أكَّد الخبير العسكري اللواء اللبناني المتقاعد طلال عتريسي، أن حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وجناحها العسكري سرايا القدس رغم فقدانها ثلة من قادتها العسكريين خلال معركة "ثأر الأحرار"؛ إلا أنها كانت صلبة في الإصرار على موقفها ومطلبها المتمثل بـ"وقف الإغتيالات".
وقال عتريسي لـ"شمس نيوز": "هذا الأمر يعني أن (إسرائيل)، لم تستطع تغيير المعادلة، وفرض قوة ردع من جهة واحدة"، مبينًا أن الجهاد الإسلامي استمر خلال المواجهة بنفس السيطرة، والقدرة والحجم في إدارة نيران المعركة.
وأضاف "الأمر الثاني الذي لا يقل أهمية هو أن فكرة الاستفراد في حركة الجهاد الإسلامي وعزلها، وتوجيه ضربة لها، فشل على المستوى الاستراتيجي".
وأوضح عتريسي أن الاعتداء على الجهاد الإسلامي تحوَّل إلى غرفة عمليات مشتركة، بين فصائل المقاومة تدير المعركة وتخطط وتتعاون وتتساعد، وتضع الخطط لكيفية التدخل وإمكانياته.
وتابع "الاعتداء عزز العلاقة بين أطراف فصائل المقاومة، بخلاف ما كان يأمله الاحتلال، والوضع عكس حالة التأهب والمعنويات المرتفعة لدى الشعب الفلسطيني الذي يتابعها العالم أجمع، والشعوب العربية والإسلامية، وهذا له تأثير كبير".
وأشار عتريسي إلى أن حالة النشوة والالتفاف التي شهدتها المقاومة الفلسطينية وحركة الجهاد الإسلامي، قابلها شعور من المستوطنين أن العملية لم تحقق لهم أي أمن، وأن القصف يصل لمختلف الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأكمل "المستوطنون أكدوا أن كل هذا العدوان لن ولم يحقق الأهداف التي وضعها نتنياهو أو القيادة العسكرية لهذا العدوان".
وشدد عتريسي على أن الجهاد الإسلامي، وفصائل المقاومة، خرجت أقوى وأكثر شعبية، وأكثر وحدة وتنسيق، مضيفًا "ستعود الأزمة الإسرائيلية مجددًا أقوى مما كان، لأن الخيار الذي كان يلوح به للخروج من الأزمة قد استخدم، وبالتالي لم يعد هناك خيار آخر".
وتوقع أن تشهد الأيام المقبلة عودة أكثر خطورة للأزمة الداخلية الاجتماعية السياسية داخل الكيان، نتيجة صمود حركة الجهاد الإسلامي، والشعب الفلسطيني، وتنسيق غرفة العمليات المشتركة داخل فلسطين وخارجها.