أكد الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور، أن هرولة الاحتلال الإسرائيلي حول طلب الوسطاء التدخل منذ اللحظة الأولى لبدء العدوان على قادة المقاومة وأبناء شعبنا؛ لإنهاء المعركة مع الجهاد الإسلامي ما هو إلا سوء تقدير لمغامرة غير محسوبة للعدو.
وأشار العمور في تصريح لـ "شمس نيوز"، إلى أن نتنياهو ظن أنه بإمكانه الخروج للاغتيال في غزة من أجل ثلاثة أهداف وهي: ترميم الردع، وتأمين حكومته، وإرضاء مستوطنيه إلا أن المعادلة انقلبت".
ولفت، إلى أن الاحتلال منذ الثلاثاء الماضي يقف على قدم واحدة وقد دخل في حالة شلل تام ومستوطنيه في الملاجئ، بينما حاول تفكيك وحدة الساحات الاستراتيجية التي ثبتتها حركة الجهاد الإسلامي في معاركها السابقة من خلال شن هذه الجولة على قياداتها وأبناء شعبنا.
اطلبوا الوسطاء بسرعة؛ لماذا؟
في هذه السياق قال العمور: "إن إسرائيل بمجرد أن قامت بعملية اغتيال القادة الشهداء طلبت من الوسطاء التدخل لإنهاء الجولة لأن انتصارها في انهاء هذه الجولة مبكرًا لتعلن أنها أنجزت ما تريده".
وحول إصرار حركة الجهاد الإسلامي على المضي في المواجهة والمعركة وتزايد وتيرتها وتوسيع دائرة قصف مدن الاحتلال كمًا ونوعًا، أوضح أن ذلك عمل على إفساد المخطط الصهيوني وعمق المشكلة لدى الاحتلال.
ويرى الكاتب العمور إلى أن الوسطاء لا يبادرون ويتدخلون من تلقاء أنفسهم، إنما تطلب منهم "تل ابيب" ذلك وعليه يبدأ التحرك باتجاه المقاومة.
لم تحقق الردع ولن تحققه
رغم سقف الاغتيالات المرتفع في هذه العملية، إلا أن العمور يعتقد بأن الاحتلال الإسرائيلي لم يحقق الردع ضد المقاومة الفلسطينية ولن يحققه مطلقًا في ظل استمرار تساقط صواريخ سرايا القدس والمقاومة على المدن والمغتصبات الإسرائيلية.
وبيّن أن استعادة الردع يوجب أن تكون جبهة الكيان الداخلية آمنة، بينما نحن ننظر الآن إلى نصف سكان الكيان في الملاجئ وهناك شلل شبه تام في الطرق والمدارس والجامعات والمطارات مما يعني أن الردع غير موجود إطلاقًا.
وحول التهدئة رأى المحلل أن "الجهاد لن تدخل في تهدئة أو هدنة قبل أن تثأر لشهدائها القادة"، مؤكدًا أن المعركة ليست في ساحة غزة فقط بل في كل الساحات وأن الضفة جزء منها.
وشدد العمور على أن الكلمة لا زالت للمقاومة وحدها، مشيرًا إلى أنها هي التي تتحكم حتى في مسارات الحياة اليومية للجبهة الداخلية في كيان الاحتلال.
شروط المقاومة.. أمر منطقي
ويعتقد الكاتب العمور بأن شروط المقاومة مشروعة ومفهومة، قائلًا: "الاحتلال بدأ عمليات الاغتيالات ولا يمكن أن تنتهي هذه الجولة بدون وقف شروط للمقاومة.
سيناريوهات انهاء الجولة
ويرى الكاتب العمور بأن لا خيارات متعددة لإنهاء المعركة الحالية بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي قائلًا: "من الممكن أن يستجيب نتنياهو لشروط وقف إطلاق النار؛ لكن التاريخ ثبت بأن طبع العدو الغدر".
اما السيناريو المتوقع هو استمرار المعركة بشكل أكثر تعمقًا وقوة مشيرًا ان الضمانات الوحيدة في هذه المعركة هي بقوة المقاومة.
