غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تمنينا لو كنا بينهم

غزيون مغتربون: عشنا أيام العدوان على غزة بقلق مضاعف في ظل بعدنا عن عائلاتنا

آثار الدمار في قصف المنازل (14).jpeg
شمس نيوز - هاشم السعودي

خمسة أيام من العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة بدأها باغتيال قادة من سرايا القدس، تبع تلك الاغتيالات رد من الجناح العسكري بعد نحو 36 ساعة من الصمت، وقف فيها قادة الاحتلال عاجزين بانتظار رد المقاومة.
وما إن بدأ الرد حتى بدأت ماكينة الاحتلال العسكرية بالتخبط وقصف المنازل، واستهداف المدنيين، الأمر الذي شكل خوفاً لدى الغزيين المُغتربين، في شتى أنحاء العالم، على أهلهم وذويهم، الذين يعيشون تحت وقع ضربات الصواريخ التي لم تُميز يوماً بين مدني وعسكري، صاحب حق في الدفاع عن أرضه وأبناء شعبه وقادته.
وبما أن الغزيين الذين فرضت عليهم ظروفهم العيش في الغُربة جزءٌ لا يتجزأ من أهل القطاع المغلوب على أمره، فقد سكن الخوف قلوبهم على ذويهم، كما قالت الصحفية وباحثة الدراسات العليا مشيرة جمال المقيمة في النرويج.
وتكمل الصحفية جمال حديثها لـ "شمس نيوز" حول متابعتها لما دار في غزة على مدار الأيام الخمسة من عدوان إسرائيلي قائلة: " أنا صحفية من غزة وعندي شبكة من العلاقات ومعظم الصحفيين أصدقاء وأتابع الأخبار من خلالهم إضافة للبث المباشر على قناة الجزيرة على مدار الساعة".
وعن أجواء التوتر التي صاحبت متابعتها للأخبار قالت "الوضع مش سهل لأني لست غريبة عن أجواء الحرب والقصف، كوني عايشت أكثر أيام العدوان قسوة باستثناء عدوان رمضان 2021 وعدوان عام 2022، اللذان تابعت أخبارهم في النرويج".
وبشأن تواصلها مع أهلها في غزة قالت "جمال": "قد يكون صعباً نظراً لانقطاع التيار الكهربائي وضعف الانترنت أحياناً، أو أن المكالمات على الأرقام الدولية قد لا تفلح أيضاً التي قد تقتصر على سؤال واحد (انتوا عايشين .. أه .. سلام)"
وعن أول عدوان شهده قطاع غزة بعد سفرها أوضحت مشيرة أنها كانت تجلس بجانب الشباك وكعادة أهل غزة في أوقات التصعيد كانت تقوم بـ"تنفيس الشبابيك" وإغلاق الستائر حتى أنها دخلت في حالة صدمة ألزمتها زيارة طبيب نفسي لتتخطى تلك الآثار، مؤكدة بأن أثار العدوان على الغزيين وإن عاشوا في بلاد أخرى تظل مصاحبة لهم وإن كانت أقل حدة.
الشاب جاسر هشام المقيم في تركيا ويعمل في أحد مصانع الخياطة هناك قال لـ"شمس نيوز" إنه كان يتابع الأخبار عبر واحدة من منصاتها على واتس آب، إضافة لعدد من صفحات الأخبار عبر إنستقرام.
 وأضاف بأن شعوره بالغربة في ظل العدوان على غزة يكاد لا يوصف، متمنياً لو كان بين أهله الذين يتواصل معهم على مدار الساعة "كنت أستغل ساعة الغداء والاستراحة للتواصل والاطمئنان عليهم" .
ويكمل الصحفي محمد زرندح المقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة بأن شعور الخوف في الغُربة مُضاعف خاصة بعد تجارب عديدة عاشها في غزة خلال تغطيات صحفية لأكثر من عدوان إسرائيلي عليها.
ويقول زرندح "كوني أعيش في بلاد هادئة ذلك عزز شعوري بالخوف، الخوف على أهلي الذين أضطر للتواصل معهم عبر مكالمة دولية لتعذر توفر الانترنت بشكل دائم لديهم، وجيراني وأصدقائي وأهل غزة جميعاً والذين أتابع أخبارهم عبر منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية".
وأكد أن شعور الغربة في مثل هذه الظروف السيئة صعب جداً ولا يمكن وصفه. 
وفي ساعة من ساعات التصعيد عايش مراسل شمس نيوز لحظات تواصلت فيها والدة أحد المغتربين مع ابنها الذي يقيم في الجزائر ويعمل في واحدة من جامعاتها محاضراً في القانون الدولي وتقول والدة الدكتور كامل عليوة "إن تواصلنا معه دائم بالاتصال أو المحادثات التي تشمل صوراً أحياناً ودردشة أحياناً أخرى لطمئنته أكثر"
ويكمل ابنها "كامل" الحديث "تمنيت لو أني بغزة لأعيش الأحداث جنباً إلى جنب مع أهلي، ولأشاهد صنيع المقاومة، والمعنويات العالية التي تصاحبكم، وأنتم تشاهدون صواريخ المقاومة تنطلق صوب البلدات الفلسطينية المحتلة".
الصحفية دعاء الباز والتي انتقلت للعيش في تركياً مؤخراً والعمل هناك بصحبة زوجها وأطفالها تقول "من أصعب ما مررت به كان هذا العدوان، كانت نار تشتعل بداخلي مع كل خبر أتابعه، أنا لوحدي هنا والمتابعة كانت ثقيلة علي".
وأضافت الباز "كنت بالمعنى الحرفي أغذي نفسي بكل مشاهد الوجع وأنصهر مع كل الأحداث الجارية في بلادي، كنت صامتة وأبكي"
وأوضحت أن سبب كل المشاعر التي تملكتها هو حجم الخسارة الثقيل بفقد قادة بحجم الوطن، وأن المغتربين هم جزءٌ ثابت من الوطن حتى وهم خارجه وأن الجغرافيا لا يمكنها أن تسلخ فلسطينياً عن قضيته ومعايشة ما تمر به البلاد.
أما في غزة حاورنا شقيقة واحدة من السيدات الغزيات اللواتي يعشن في الغربة برفقة زوجها وأبنائها عن تواصل شقيقتها معها خلال أيام التصعيد قالت أم أحمد صلاح "لم تتوقف اتصالات أختي، تتصل عند كل خبر، عند كل قصف يسقط به الشهداء، تتواصل بالرسائل ولا تتوقف عن سؤالنا عن أحوالنا بينما نطمئنها أننا-أهلي- بخير"
من سكن غزة وغادرهاً باحثاً عن العمل أو الاستقرار والعيش خارجها لا يمكنه أن ينسلخ بمشاعره عنها، حباً لها وخوفاً على أهله وأهلها فتظل عينه عليه دوماً وخاصة في الأيام التي يباغت فيها الاحتلال الإسرائيلي بقصف وقتل للمدنين فيها، لتظل هذه البلاد هي العزيزة في قلوب أهلها وإن غابوا عن أرضها.