وسائلا الله أن يتقبله، إذ عمل طيلة حياته للقاء ربه شهيدا ونالها.
ودكت المقاومة الفلسطينية، مساء أمس الثلاثاء، وفجر اليوم الأربعاء، مستوطنات غلاف غزة، بعشرات الضربات الصاروخية ردًا على اغتيال الأسير الشيخ القيادي، خضر عدنان، بعد 86 يومًا من الإضراب عن الطعام داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، إذ أن معركة الشيخ عدنان عن الطعام هذا العام هي المعركة السادسة.
وبث الإعلام الحربي لسرايا القدس مقاطع مصورة لتصدي الدفاعات الجوية للسرايا، للطيران المغير في سماء قطاع غزة، بالإضافة إلى عدد من الضربات الصاروخية التي وجهتها تجاه مستوطنات غلاف غزة.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرها المستوطنين مشاهد الدمار الذي خلفته صواريخ المقاومة الفلسطينية في مستوطنات ومدن الاحتلال في غلاف غزة.
وقصفت طائرات الاحتلال عدة مواقع للمقاومة في قطاع غزة، استشهد على اثرها مواطن، وأصيب 5 آخرين بجراح متفاوتة، فيما أحدثت أضرارًا مادية في المناطق المحيطة بالمواقع المستهدفة.