غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

العدوان يفاقم أزمة الغزيين.. أبو ياسر يغرق بالمياه المعدنية

أزمة المياه المعدنية.jpg
شمس نيوز - خاص

على كتفه يحمل أبو ياسر حبيب (40 عامًا) "جالونًا" مليء بالمياه المعدنية، تتسلل قطرات المياه على جسده المنهك بعد مشوار طويل قد يصل لمئات الأمتار، وعلى مدار 5 أيام من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة اضطر أبو ياسر وأبنائه وجيرانه للتزود بالمياه المعدنية العذبة من المناطق البعيدة من مساكنهم بعد توقف "أبو ماجد" من قيادة سيارته لتعبئة المياه المعدنية خشية من تعرضه لقصف إسرائيلي كما جرى في الحروب السابقة عندما تعرض السائقون للقصف المباشر من قبل الاحتلال.

تحت أزيز الطائرات التي لم تفارق سماء قطاع غزة، وصوت القصف الإسرائيلي الشديد، كانت قدما أبو ياسر تتجه من شرق حي الشعف إلى الغرب محاولًا تعبئة المياه المعدنية، إذ أن عجلات سيارات تعبئة المياه المعدنية توقفت عن العمل حتى انتهاء العدوان، ما كبد أصحابها خسائر مادية.

ففي كل يوم يخرج أبو ياسر مع أبنائه من المنزل يقول لزوجته: "أستودعك الله ديربالك على الأبناء"، في إشارة منه إلى خشيته من التعرض للقصف الإسرائيلي كغيره من المواطنين، وهذا هو حال كافة المواطنين في قطاع غزة خلال العدوان الإسرائيلي.

وفي تمام الساعة الثامنة مساءً من يوم السبت تسلل خبر وقف اطلاق النار ما دفع أبو ياسر إلى القاء جسده المنهك على فراشه ويقول بعد تنهيدة عميقة من القلب لأبنائه: "أخيرًا هذه الأكتاف سترتاح من نقل المياه المعدنية".

ويقول أبو ياسر: "كانت أيام صعبة جدًا، العدو لا يفرق بين طفل ورجل وامرأة، رحم الله الشهداء فقد فقدنا قادة مخلصين لقضيتهم ووطنهم وشعبهم"، داعيًا الله عز وجل أن يعين المتضررين من العدوان، إذ أن معاناتهم ستزداد خلال الأيام القادمة لعدم تمكنهم من إعادة بناء المنزل في أسرع وقت.

أما صاحب سيارة المياه المعدنية "أبو ماجد" كان يندب حظه بسبب العدوان على غزة قائلًا: "كل يوم لا أعمل فيه كنت أخسر 200 شيكل وأنا لا استطيع أن أوفر هذا المبلغ في ظل العدوان، والآن تراكمت عليا الديون بشكل كبير".

معاناة أبو ماجد لا تختلف مطلقًا عن أصحاب الأعمال الذين يتقاضون أموالهم باليومية، إذ أن العدو الإسرائيلي لا يهمه تعطل حياة أكثر من 2 مليون مواطن في قطاع غزة الذي يعاني منذ 2007 من حصارِ خانق أدى لقلة توفر فرص العمل وزيادة البطالة.