شمس نيوز/عمر اللوح
من المعروف أن المنح والقروض الجامعية تعمل على التخفيف من العبء الاقتصادي لأسر الطلبة وخاصة المحتاجين منهم باعتبار أنهم أولى الناس بها؛ نظراً لسوء أوضاعهم المعيشية، وظروفهم الصعبة.
إلا أنه يتخلل توزيع المنح الدراسية ظلم وإجحاف بحق المحتاجين لها، فهي توزع بعيدا عن معايير العدل والتكافؤ؛ بل حسب الواسطة والمحسوبية في الجامعات، وربما توزع على طلبة غير محتاجين لها أصلاً في كثير من الأحيان، ما يعني حرمان الفئة المحتاجة للمنحة!!.
للأحباء والمعارف فقط
الطالب في كلية الآداب بالجامعة الإسلامية، محمد بكر، قال لـ"شمس نيوز": لقد حاولت مرتين؛ ولكن لم أستطع الحصول على أي من المنح، فعلمت أنني بحاجة ماسة إلى "فيتامين واو"، أي واسطة، لأنها الحل الأمثل لأجل الوصول إلى ما أريد؛ ولأن طبيعة الحياة في مجتمعنا تحتاج إلى مثل هذا الفيتامين والاستغناء عنه يعني الموت البطيء.
ويوضح أن المنح بالجامعات للمعارف والأحباب والأقارب فقط، مشيرا إلى أنه اضطر لترك الجامعة فصلا دراسيا كاملا؛ من أجل العمل وتوفير الرسوم".
هبة الوحيدي، التي امتلأ قلبها فرحا وسرورا بعد سماعها خبر توفر منح دراسية للحاصلين على معدل مرتفع؛ لم تكتمل فرحتها عندما توجهت إلى عمادة شئون الطلبة، حيث فوجئت أنها لن تحصل على منحة.
تقول الوحيدي لـ"شمس نيوز": بعد حصولي على معدل 82% ذهبت كي استفسر عن المنح فتفاجأت أنه تم توزيعها".
محاولاتي ضاعت هباءً
"إذا أردت الالتحاق بأي جامعة فلا خيار أمامك سوى أن تنتمي إلى الفصيل الذي تتبع له الجامعة حتى تستطيع أن تحصل على منحة أو قرض جامعي".
بهذه العبارة بدأ محمد عاشور حديثه بعد أن حُرِم من الحصول على منحة دراسية تساعده على إكمال مشواره الدراسي.
ويتابع قائلاً: حاولت جاهداً إقناع دائرة شئون الطلبة للحصول على منحة أو قرض جامعي؛ لأني لا أملك المال لأدفع ثمن الساعات الدراسية، لكن دون جدوى".
وأضاف: لا يتم إيصال المنح إلى فئة الطلبة المحتاجين إلا بالواسطة، ووفق الأجندة الحزبية".بحسب تعبيره.
سياسة عادلة
مدير صندوق الطالب بالجامعة الإسلامية، باسم أبو زعيتر، أوضح لـ" شمس نيوز" أن توزيع المنح والقروض يتم بطريقة عادلة، حيث تقوم الجامعة بالإعلان عن المنح والقروض على موقعها الالكتروني، ويقوم الطلبة بتعبئة الطلب وإرفاق كافة الأوراق الثبوتية، حتى يتم التأكد من صحة المعلومات.
ويضيف: وبعد ذلك تقوم الجامعة بإرسال باحث اجتماعي لبيت الطالب حتى يتأكد من كونه يستحق المنحة بالإضافة إلى سؤال الجيران عنه". وأشار إلى أن المعايير التي يتم على أساسها اختيار الطلبة للمنح والقروض هي أن يكون الطالب من أفقر الفقراء".
الجهات المانحة تتابع منحها
وأوضح مدير صندوق الطالب بالجامعة الإسلامية أن معظم المنح التي تقدمها الجهات المانحة تكون بشروط معينة، وأهمها ألا يقل المعدل التراكمي للطالب عن 80 أو 75 %، وبعد اختيار الجامعة للطلبة المتوفرة فيهم الشروط للمنح يتم إرسال ملف بكشف الطلبة للجهة المانحة وتقوم بدورها بمراجعة الجامعة حتى تتأكد من أن المنح تم توزيعها بطريقة عادلة.
وزاد بالقول: بخصوص القروض التي تقدمها وزارة التربية والتعليم، يتم الإعلان عنها للطلبة ويقوم الطلبة بتعبئة الاستمارة الموجودة على موقع وزارة التعليم والوزارة هي من تختار الذي يستحق القرض ولا يكون هنالك علاقة للجامعة بذلك".
وبخصوص الرقابة على المنح التي توزع قال ابو زعيتر: كان في السابق رقابة من هيئة الرقابة ولكن منذ عامين ماضيين لا يوجد".
نثق بالجامعات
من جهته، أوضح مدير المنح والبعثات في وزارة التربية والتعليم بغزة حمدي الدلو أن وزارته هي جهة مشرفة على الجامعات الأهلية التي تعتبر قطاعا خاصا ومسؤولة عن الجامعات الحكومية.
وبخصوص الرقابة على الجامعة، أوضح الدلو أن وزارته جهة مشرفة فقط، ولا يكون هنالك تدخل بشكل مفصل، لأن الوزارة تثق بتلك الجامعات، مشيراً إلى أن العلاقة مع كافة الجامعات علاقة مميزة وهنالك تواصل في كافة المجالات.
وعن منح وقروض التعليم العالي، قال إنها تأتي من وزارة التعليم في رام الله وتكون بالتواصل مع الجامعات بشكل مباشر "ولا علاقة لنا بها رغم أن هناك تعاون في أمور أخرى".
وأشار إلى أن المنح التي تقدمها الجهة المانحة للجامعات، تكون الوزارة على علم بها، حيث تطلع الجامعة الوزارة على المعايير والإجراءات التي تضعها".
وبين مدير المنح والبعثات أن وزارته تتعامل مع أي شكوى يقدمها الطلبة للوزارة ويتم التواصل مع الجامعة وحلها بشكل جذري.