بالأمس كنا نتحاور حول ماذا في جعبة نتتياهو ليحاول عمله لفرض وقف لإطلاق النار وفق صيغة هدوء مقابل هدوء، دون أي أدنى إلتزام ملزم بوقف الإغتيالات الشرط الذي تصر عليه السريا والمقاومة وأن دون ذلك الدماء، ويبدو أن الذي في جعبة نتنياهو هو الضغط على حماس لكي تضغط على الجهاد لوقف اطلاق النار وذلك بعد ان غرد مراسل القناة 14 الصحفي باروخ يديد قائلا " شرط وقف الإغتيالات هو قرار إيراني لا يمكن تجاوزه وان إيران هي صاحبة القرار لا غيرها وهذا أضعف الوسيط المصري".
يبدو أن هناك مرة أخرى سوء تقدير لدى نتنياهو والجانب الأسرائيلي، فالشرط الملزم بوقف الإغتيالات هو شرط غرفة العمليات المشتركة التي فيها حماس ان لم تكن هي من تقودها، بل إن كتائب القسام ارسلت تهديدات مباشرة بأنها ستدخل المعركة في حالة إستمرار استهداف منازل المدنيين، والأكثر من ذلك ظهور رئيس الموساد في صورة تشاورات مع نتنياهو وغالانت والتي فهم منها انها رسالة لقيادات المقاومة في خارج فلسطين ولكل قيادات محور المقاومة بانهم سيكونوا مستهدفين اذا ما تدخلت اي جبهة في المعركة الحالية، ونقول مرة اخرى يخطئون التقدير، فوحدة الجبهات والساحات هي سياسة إستراتيجية لمحور المقاومة، وشروط وقف إطلاق النار قرار من غرفة عمليات محور المقاومة، لذلك كان التمسك بشرط وقف الإغتيالات هو شرط عليه إجماع من كل قوى المقاومة.
ننصح نتنياهو وحكومته بالتجاوب مع الوسيط المصري الذي يعمل بجد ويحاول ان يمنع كارثة قد تتدحرج في المنطقة، الوسيط المصري يريد وقف العدوان الصهيوني على غزة ويريد أن ينزل نتنياهو من برجه العالي، لذلك على نتنياهو التجاوب والموافقة على إعادة قواعد الإشتباك السابقة، والإلتزام بوقف الإغتيالات قبل فوات الأوان...فالمعادلات القديمة إنتهت ولن تعود عقارب الساعة للخلف ..هي معركة حُسم القرار فيها من قبل كل محور المقاومة، إما نزولهم لشروطها واساسها وقف الإغتيالات وإما الوصول لوحدة الساحات والجبهات ميدانيا وعمليا وفعليا...وعلى نتنياهو أن يختار.