أكَّد المُختص اللبناني بالشأن الإسرائيلي، حسن حجازي، أن معركة "ثأر الأحرار"، مثلتْ منارةً إضافية على طريق جهاد الشعب الفلسطيني، وحركات وفصائل المقاومة.
حديث حجازي جاء، خلال حوار أجرته معه "شمس نيوز" تعقيبًا على نتائج معركة "ثأر الأحرار"، وما حققته المقاومة الفلسطينية وسرايا القدس خلالها.
ووفق ما يرى فإن المعركة مثلت صفحة جديدة للاحتلال، أظهرت انكشاف الجبهة الداخلية وعجز قيادته عن تغيير الوضع القائم مقابل قوى المقاومة التي تتنامى أكثر فأكثر.
وقال حجازي: "أظهرت الجولة الأخيرة من القتال بأن كل ما فعله الاحتلال من عمليات غدر جبانة لم تستطع صنع معادلة جديد كما يتحدث الجميع".
وأشار إلى أن هناك معضلة استراتيجية يواجهها كيان الاحتلال مقابل قطاع غزة، ستبقى ترافق الصهاينة، وخصوصا مستوطني الغلاف والمستوطنات القريبين من القطاع.
وأوضح أن المعضلة تكمن في أنهم لن يتخلصوا من تهديد الصواريخ بشكل دائم، الأمر الذي عبروا عنه منذ وقف إطلاق النار، وأنهم متخوفون من تجدد جولات القتال وأن يصبحوا مرة أخرى في مرمى الصواريخ.
وشدد على أن المخاوف لدى المستوطنين تؤكد على أن الاحتلال عجز عن تغيير الواقع والمقاومة من ناحيتها أظهرت كفاءة عالية.
وبيَّن أن المقاومة أظهرت القُدرة على التعامل بذكاء مع إطلاق الصواريخ، واستهدف العمق الصهيوني واستنزاف الجبهة الداخلية بشكل دائم، وشلل ما يقارب نصف كيان الاحتلال.
وتابع "الاحتلال عجزَ عن حماية المستوطنين، وعجز عن تحقيق ردع المقاومة، لذا أراد الخروج بأي شكل من الأشكال من هذه المعركة، بأسرع وقت".
وذكر أن استمرار القتال يؤدي إلى مراكمة الخسائر أكثر فأكثر، الأمر الذي لم يكن يريده بنيامين نتنياهو، ولا وزير حرب ولا قادة الجيش.
أداء مميز لسرايا القدس
وعن أداء سرايا القدس خلال المعركة، أشار حجازي إلى أن سرايا القدس أظهرت أن لديها كفاءة عالية على مستوى إدارة المعركة، ولديها القدرة والنفس طويل بشكل يتلاءم مع مواجهة العدوان.
وأوضح أن ذلك بدا جليًا من خلال تجنب استهداف مجاهديها من قبل الاحتلال أثناء تنفيذهم المهام، وعدم السماح لاستخبارات العدو وطائراته الاستطلاعية وغيرها، بالكشف عن أماكنهم.
وأردف حجازي حديثه "سرايا القدس عملت على حماية امكانياتها العسكرية الهجومية والصاروخية بشكل جيد، الأمر الذي يساعد على استمرارها بالقتال لأيام طويلة.
وزاد بالقول "كان الاحتلال يعتقد أنه لدى سرايا القدس، القدرة على خوض معركة لأيام وأسابيع، دون أن تتأثر قدرتها على مستوى الأداء القتالي".
وقال حجازي: "هذا الأمر يؤكد أن هناك إدارة هادئة، وذكية تعاملت مع استعمال القدرات العسكرية بشكل ذكي، انتقلت في المواجهة من مكان إلى آخر، ومن مرحلة أخرى، ومن مدى إلى آخر".
وأشار إلى أن السرايا استعملت إمكانيات وكفاءات وأساليب جديدة كالصواريخ الحديثة بعيدة المدى والثقيلة على مستوى التدمير، الأمر الذي دفع الاحتلال إلى الاستعاضة عن القبة الحديدية للمرة الأولى بمقلاع داوود.
وبيَّن حجازي أن استخدام الاحتلال لمقلاع داوود دلَّل على أن هناك صواريخ لا تستطيع القبة التعامل معها، وهذا أيضا تحدي جديد، برز من خلال المعركة.
وتطرق إلى عامل القيادة والسيطرة، مبينًا أن تنظيم الرشقات، في أوقات محددة، يؤكد على التنسيق والسيطرة الكاملتين على أداء النيران في الميدان، وأن المقامة كانت تدير المعركة بشكل متكامل، وليس على شكل مجموعات منفصلة.