تظاهر حشد كبير من الصحفيين والمؤسسات والقامات الإعلامية الكبيرة ضمن حراك الصحفيين النقابي، ضد انتخابات نقابة الصحفيين الفلسطينيين المزمع عقدها في الرابع والعشرين من شهر مايو/ أيار الجاري، مؤكدين أنها "انتخابات شكلية قائمة على أساس المحاصصة السياسية بين جهات متنفذة، وإقصاء كل من يخالفهم الرأي، كما يقول حراكٌ تشكَّل من أطر صحفيةٍ عدة.
وتداعى صحفيون ومؤسسات إعلامية، في وقفة حاشدة أمام مقر نقابة الصحفيين بغزة، ظهر اليوم؛ احتجاجاً على "مسرحية الانتخابات الهزلية"، مطالبين بإجراء انتخابات نقابية نزيهة، وشفافة، وديمقراطية، تمثل الكل الفلسطيني، وتكون داعماً للصحفيين في مواجهة التحديات والاحتلال.
انتخابات غير نزيهة
وأكد مدير المركز الفلسطيني للاتصال والتنمية، الكاتب والإعلامي فتحي صباح، أن نقابة الصحفيين لا تزال تمارس تعنتها الكبير على مدار سنوات طويلة، وترفض الالتفات والاستجابة لمطالب الصحفيين من أجل إعادة ترتيب النقابة والنهوض بها، بما يكفل الوصول إلى انتخابات حرة، ونزيهة، وديمقراطية، وشفافة.
ويعتقد الإعلامي صباح، في حواره مع "شمس نيوز"، أن هذا العدد من الصحفيين الذين جاءوا للتعبير عن رفضهم لسياسة الاستفراد، يجب أن يسمع صوتهم، وتُلبَّى مطالباتهم، من خلال تأجيل الانتخابات بشكل فوري وعاجل، والدخول في حوار مهني يضم الجميع بلا أي استثناء للوصول الى توافق صحفي مهني يقوم على أساس عدم التمييز بين الصحفيين فالصحفيين الفلسطينيين كلهم سواء.
وبيَّن أن هناك الكثير من الاتفاقات والمبادرات التي طرحت على مدى سنوات طويلة من عمر هذه الأزمة الطويلة، ففي العام 2012 تم التوصل إلى اتفاق شامل، وكامل، ومقنع، ولكن النقابة رفضته في نهاية المطاف.
وأوضح أن النقابة حق لجميع الصحفيين، ويجب أن تكون بيتاً جامعاً للكل الفلسطيني؛ للدفاع عن حقوق الصحفيين في كافة الميادين.
انتخابات مستغربة!
من جهته، قال رئيس التجمع الإعلامي الفلسطيني، علاء سلامة، قال إن "مجلس النقابة برام الله يطل علينا بانتخابات مستغربة وإجراءات مستنكرة، في تحدٍ صارخٍ وجليٍ لحالة الاجماع الصحفي، واستحوذاً على النقابة لأعوام أخرى؛ لتقتصر على فئة بعينها، وتقصي جيشاً كبيراً من الصحفيين، وترحمهم من حقهم الانتخابي الأصيل".
وأضاف سلامة، في حواره مع "شمس نيوز"، أن حالة الاستفراد وهذه والاستئثار بالقرار الصحفي يُعدُّ تكريساً للواقع المأزوم والمؤسف الذي ما زال الوسط الصحفي يعيشه، دون أي اعتبار لما يقدمه الصحفيون من تضحيات.
وجدد سلامة رفضه المشاركة في انتخابات نقابة الصحفيين؛ نظراً لتحفظات وتجاوزات ومخالفات قانونية عدة، داعياً إلى حوار صحفي جاد يقود لانتخابات مهنية وقانونية، وصولاً لإصلاح النقابة وتصويب ملفاتها العالقة، سيما ملف العضويات الذي يعتريه الكثير من العوار والإشكالات والتجاوزات.
وشدد على أنَّ مخرجات الاجتماع الداخلي الذي سمي بـ"المؤتمر الاستثنائي"، تعتبر غير ملزمة للتجمع الإعلامي الفلسطيني، ويرى أنها: "تكريس لسياسة الهيمنة والإقصاء".
وطالبَ اتحادَ الصحفيين العرب، والاتحاد الدولي للصحفيين، ومختلف المؤسسات التي تعني بالعمل الصحفي، بالتدخل العاجل لوقف هذه المهزلة المسماة انتخابات نقابة الصحفيين، والتي لن تقود إلا إلى مزيد من الانقسام وشرذمة الجسم الصحفي الفلسطيني.
انتخابات دون إجماع وطني
بدوره، نادى أمين سر المكتب الحركي للصحفيين في تيار الإصلاح الديمقراطي، سامي البريم، بانتخابات قائمة على الشراكة، وبعيداً عن الحزبية المقيتة، بما يضمن فعالية الجسم النقابي، ودوره في حماية وتحصين الصحفي الفلسطيني ودفع مسيرة المهنة إلى الأمام.
وأوضح البريم، في حواره مع "شمس نيوز"، أن التمثيل الصحفي في النقابة مجتزأ، وسط غياب الناظم الوطني المنوط به الدفاع عن حرية الكلمة، وضمان وصول الحقيقة للمواطنين، والدفاع عن الصحفيين في وجه كل من يحاول التنكيل بهم، أو استلاب حقوقهم، أو الحيلولة بينهم وبين الوصول إلى الحقيقة.
وقال: "انتخابات نقابة الصحفيين ستنعقد في ظل غياب الإجماع الصحفي، وبخلاف ما تم التوافق عليه بين الأطر والكتل الصحفية الفلسطينية، إذ كان من المفترض أن تتم معالجة النظام الداخلي للنقابة وفق رؤيةٍ مهنيةٍ ووطنيةٍ جامعة، وبإشراف لجنة من الخبراء والمختصين، لكن عقلية التفرّد والإقصاء والاستبداد بالرأي والموقف حالت دون هذا الوفاق".
وأضاف أن "الفريق المتنفذ في النقابة عطَّل كل المساعي لتأمين الشراكة، واكتظت الهيئة العامة التي أعلن عنها بأصحاب الوظائف الحكومية العسكرية، الأمر الذي دفع الكتل الصحفية إلى عدم خوض هذه الانتخابات، لتنتهي كما سابقاتها بفوزٍ بالتزكية لكتلة الفريق الذي يستلب كل شيء في هذا الوطن، ويمقت الشراكة ويرغب في الاستئثار بالمواقع والمؤسسات".