ساعات مضت على عملية اغتيال ثلاثة من كبار قادة سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي؛ دون أن تطلق المقاومة أي قذيفة صاروخية صوب مستوطنات "غلاف غزة" الأمر الذي أثار ريبة واستغراب ومخاوف كبيرة لدى قادة المؤسسة العسكرية والأمنية الإسرائيلية من تأخير الرد.
تأخير رد المقاومة للوقت المناسب؛ دفع قادة جيش الاحتلال لترقب الساعات القادمة على "رجل ونص" في مشهد يدلل على خيبة الأمل وعدم القدرة على توقع المفاجآت التي تُعدها المقاومة خلال الساعات القادمة.
الكاتب والمختص في الشأن العبري حسن حجازي يرى بأن تأخير المقاومة للرد على عملية الاغتيال حتى الساعة ولد نوعًا من القلق والرعب لدى قادة كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي كان يراهن على رد سريع لتنتهي الجولة بسرعة عالية.
ويعتقد الكاتب حجازي في تصريح لـ"شمس نيوز" أن تأخير الرد يدلل على وجود مستوى عالٍ من فصائل المقاومة؛ ليكون الرد بشكل مدروس وموحد بهدف إعادة التوازن وتوجيه رسالة رادعة للعدو بعدم قدرته على تحقيق أهدافه بالاستفراد بفصيل دون الفصائل الأخرى.
وتوقع الكاتب حجازي بأن تأخر رد المقاومة يأتي في سياقات مدروسة؛ وقد ينتج عنه رداً موسعاً يحرج جيش الاحتلال وحكومة بنيامين نتنياهو التي أرادت من خلال عمليات الاغتيال إلى تسجيل نقاط على المستوى الداخلي.
وقال: "اعتقد بأن رد المقاومة سيكون غير اعتيادي وربما يخرج عن السياق الذي تفكر به مؤسسة جيش الاحتلال الإسرائيلي العسكرية والامنية قد يصل إلى عمليات استشهادية أو عمليات إطلاق نار في عمق الكيان الإسرائيلي"، مستدلًا برأيه من حالة التأهب التي اعلنتها قوات الاحتلال في العمق الإسرائيلي ونصب القبة الحديدية في محيط "تل أبيب" ومدن الداخل المحتل.
وفي السياق ذاته قال الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري: "بعد إخلاء المستوطنات، وإغلاق الطرق، وايقاف حركة القطارات والمركبات، ومنع الجيش من التحرك، ونشر مزيد من منظومة القبة الحديدية، وفتح عشرات الملاجئ والغرف المحصنة، وتغيير مسار الطائرات، فضلا عن وقف المسيرة التعليمية، وكافة الأنشطة الروتينية، والفعاليات المنوي تنفيذها داخل مستوطنات ومدن الكيان، وأخيرا إجراءه عشرات الاتصالات في كافة الاتجاهات لاحتواء الموقف ومنع الانجرار لمواجهة واسعة، فإن المقاومة هي من فرضت الرعب".
وقال الكاتب أبو زهري: "إن كل ما ذكر سابقًا له معنى واحد؛ وهو أن المقاومة هي من (فرضت الرعب) وهي ومن تمتلك القدرة على ردع العدو وايلامه، والضربة الغادرة لم تحقق للعدو أدنى مستوى من الأمن، فبدلا من استعادة الهدوء وترميم الردع، هو الآن يعيش حالة انهيار للردع".
وذكرت وسائل اعلام الاحتلال بأن قوات الجيش أخلت أكثر من 4500 مستوطن من المستوطنات المحاذية لقطاع غزة خشية من رد المقاومة الفلسطينية.
واستشهد فجر اليوم الثلاثاء، 13 مواطنًا بينهم ثلاثة من قيادات سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، بعد استهداف عدة منازل في غزة ورفح جنوب قطاع غزة.
وبحسب ما أوردت وزارة الصحة فقد ارتقى 13 شهيداً بينهم 6 نساء و4 أطفال وأصيب أكثر من 20 جريحاً في قصف صهيوني استهدف منازل المواطنين في قطاع غزة.
وكانت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين نعت ثلاثة من قادتها العسكريين في قطاع غزة وزوجاتهم المجاهدات وعدداً من أبنائهم؛ الذين ارتقوا جراء عملية اغتيال صهيونية جبانة فجر اليوم.
وقالت السرايا، في بيان مقتضب، وصل "شمس نيوز" نسخة عنه: "تنعى شهداءها القادة المجاهدين: الشهيد القائد الكبير/ جهاد شاكر الغنام - أمين سر المجلس العسكري في سرايا القدس، والشهيد القائد الكبير/ خليل صلاح البهتيني - عضو المجلس العسكري وقائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، والشهيد القائد الكبير/ طارق محمد عزالدين - أحد قادة العمل العسكري بسرايا القدس في الضفة الغربية، الذين ارتقوا جراء عملية اغتيال صهيونية جبانة فجر اليوم ومعهم زوجاتهم المجاهدات وعدد من أبنائهم ".
وأكدت السرايا أن دماء الشهداء ستزيد من عزمنا، ولن نغادر مواقعنا، وستبقى المقاومة مستمرة.