أكد مسؤول العلاقات الفلسطينية لحركة الجهاد الاسلامي في لبنان، أبو سامر موسى، أن اغتيال قادة سرايا القدس لا يزيد الشعب الفلسطيني ومقاومته إلا إصراراً على الاستمرار في معركة "ثأر الأحرار"، وهو دافـــع قوي لمواصلة مسيرة الشهداء العظماء بدءاً من الشهيد الدكتور المؤسس فتحي الشقاقي، ومن تبعه وسبقه في الشهادة.
وأوضح موسى، في حواره مع "شمس نيوز"، أن الجهاد الإسلامي وسرايا القدس ولَّادة للقادة، الذين سيحملون الراية بكل جدارة وقوة واقتدار؛ لمواصلة درب الجهاد، والثأر للأحرار من خلال إيلام العدو، مشيراً إلى أنه حينما يستشهد قائد يحمل الراية مكانه فارس جديد يثبت قدرته على التحكم والسيطرة، بخلاف ما كان يعتقده العدو الإسرائيلي.
وشدد على أن ما ظهر جلياً من قدرة وحنكــــة وحكمــــة لقيادة الجهاد والسرايا في معركة "ثأر الأحرار"، لهو خير دليل على قوة وتعاظم سرايا القدس، ويثبت للعدو وللخصم والصديـــق أنها ليست مجرد حركـــــة عبثية، وإنما هي مؤسسة تدار من قيادات كبيرة وكثيرة وقادرة ومقتدرة.
وبيَّن موسى أن إدارة سرايا القدس لتكتيك النار بذكاء ودقة، أفشل مخططات العدو الذي ظن أن الاغتيال لقادة سرايا القدس سيوقف نشاط سرايا القدس، ولكن ذلك لم يحدث أبداً، إذ إن الأمور سارت وفق إرادة المقاومــــة ومخططاتها وهي باختصار كسر إرادة الكيان وحكومته المجرمة.
وقال: "واضح أن محاولـــة إظهار نتنياهو نفسه منتصراً وتصلبه بالموقف، سيرتد عليــــه سلباً لأن الجمهور الإسرائيلي لا قدرة له على تحمل المعركة، والبقاء تحت النار وشل حركة كيانه، وسيكون مصير حكومة نتنياهو هو الانهيار".
وأضاف: "الضغط المتزايد من المجتمع الإسرائيلي وبعض قياداتـــه التي بدأت برفع الصوت لإنهاء الحرب، وللمرة الأولى المعارضــة الإسرائيلية تنتقد الحكومة في ظل أجواء الحرب، يرسخ انتصار المقاومـة التي حققت شروطها بحفظ دماء الشهداء وحفظ القادة من خلال إقرار العدو بوقف سياسة الاغتيالات التي تبنتها حكومة الاحتلال بناء على طلب المجرم وزير الأمن القومـــي بن غفير".
وأوضح أن إقدام الاحتلال على عمليـــة الاغتيال الجبانـــة والغادرة بحق الأطفال والنساء والمسنين إضافــــة إلى الأقمار الثلاثـــــة القادة يدل على مدى إجرامه تجاه الشعوب بشكل عام، والشعب الفلسطيني على وجـــه الخصوص؛ لأن ما أقدم عليه يصنف ضمن الجرائم الدوليــــة بحق الإنسانــــية.
وأكد أن رد سرايا القدس جاء في الإطار الطبيعي لصد العدوان ولجمه، فهي تحفظ دماء الشهداء، وتقوم بعملــــية تأديب لهذا الكيان المجرم، من خلال رشقاتها الصاروخية وقذائفها المدفعية، أو من خلال الحرب النفسية والمعركة الإعلامية التي يقودها الإعلام الحربي للسرايا بكل جدارة واقتدار؛ لكسر عنجهية الكيان.
وأشار إلى أن رئيس حكومة الاحتلال ووزير حربـــه وأركان حكومته حاولوا عبثاً تسجيل انتصار يستطيعون من خلاله ترميم صورة الردع المنهارة، وإعادة نبض الحياة لحكومتـــهم المتهالكــة، إلا أن الرد جاءهم بالحرب النفسية وشل الحياة في المجتمع الإسرائيلي، وبعد تعب واستنزاف مدة 36 ساعة، جاء الرد المتوازن ضمن سياسة تكتيك توزيـــع النار والدخول في حرب الكترونيــــة معقــــدة في رسالة لنتنياهو بأن السرايا قادرة على توسيع شعاع النار، ولن تسمح بتغيير معادلات الاشتباك.
وقال: "انتصار المقاومة والسرايا رسم لوحة بطولية من الشرف والعزة، ورسخ معادلات الاشتباك والردع مع العدو الإسرائيلي".