قبل فجر الأمس، وبالتحديد قبل عملية الاغتيال الجبانة ضد علي غالي فى أبراج حمد بخانيونس، وما تلاها من رد مزلزل من حركة الجهاد الإسلامي بضرب تل أبيب بصاروخ موجه ودقيق، كان لنا حسابات سياسية وتحليل آخر.
ولو وقف الأمر عند نقطة الاغتيال وما قبله من اغتيالات مؤثرة لقادة الجناح العسكري للحركة، وما سيتبعه من مسيرة الأعلام يوم الخميس القادم، ساعة إذ سيخرج نتنياهو ويلقي علينا وعلى رعاع مؤيديه ومؤيدي اليمين المتطرف خطاب النصر، وتنعم حكومته الهشة بالاستقرار المؤقت حتى الانتخابات المقبلة.
إلا أن صاروخ الجهاد بنوعيته وتوقيته ودقته غير المعادلة، وخلط حسابات نتنياهو وقادة جيشه، وأصبح كالكلب الجريح.
ويبدو أن قادة المقاومة أدركوا لعبته ومخططاته القذرة، فلن يعطوه فرصة الاحتفال والانتشاء، وستكون خربشات نتنياهو القادمة واضحة ، وقد تكن عنيفة ، وخاصة بعد إرهاصات ميدانية تفيد بمشاركة الكل الفلسطيني فى المعركة بشكل تكتيكي منظم.
لذا نهيب بشعبنا ومقاومتتا الباسلة أخذ أقصى درجات الاحترازات والحيطة والحذر، فالكلب الجريح يصاب بالجنون ولايعي ما يعمل، وفي المصطلح الشعبي (مصروع) والمصروع يكثر عوائه ومحاولات إيذاء من حوله.