قائمة الموقع

عطاف عليان.. قصةٌ بطوليةٌ وتضحيةٌ فريدةٌ من نوعها لاسترداد جثمان الشيخ عدنان

2023-05-07T20:40:00+03:00
عطاف عليان
شمس نيوز - مطر الزق

"لم نتمكن من نصرة الشيخ خضر عدنان خلال معركته في الإضراب عن الطعام داخل سجون الاحتلال، ونشعر بالتقصير تجاه قضيته؛ لذلك من الواجب علينا أن نسعى بكل الطرق والوسائل لاسترداد جثمانه الطاهر وتنفيذ وصيته، ومنح زوجته وأطفاله الأمل لإلقاء نظرة الوداع الأخير".

 بهذا الكلمات بدأت المحررة عطاف عليان حديثها لمراسل "شمس نيوز" عن سبب دخولها الإضراب عن الطعام، والاعتصام في ساحة مقر الصليب الأحمر في البيرة برام الله.

المحررة عطاف عليان (61 عامًا) أعلنت في تمام الساعة العاشرة (10:00) صباح اليوم الأحد (7-5-2023) الإضراب عن الطعام داخل ساحة مقر الصليب الأحمر في منطقة البيرة برام الله، وقررت الاعتصام داخل ساحاته، وهو ما استدعى الجهات المختصة؛ لتسهيل بقائها داخل أسوار المقر وإمدادها بمستلزمات اللازمة.

وتلقت المحررة عليان في خطوة إضرابها عن الطعام، دعمًا وإسنادًا من زوجها الأسير المحرر والأديب وليد الهودلي؛ الذي يُعد واحدًا من مناصري الحركة الأسيرة، كما تلقت دعمًا من ابنتها الوحيدة، إذ تقول: "منذ استشهاد الشيخ خضر عدنان داخل سجون الاحتلال وقلبي محروق، وأشعر بالتقصير تجاه قضيته؛ الأمر الذي دفعني لطرح الإضراب عن الطعام على أسرتي التي شجعتني ودعمتني بقوة".

وتستذكر عليان زيارتها الأخيرة إلى منزل الشهيد خضر عدنان ولقاءها بزوجته أم عبد الرحمن، إذ أنها شعرت بالعظمة أمام أم عبد الرحمن التي تمثل أيقونة الصبر والتضحية والمقاومة، قائلة: "ما زالت أم عبد الرحمن صابرة وقوية، لكنها لا تستوعب حتى اللحظة بأن زوجها الشيخ عدنان قد استشهد".

هذه المشاعر المختلطة بالحزن والألم والتي عبرت عنها عليان لمراسل "شمس نيوز" دفعتها لاتخاذ قرار الإضراب عن الطعام، مشيرة إلى أن "الشيخ عدنان أوصى بعدم تشريح جثمانه الطاهر، كما أوصى بدفن جثمانه بالقرب من قبر والده، وهذه الوصية علينا أن ننفذها".

وخفَتَ صوتها قليلًا؛ نتيجة إضرابها عن الطعام منذ ساعات عدة إذ قالت: "إن إضرابي عن الطعام هو رسالة للعالم أجمع ولشعبنا الفلسطيني؛ بأنه علينا أن نمنح زوجة الشيخ خضر عدنان وأبناءه التسعة الأمل من أجل إلقاء نظرة الوداع الأخيرة على جثمانه الطاهر".

وعن سبب اختيارها مقر الصليب الأحمر قالت: "إن مؤسسة الصليب الأحمر تعتبر نفسها مؤسسة إنسانية، وتقدم خدماتها للمظلومين في الحروب والصراعات، لذلك فإن إضرابي عن الطعام هو رسالة لهذه المؤسسة ولكافة المؤسسات الدولية والإنسانية والحقوقية للتحرك بشكل عاجل للضغط على الاحتلال الإسرائيلي لاسترداد جثمان الشهيد خضر عدنان وكافة جثامين شهداء فلسطين من مقبرة الأرقام".

ويتوافد المواطنون إلى مقر ساحة الصليب الأحمر في البيرة دعمًا وإسنادًا للمحررة عليان، والتي أكدت لمراسلنا بأن أحد الشبان من مدينة بيت لحم انضم إلى الإضراب عن الطعام من أجل استرداد جثمان الشيخ خضر عدنان ودفنه بالقرب من قبر والده.

 


 

عطاف عليان.. سيرة ومسيرة!

يُشار إلى أن المحررة عطاف عليان هي واحدة من أبرز الأسيرات الفلسطينيات والتي خاضت معارك الإضراب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة، وتم اعتقال عليان أول مرة عام 1987؛ بسبب تخطيطها واستعدادها لتنفيذ عملية استشهادية بتفجير سيارة مفخخة في أغسطس من عام 1987م.

وخاضت أولى تجاربها في الإضراب عن الطعام والشراب والكلام مدة 12 يوما؛ رفضا لمعاملة المحققين الصهاينة السيئة لها والتهديد الذي تعرضت له، وحكمت عليها محاكم الاحتلال بالسجن خمس سنوات، وأضيف لها عشر سنوات؛ بتهمة مشاركتها في التصدي لإحدى السجَّانات الصهيونيات في سجن الرملة.

وأضربت عن الطعام مرة أخرى؛ للمطالبة بنقلها من سجن أبو كبير إلى سجن الرملة، وعزلتها إدارة مصلحة السجون الصهيونية انفراديا مدة أربع سنوات تعرضت خلالها لمضايقات تتعلق بزيارات الأهل ومصادرة المقتنيات، وقد أضربت مدة أربعة وثلاثين يوما لكسر عزلها، واستطاعت العودة إلى الأقسام.

وانضمت برفقة الأسيرات إلى إضراب الحركة الأسيرة عام 1992، وأفرج عنها في شهر شباط/ فبراير عام 1997.

أعاد الاحتلال اعتقالها في تشرين أول/ أكتوبر عام 1997، وحولها إلى الاعتقال الإداري، وما لبثت أن أضربت عن الطعام رفضا للاعتقال الإداري، واستطاعت نيل حريتها.

وأعيد اعتقالها بتهمة نشاطها في جمعية النقاء الخيرية مدة تسعة أشهر عام 2002، وأعيد اعتقالها مرة أخرى آخر عام 2005، بتهمة افتتاح مركز للعمليات الجراحية، وتقديم الخدمات للمطلوبين، وبقيت في السجن حتى 2008، حيث قضت منها سنة في الاعتقال الإداري.

وأعلنت إضرابها عن الطعام لإدخال ابنتها الرضيعة إليها عام 2006، وتمكنت من احتضان ابنتها داخل الأَسْر مدة عام ونصف، ومنعها الاحتلال من السفر منذ اعتقالها الأول، وداهم بيتها أكثر من مرة، واعتقل زوجها الروائي وليد الهودلي لسنوات طويلة، ومنعه من السفر.

 

 


 

اخبار ذات صلة