قائمة الموقع

سياسة الغموض البنّاء.. يا ليتنا نتبعها كمنهج مقاومة!

2023-05-17T16:37:00+03:00
محمد مشتهى

كتب: د. محمد مشتهى

الغموض البنّاء يربك العدو وحساباته ويستنزف إمكانياته، لذلك ليس بالضرورة أن يكون الموقف واضح في كل مرة، في كثير من الأحيان وفي محطات حسّاسة يُصبح الغموض البنّاء ضرورة، سرايا القدس والمقاومة استخدمت الغموض البناء لمدة 36 ساعة قبل ضرب عمق الكيان الصهيوني، وأيضاً في كثير من الأحداث الجارية بالضفة المحتلة، وحزب الله استخدم الغموض البناء في صواريخ الجنوب وفي قنبلة مجدو وغيرها الكثير، الغموض البنّاء أهم ما يميّزه هو عدم التصريح بموقف قد يساعد العدو على فكفكة لغز يبحث عن حل له، أو يجعل العدو يتعرّف على نمط تفكير المقاومة، الغموض البنّاء لا يعطي العدو أي إشارة تدل على ما تفكر به المقاومة، وهنا نتذكر سوياً كيف عبّر المحللين العسكريين الصهاينة قبيل رد سرايا القدس والمقاومة عقب عمليات الإغتيال الأولى في معركة ثأر الأحرار، ماذا قالوا؟: ليتنا ندخل في عقل الجهاد الإسلامي لنعرف ماذا يفكر الآن؟ هنا يمكن القول وفي هذا الموقف أن سياسة الغموض البنّاء قد آتت أكلها والكل لاحظ قوة تأثيرها على العدو من جهة وأيضا على حاضنة المقاومة من جهة أخرى، لذلك الغموض البنّاء يدخل في إطار الحرب النفسية، لأن الإنسان بطبيعته لا يقلق من شيئ هو يعلمه ويراه ويشاهده وإنما يقلق من شيئ غير مرئي وغير معلوم لديه، إنّ كثرة التصريحات وتعدد المواقف تريح العدو، وفي المقابل تنقلب بالضد على جبهتنا الداخلية، فالموقف أو التصريح الذي يُعلن بوضوح  وصراحة يُحدث صدمات لدى الناس في حال عدم تنفيذه، هناك تصريحات ومواقف ثابتة مثل أرض فلسطين من البحر إلى النهر، والأقصى للمسلمين، وفلسطين التاريخية وكل القضايا الوطنية، هذه مواقف ثابتة ومعلنة وتكرارها جيد بل مطلوب، لكن الحديث هنا عن التكتيكات التي مطلوب فيها يكون الغموض البنّاء دوما حاضر وبقوة

اخبار ذات صلة