كلما ارتقى شهيد في غزة كانت الدموع الملتهبة تتساقط من عينيها، ونبضات قلبها تخفق دون توقف، فقد بكت بحرقة شديدة على الشهداء، لا سيما الشهيد طارق عز الدين أحد قادة سرايا القدس في الضفة الغربية، والذي تجمعه بزوجها علاقة صداقة ومحبة وود واحترام، هكذا بدا المشهد في بيت الشهيد القائد الشيخ خضر عدنان.
حاولت زوجة الشهيد عدنان أن تخفي هذا الألم والحزن، إلا أن صوتها كشف لمراسل "شمس نيوز" عن حجم الألم الذي أصاب قلبها، تقول وهي قابضة على الجمر: "سامحونا يا أهل غزة سامحونا فأنتم أهل العزة وجبل المحامل فأنتم الثوار والأحرار والشرفاء".
لم تكن زوجة الشيخ عدنان تتوقع ارتقاء هذا الكم من الشهداء في معركة يكون اسم زوجها الكبير والمحبوب للناس أجمعين جزء منها؛ إلا أنها أوكلت الأمر إلى الله عز وجل؛ لتُشير إلى أن عزاؤنا أن هؤلاء الأبطال شهداء عند ربهم يرزقون وفي جنة الخلد ينعمون.
تماسكت زوجة الشيخ عدنان وضغطت على جراح قلبها الذي لم يلتئم، إذ مرَّ 12 يومًا على استشهاد زوجها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي بعد إضراب عن الطعام استمر 86 يومًا على التوالي احتجاجًا على اعتقاله التعسفي لتقول: "إن فقدان القادة وأبناء شعبنا سيستمر وهذه الفاتورة سيدفعها شعبنا الأبي حتى التحرير من دنس المحتل الإسرائيلي".
وأطلقت زوجة الشيخ عدنان على المعركة التي خاضها أبطال سرايا القدس ورجال المقاومة في غزة اسم معركة "وفاء الأحرار" إذ كانت وفاءً للشهيد عدنان وللشهداء القادة في الذراع العسكري "جهاد الغنام، وخليل البهتيني، وطارق عز الدين"، قائلة: "لقد خسرنا الكثير من القادة وسيحمل اللواء ألف قائد وقائد".
يا نخالة يا فخرنا.. لا تحزن!
وفيما يتعلق بكلمتها إلى أمين الدم والمقاومة أمين الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النقالة في مؤتمر وقف إطلاق النار قالت: "لقد آلمني حديث الأب والقائد النخالة وقد بكيت كثيرًا وشعرت بالألم والحسرة لما أصابه من حزن وبكاء على ارتقاء القادة الأبطال وفراقهم إلى الأبد".
وقبل أن تنهي حديثها وجهت زوجة الشهيد عدنان رسالة إلى القائد النخالة تقول له: "أنت فخرنا وعزنا وكرامتنا، حفظك الله وحماك لنا ولحركتنا ولشعبنا وقضيتنا".
ولم تنسَ أن توجه رسالة لأسود الميدان -أبطال سرايا القدس-: "بارك الله فيكم وسدد رميكم، إن أول صاروخ أطلق من أيديكم المتوضئة المباركة كان بمثابة قبلة على جبين الشيخ عدنان وبلسم لآلامنا وجراحنا، فالشيخ عدنان استشهد عزيزًا كريمًا رافضًا للذل والهوان وأنتم أديتم الأمنة ووفيتم فشكرا لكم أيها الأبطال".