غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

مأساة عروسه وطفله البكر

"وداعًا يا حبيبي": قصة العريس الذي ترك وراءه أملاً وألمًا!

العريس الشهيد سائد فروانة.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

أيامٌ قلائل كانت تفصل مي وزوجها سائد عن الحدث الأكبر والفرحة التي طالما انتظرها العروسان، إذ كانا يسعيان منذ أسابيع قليلة لشراء كل ما يلزم تلك الفرحة، فقد اشتريا ملابس وسريراً لمولودهما البكر، والذي سينير حياتهما بعد شهر من الآن، لكن طائرات الاحتلال خطفت (سائد)، ليحيا هذا الطفل يتيماً.

تزوَّج سائد فروانة قرينته مي العبادلة في شهر أغسطس 2022، وكانا يعيشان حياة سعيدة هادئة مليئة بالحب والاحترام، وما إن جاءت البُشرى بحمل مي حتى هلت الأفراح والليالي الملاح وامتلأ البيت بالسعادة، وبدأ الزوجان يخططان لتحديد اسم مولودهما البكر.

كان الزوجان متفاهمين لأبعد الحدود، فقد حددا اسمًا لمولودهما القادم؛ لكن الحبيبين اختلفا على ملامح هذا الطفل، فعندما عقد سائد حاجبيه كانت ابتسامة عريضة قد ارتسمت على وجه حبيبته التي قالت: "المولود سيشبهني وسيشبه أخواله وخالاته"، رد عليها سائد بمحبة لاستمرار ابتسامتها "بل سيشبهني وسيشبه أعمامه وعماته".

خلاف الزوجين كان مليئًا بالحب والاحترام والابتسامات؛ لكن تلك المشاهد الجميلة التي بقيت في شريط ذاكرة مي، لم تعجب رئيس حكومة الاحتلال ووزير حربه الإرهابي المجرم الذي قرر اغتيال تلك الفرحة مساء يوم الثلاثاء الموافق (9-5-2023) بخطف روح سائد الذي كان يستقل مركبة برفقة صديقه وائل الأغا شرق مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة.

ما إن صعدت روح الشهيد سائد فروانة إلى بارئها حتى باتت مي وجنينها وحيدة في مواجهة مُر الحياة وعلقمها، ولسان حالها يقول: "من سيقف إلى جانبي في مخاض الميلاد؟، من سيحتضن مولودي البكر؟، من سيردد الأذان في أذنيه؟".

أسئلة كثيرة ترددت على لسان مي العبادلة التي لم تجد لها إجابة واضحة على أسئلتها، إذ أنها استذكرت أول منشور لها عقب زواجها سائد فقد كتبت: "يا روحًا أراحت روحي" هذه المقولة التي ستحملها مي حتى النهاية.

لم تكن زوجة سائد الوحيدة التي تشعر بحجم الألم والفراق الذي أصاب قلبها؛ إنما والده جواد فروانة الذي عاد لتوّه من السفر، ولم يشبع بعد من احتضان نجله الشهيد سائد الذي يتمتع بمحبة الجميع واحترام وتقدير عائلته وجيرانه.

قبل 6 أيام نشر سائد فروانة على حسابه في منصة "فيسبوك" مرحبًا بوالده: "أشرقت الأنوار، وأزهرت الزهور والورود بوجودك يا أبي الغالي، بحمد الله وتوفيقه قد منّ الله علينا برجوعك إلى أرض الوطن سالمًا غانمًا، أبي بك أفتخر".

وقد شيعت جماهير غفيرة في مدينة خانيونس جثماني الشهيدين الصديقين سائد فروانة ووائل الأغا، كأنها زفة عريس جديد صعدت روحه إلى بارئها.

وكانت طائرات الاحتلال الإسرائيلي شنت غارات عدة على قطاع غزة، إذ اغتالت ثلاثة من كبار قادة سرايا القدس الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي وهم: "جهاد الغنام أمين سر المجلس العسكري للسرايا، وخليل البهتيني قائد المنطقة الشمالية، وطارق عز الدين قائد سرايا القدس عن الضفة المحتلة".

واستشهد القادة الكبار في سرايا القدس إلى جانب 10 مواطنين منهم أطفال وزوجات الشهداء القادة في جريمة اغتيال جبانة فجر يوم الثلاثاء (9-5-2023)، فيما ردت فصائل المقاومة على الجريمة بشكل موحد بمئات الصواريخ التي استهدفت مغتصبات "غلاف غزة" ومدينتي القدس وتل أبيب موقعة العديد من الإصابات والخسائر في صفوف الكيان الصهيوني.

سائد فروانة.jpg


سائد فروانة