ونحن في وسط العدوان يجب الاّ ننسى أمرين:
أولا: تصريحات قادة المقاومة عقب معركة سيف القدس ووحدة السّاحات بوجود غرفة عمليات وتبادل معلومات ومشاورات على مستوى محور المقاومة كله وهناك فيديو تم بثه في يوم القدس العالمي لغرفة العمليات، وهنا تذكروا خديعة "الحزام الناري" الصهيونية التي أراد منها العدو قتل المئات من المجاهدين وكيف وفقهم الله من خلال هذه الغرفة بإكتشافها وفرملتها
ثانياً: اللقاءات العديدة بين السيّد حسن نصر الله والأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي وكذلك مع قيادة حماس وخصوصاً القائد صالح العاروري، والتي أعقبها سخط وقلق صهيوني وكثير من التحليلات، مما جعلهم في النهاية ينشرون صورة عليها إشارة زائد للسابق ذكرهم (أي مطلوبون للتصفية) بالإضافة إلى السنوار ومسؤول الدائرة العسكرية في الجهاد الاسلامي، وبكل تأكيد مثل هذه اللقاءات لا تأتي لمجرد اللقاءات البروتوكولية وإنما إستجابة لتحديات المرحلة وتنسيق المواقف
ولنتذكر جيداً سيل التصريحات والتحليلات الصهيونية حول معركة متعددة الجبهات خصوصا بعد صواريخ لبنان والجولان
بتقديري إن عقارب الساعة لا يمكن لها أن تعود للوراء وبما أن محور المقاومة في تقدم مستمر وأن العدو في تراجع مستمر، فإن هذا الإعتداء وهذه الاغتيالات وهذه الجولة والرد المرتقب لا يمكن وضعه إلا في مستوى وسياق إستراتيجي يؤسس لمزيد من ترابط الساحات والجبهات بإذن الله تعالى
ثقوا بالله أولاً، ثم بمقاومتنا ومجاهدينا، فالآن تتجلى معركة العقول، كلنا سمعنا وصايا القادة الشهداء، القائد خليل البهتيني "أبو هادي" وهو يقول خاب وخسر من لم ينل الشهادة وهو على أرض الرباط، وكذلك القائد جهاد الغنام "أبو محمد" وهو يشكر الله أن أعطاه فرصة الشهادة وهو في هذا السن، والقائد طارق عز الدين "ابو محمد" وهو يطلب من أمه أن تهبه لله وتعتبره زكاة أبنائها السبعة، ويتمنى الشهادة في سبيل الله، ويقول بأنه كلما اغتال العدو أحد القادة فإن الكثير من القادة سيأخذون مكانه للحفاظ على مشروع المقاومة، إذن قادتنا الآن فرحين بما آتاهم الله، ونحن فرحين لهم بأن رزقهم الله إحدى الحسنيين، نفتقدهم نعم، سنشتاق لهم نعم، حزينون لفراقهم نعم، لكن هذه الطريق كي تُزهر هي بحاجة إلى دماء زكية طاهرة ترويها باستمرار، وما أزكى وما أطهر من دماء المجاهدين والشهداء؟
هؤلاء هم قادتنا الذين قبل ساعات كانوا بيننا ويقارعون المحتل في عدة ساحات، هم يقولون ذلك ويتمنون لقاء الله، لذلك علينا أن نثق بالقادة الأحياء "مشاريع الشهادة" الذين هم على درب الشهداء سائرون، ومطلوب منا جميعاً أن ندعوا الله بأن يوفقهم ويسدد خطاهم وأن يحفظهم وأن يجعل على أيديهم ما يشفى به صدور قوم مؤمنين...اللهم آمين