قال الكاتب والمحلل السياسي، ياسر الخواجا، إن تبني غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، في بيانها الرسمي، عمليةَ "ثأر الأحرار" للرد على اغتيال قادة سرايا القدس وعدد من أبناء شعبنا في مجزرة إسرائيلية غادرة، يأتي في إطار وحدة العمل المشترك لفصائل المقاومة، ورداً على تصريحات الاحتلال التي يهدف إلى فصل الساحات، والاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي.
وأضاف الخواجا، في حوار خاص مع "شمس نيوز"، أن الاحتلال يسعى لتشتيت فصائل المقاومة وبث الانقسام والفرقة بينها على قاعدة "فرِّق تسد"، ولكنه لم ينجح، وباءت مساعيه بالفشل.
وأشار إلى أن سرايا القدس كانت تَرُد مباشرة بعد كل عملية اغتيال، ولكنها اتبعت سيناريو مغاير هذه المرة من خلال "الصمت الميداني" الذي أظهر حالة من النضوج والتخطيط السليم، ووضع العدو في حالة تخبط وارتباك شديدين، وجعله يعيش هواجس الخوف.
ويرى المحلل الخواجا، أن المقاومة نجحت في حشر العدو في مربع من الخوف والترقب من خلال الحرب النفسية، والذي أثبته تزايد اتصال المستوطنين بخطوط الدعم النفسي بنسبة 200%، وهو عامل مهم من عوامل النصر بجانب الرد الميداني.
ويعتقد أن القيادة والسيطرة حاضرة بالنسبة لسرايا القدس، إذ إنها مَنْ ضبطت توقيت المعركة على ساعتها، مشيراً إلى أن ذلك يُثَبِّتُ فكرة أن العدو يستطيع تحديد الطلقة الأولى، ولكنه ليس هو من يحدد نهايتها.
وقال: "العدو هو من بدأ بهذه المعركة، بعد ضربته الإجرامية المباغتة التي استهدفت ثلاثة من قادة سرايا القدس وعدد من أبناء شعبنا المدنيين، وهو بذلك فتح حمم اللهب على نفسه".
وبيَّن أن رد السرايا بوابل من الرشقات الصاروخية، يأتي في إطاره الصحيح والطبيعي للرد على جرائم الاحتلال بحق أبناء شعبنا، ولجم عدوانه، فهي الآن تُثَبِّت معادلة الردع والقصف بالقصف، ولن تسمح للاحتلال بتحقيق أهدافه.
وأوضح أن معركة "ثأر الأحرار" تأتي استكمالاً لمعركة "وحدة الساحات" التي خاضتها سرايا القدس منفردة، على مدار ثلاثة أيام؛ رداً على اغتيال الشهيد القائد الكبير تيسير الجعبري، وسبقتها ثلاثة أيام أخرى من الاستنفار العسكري، والصمت الميداني الذي شلَّ حركة مستوطنات الغلاف والمدن المغتصبة كافة، وفرض حظر التجوال عليها.
ونبَّه إلى أن الاحتلال الإسرائيلي الغادر لا يفرق بين فصائل المقاومة، ويستهدف الكل الفلسطيني، وليس هنالك فصيل بمنأى عن الاستهداف مهما حاول الاحتلال الترويج لذلك.