بدأت المسيرة مع احتلال "إسرائيل" للجزء الشرقي من مدينة القدس، في أعقاب حرب 1967م، احتفالًا بما يسمى يوم "توحيد القدس"، والذي يعد "عيدًا وطنيًا" بالنسبة للاحتلال والمستوطنين المتطرفين.
وفي عام 1968، نظم الاحتلال المسيرة الأولي احتفاءً بالذكرى السنوية الأولى لاحتلال مدينة القدس، بمشاركة عشرات المستوطنين فقط، ومن ثم تطورت لمئات المشاركين، حتى وصلت قبل عدة سنوات إلى نحو 30 ألف مشارك.
يتخلل المسيرة التي تنطلق عادةً بعد الساعة الخامسة عصرًا، رفع المستوطنين لأعلام الاحتلال، وأداء الأغاني ورقصات تلمودية في شوارع القدس والبلدة القديمة، والقيام بأعمال استفزازية، وترديد هتافات عنصرية تُحرض على "قتل العرب".
كما تهدف المسيرة لفرض وقائع تهويدية وسيطرة إسرائيلية كاملة على مدينة القدس، ولغايات دينية أيدولوجية سياسية، كما أنها تشكل نوعًا من التحدي من قبل قوات الاحتلال، واستفزازًا لمشاعر المسلمين والفلسطينيين.
كما أن الاحتلال يشعر بأنه فقد سيادته الكاملة على القدس، لذلك يحاول عن طريق الجماعات اليهودية المتطرفة إثبات أنه "صاحب السيادة"، وكل ما يجري في المدينة المقدسة يؤكد أن المعركة الحالية هي "معركة سيادة".
ونظرًا لأهمية ورمزية باب العامود بالنسبة للمقدسيين، تُصر حكومة الاحتلال على مرور المسيرة من هذا الباب الحيوي الذي يحدد جزءًا من هويتهم المقدسية، في محاولة لتفريغ الإنجازات والانتصارات التي حققها أهل القدس في تلك المنطقة الاستراتيجية، ولإثبات أنهم "أصحاب السيادة".
ولتأمين "مسيرة الأعلام" الخميس المقبل، تتحول مدينة القدس المحتلة إلى ثكنة عسكرية، عبر نشر الآلاف من عناصر قوات الاحتلال ووحداتها الخاصة وقوات "حرس الحدود" والخيالة، بما يتخللها من نصب للحواجز العسكرية وإغلاق للشوارع والطرقات وأزقة البلدة القديمة، ما يعيق حركة تنقل المقدسيين.
وبحسب قوات الاحتلال، فإنها وافقت على مشاركة 16 ألف مستوطن في المسيرة، بحيث يبدأ التجمع الساعة 4 عصرًا وحتى الساعة 6:30 في ساحة شارع الملك جورج قرب شارع يافا، ويبدأ خروج “المستوطنين الذكور” الساعة 6 باتجاه باب العامود بعدد 8000، والساعة 6:15 للإناث بنفس العدد باتجاه باب الجديد.
(إذن) نحن أمام مشروع إسرائيلي حكومي متكامل، وليست فئات هامشية من المجتمع الإسرائيلي تحاول أن تتغطى بهذه الجماعات الإرهابية".