يرى الخبير في الشأن العسكري والأمني عبد الله العقاد أن المقاومة الفلسطينية فاجأت الاحتلال بكل شيء، وأن الشعب الفلسطيني يزداد إيماناً وثباتاً بثورته ودماء شهدائه الأطهار.

وقال العقاد لـ"شمس نيوز": "إذا كان الاحتلال يظن أنه فاجئ المقاومة بغدره الجبان، فعمدت المقاومة أن تفاجئه بصمتها القاتل الذي أوقعته فيه بـ 36 ساعة من الترقب والانتظار، وكأن المقاومة تقول للعالم اشهدوا على جبن هذا الكيان وعلى استشعاره بخطيئته، إذ كان ينتظر الرد".

وأضاف "الضربة الأولى التي فاجأت الاحتلال برشقة صاروخية كبيرة مكونة من 300 صاروخ امتدت من الصفر إلى 80 كيلو مترًا، من هذا الشعاع المتسع الذي ارعب الكيان، إذ كان يظن أنه ترك فراغاً قيادياً لدى سرايا القدس على وجه التحديد ولكنه لم يعلم أن الشعب الفلسطيني أنتج قيادة موحدة، كانت جميعها تشتبك في الميدان".

وبين العقاد أن سرايا القدس تصدرت المعركة وكانت رأس حربة المواجهة، ولكن الجميع يتكافأ ويتأزر وأفشلت المقاومة كل عمليات تفرقة وزعزعة الصف الداخلي من خلال هذا التماسك الوحدوي، التي أعلنت عنه منذ بداية الجولة باسم الغرفة المشتركة وباسم عملية "ثأر الأحرار"، رداً على دماء الشهداء القادة.

وأشارت إلى أنه رغم بطش الاحتلال كان رد المقاومة موزناً ومدروساً دون انفعال، وان المقاومة لم تكن منفعلة وكانت فاعلة بشكل دقيق.

وأوضح أن المقاومة أثبتت ولأول مرة أن القبة الحديدية فاشلة جدا سواء بتعطيلها إلكترونيا أو عبر اختراقها من "السايبر" أو استخدام تكتيكات معينة لتحييدها، إذ أفشلت المنظومة وضربت المقاومة ضربات نوعية وقاسية، وكانت الضربة خلال اليوم الثاني قاتلة وقاسية وكأن المقاومة ترسل رسالة أن الهدم بالهدم، وأنه إذا كنت تستطيع ان تقتل نستطيع نحن كمقاومة أن نقتل".

ولفت إلى أن الاحتلال بدأ مذعورا يبحث عن تهدئة وعملت المقاومة على أن تذله بأن يوقع على قرارات المقاومة رغم غدره ولكن كان الهدف الأبرز من هذا التوقيع هو إذلال الاحتلال وإيلامه.

وتابع: "المقاومة استمرت في ضرب الاحتلال بصواريخها إلى ما بعد اللحظة الأخيرة، وهي تضرب عمق المدن المحتلة، إذ تجد أكثر من 6 ملايين يعيشون في الملاجئ، يترقبون الموت وهم يعيشون على أرض ليس لهم من شعب لا يملك إلا أن يقاتل دفاعاً عن أرضه".

ورجح أن كيان الاحتلال كمنظومة أمنية وعسكرية اهتزت أمام المستوطنين لأن الإرادة الفلسطينية رغم الحصار استطاعت ان تقف بقوة أمام عدوانه، وأن هذه الجولة كانت مهمة جدا، إذ تقدمنا خطوات إلى المعركة الفاصلة والفلسطيني قادر على أن ينتصر رغم الحصار والقيد.

وحول التفاف الحاضنة الشعبية حول المقاومة، ذكر الخبير العسكري أنها أبرز ما يمكن أن نتباهى به كشعب فلسطيني وأن حاضنة المقاومة تتوحد رغم كل شيء في المعارك مع الاحتلال لتصبح وحدة واحدة ومساندة للمقاومة.

واستدرك :"رغم تعرض شعبنا لغدر الاحتلال إلا أن الحاضنة الحقيقة هي التي تقود المقاومة لأنها من صلبه والمقاومة سيفه ودرعه والشعب الفلسطيني ممتن للمقاومة، وليس العكس وينظر أن هؤلاء المقاتلين هم شرفه ودرعه، لافتا إلى أنهم يدركون أن هدف الاحتلال هو اقتلاعهم من أرضهم.

وبين أن الشعب الفلسطيني يرى أن طريقه إلى التحرير والعودة أقرب، إذ يلاحظ الجميع أن كل جولة تتقدم بها المقاومة في تكتيكاتها ولم يضيف الاحتلال أي شيء جديد إلى ما يمتلك مع حربه معنا، إذ تظهر المقاومة في كل معركة امتلاكها لأسلحة وتكتيكيات جديدة تضاف إلى عملها في الميدان، سائلا الله أن تكون هذه الجولة التي دخلت التاريخ من أوسع الأبواب أن تكون مقدمة لمعركة التحرير.

وخاضت المقاومة الفلسطينية معركة "ثأر الأحرار" ردًا على اغتيال ثلة من قادتها العسكريين، ودكت المقاومة الفلسطينية مستوطنات ومدن الاحتلال بعشرات الدفعات الصاروخية والمدفعية، أدت لإحداث دمار جسيم والعديد من القتلى والإصابات في صفوف جيش الاحتلال والمستوطنين.

واستشهد 33 مواطنًا وأصيب 190 آخرين جراء قصف طائرات الاحتلال، لمنازل عدد من قادة المقاومة الفلسطينية، ومنازل المواطنين الآمنين، فيما زفت سرايا القدس ثلة من قادتها من قادتها ومجاهديها ارتقوا خلال المعركة.