من الواضح أن "إسرائيل" هدفت منذ اغتيال الأسير خضر عدنان إلى جر الجهاد الإسلامي لمعركة جز العشب من الحقل لخلق مناخ ملائم لمشروع قديم جديد تسعى لتتفيذه على حساب المشروع الوطني.
صحيح أن النظام السياسي الإسرائيلي يتعرض لأزمة في كينونته يؤدي كالمعتاد لتصديرها للفلسطينيين، لكن ليس إلى غزة فحسب إنما إلى الإطار الجغرافي السياسي الفلسطيني كله، وكانت عملية غزة واحدة من تلك البضاعة الإسرائيلية المصدرة.
ربما كان يُخَطط لمعركة غزة أن تكون خاطفة تحقيقا للغرض الإسرائيلي الداخلي الذاتي، لكن مع طول أمد تلك المعركة، فإنها تسرع المشروع الإسرائيلي الهادف لاستكمال إخراج غزة من المنظومة الوطنية عبر عزل الجهاد كحركة لها قوتها التي قد تحول دون تنفيذ ذلك.
إن معركة قطف رؤوس قادة الج.ه.اد التي انتهجتها وما زالت تنتهجها "إسرائيل" في تلك الجولة باتت تؤشر إلى أنها تسعى لإزالتها وإفساح الطريق لتمرير مشروع الحكومة الإسرائيلية اليمينية التصفوي.
فضلا عن تدمير منازلهم والموالين لهم، وهذا الأسلوب أي ورقة الاغتيال والتدمير الذي تلجأ إليه "إسرائيل" طالما كانت تحتفظ فيها كورقة رابحة في نهاية كل معركة كما اعتيد عليها في معارك سابقة.
لذا أتوقع من الجهاد التي هي ورؤوس قادتها غالية أن تلتقط اللحظة بتفويت الفرصة على الاحتلا.ل التصفوي التطهيري وفقا لمبدأ "كظم الغيظ" الذي اتبعته في بداية العدوان الجاري لا سيما وأن رسالتها قد وصلت وتحققت الفكرة بعدما أظهرت قوتها وحضورها.
ذلك ليس تشكيكًا في قدرتها وثباتها إنما تكتيكًا لحفظ ما أنجزت واستمرار فعلها المٌراد ودورها المهم في المشروع الوطني التحرري، كذلك تجنبا لما يبتغي الاحتلا.ل، أخذًا بعين الاعتبار أن الحرب يوم لك ويوم عليك وما الحرب إلا سجال بين كر وفر لما تقتضيه الحكمة والعبرة بالنتيجة.