أدخلت سرايا القدس، والمقاومة الفلسطينية، خلال معركة "ثأر الأحرار" التي تخوضها لليوم الخامس دفاعًا عن أبناء شعبنا وثأرًا لدماء قادة المقاومة، تكتيكات جديدة ومختلفة عما كان يستخدم في المعارك السابقة.
خلال المعارك السابقة، كان الإعلان عن إطلاق الدفعات الصاروخية تجاه مستوطنات غلاف غزة، والمدن المحتلة بعد أو أثناء توجيهها، إلا أن معركة "ثأر الأحرار" شهدت إعلانًا مسبقًا من المقاومة عن أنها ستوجه دفعات صاروخية إلى المدن المحتلة.
جزء من الحيوية والديمومة
الكاتب والمحلل السياسي عرفات أبو زايد، يرى أن المقاومة تريد من هذا التكتيك، فرض معادلات جديدة بالصراع مع الاحتلال، مبينًا أن المعركة شكلت ضربة أمنية كبيرة للمنظومة العسكرية والأمنية للاحتلال.
وأوضح أبو زايد لـ"شمس نيوز" أن سرايا القدس والمقاومة، تتمتع بجزء كبير من الديمومة والحيوية بالعمل من خلال القدرة على تحويل التهديد إلى فرصة
وقال: "الاحتلال حاول منذ بداية المعركة فرض وقائع يكون بها عنصر المفاجأة والمباغتة، ويكون هو من بدأ المعركة، ومن يقوم بإنهائها، لكنه تفاجئ من قدرات سرايا القدس التي عملت بكل قدرة، وحكمة وكثافة نارية مركزية".
وأشار أبو زايد إلى أن إدارة السرايا للمعركة جعل العدو والصديق يتفاجأ منها، مضيفًا "يبدو أن سرايا القدس والمقاومة أعدت العدة لأيام طويلة وليس لساعات أو بضع أيام كما كان يحدث بالسابق".
وتابع "اليوم القرار النهائي لوقف المعركة بيد قيادة سرايا القدس، وحركة الجهاد الإسلامي، والمقاومة، التي أصبح الاحتلال يستجدي منها التهدئة عبر الوسطاء، ما قبل مسيرة الأعلام ولكن نتنياهو المأزوم داخلياً يريد أن تكون تهدئة مقابلة تهدئة".
وبحسب اعتقاد أبو زايد فإن الجهاد الإسلامي فهمت المأزق الذي يعيشه نتنياهو، وتضغط عليه عبر التفاوض بالنار، مكملًا "لذلك من الوارد أن تستمر سرايا القدس والمقاومة بتصعيد العمل المقاوم خلال الساعات المقبلة بهدف فرض شروطها على الاحتلال".
تقود المعركة بذكاء
بدروه أشار الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف إلى أن ما يحدث يدلل على أن المقاومة تقود المعركة بذكاء، وحنكة وأن لديها الاستعداد لمفاوضة الاحتلال من خلال البندقية.
وقال الصواف لـ"شمس نيوز": "اعتقد أن هذا تفاوض بناء، ويدل على استعداد المقاومة لمواصلة تصديها للمحتل، والقصف يرد على كذب نتنياهو للإعلام العبري، وأن ما يقصفه هو في الغالب أراضي زراعية فعلا، وليس كما يدعي يقصف مرابض للصواريخ".
وأكمل "الاحتلال في مواصلة قصف البيوت الأمنة، يؤكد فشله في مواجهة المقاومة، وهو يسعى للضغط على الحاضنة الشعبية، ولكن الحاضنة تؤكد وقوفها، واحتضانها للمقاومة، ومن لا يريد أن يصدق عليه مراجعة ما قالته سيدة البيت من آل المصري في بيت حانون".