غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خبر تحليل: في جعبة القسام أكثر من هدار وشاؤول

شمس نيوز / عبدالله عبيد

رغم كثرة التصريحات التي خرج بها قادة حركة حماس مؤخراً عن اقتراب تحرير الأسرى من سجون الاحتلال، إلا أنها لا تزال تلتزم الصمت إزاء قضية الجنود الإسرائيليين الأسرى لدى كتائب القسام، فلا أحد يعرف مصيرهم أو عددهم، ويكتفي الإعلام بتخمينات تصدر من هنا وهناك، وتوقعات وتساؤلات لم تجب عليها الجهة صاحبة الكلمة الفصل.

ويرجح متابعون في الشأن الإسرائيلي ومراقبون بأن الحركة تتبع قاعدة "لا معلومات بالمجان" للإفصاح عن مصير الجنود المأسورين في غزة؛ في محاولة لكسب أوراق إضافية في مفاوضات تبادل مستقبلية.

والجديد في قضية الجنود، دعوة حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى "تفقّد جنوده جيداً، وأن يكف عن تضليل أهالي المفقودين من شعبه".

حيث اجتاح هشتاق "عد جنودك" مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد التصريح الذي أصدرته حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والذي طالبت فيه بنيامين نتنياهو المكلف بتشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة بتفقد جنوده جيدًا.

ويضاف إلى قضية الجنود الإسرائيليين أيضاً، وجود حلقة أخرى مفقودة؛ وهي شريط لعملية بثتها القسام بعد العدوان لعملية أطلقت عليها "ناحل عوز"، أظهرت ضرب جندي إسرائيلي بأعقاب البنادق وعدم قتله فوراً كما الأمر مع باقي زملائه في الموقع العسكري، حتى بات الجميع ينتظر بث "تكملة" لما تم نشره.

وكان قطاع غزة تعرض في السابع من يوليو/تموز الماضي لعملية عسكرية إسرائيلية كبيرة استمرت لمدة 51 يوماً، وذلك بشن آلاف الغارات الجوية والبرية والبحرية عليه، وفي خضم العملية، أعلنت كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس"، أنها أسرت الجندي الإسرائيلي "شاؤول آرون" خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة. وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي "حماس".

وأعربت والدة الجندي الإسرائيلي "آرون" عن بالغ ندمها قبل أيام، على فتح بيت عزاء لابنها الجندي بعد إعلان جيش الاحتلال عن مقتله قائلة: إنه "حي يرزق، وإن الجميع سيفاجأ بهذا الأمر".

وما لبثت أن أعلنت القسام عن أسر الضابط الإسرائيلي هدار جولدن من نفق في مدينة رفح خلال تسلل لموقع عسكري.

في يد القسام

المتابع للشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت يرى أنه من الصعب الحديث الآن عن عدد الجنود الإسرائيليين المحتجزين لدى كتائب القسام، الذراع العسكري لحماس، لافتاً إلى عدم توفر أي معلومات حول هذا الموضوع.

وذكر شلحت لـ"شمس نيوز" أن حماس أعلنت أنها تحتفظ بجنديين وهما (شاؤول آرون وهدار جولدن)، دون أن تفصح ما إذا كانا أحياء أو أمواتا "ولكن إسرائيل تقول إنهما مقتولان".

وأشار إلى أن المتأمل بين السطور في تصريحات قادة حماس، يرى أن هناك أسرى آخرين في يد القسام"، على حد قوله.

وتتهم إسرائيل حركة "حماس" باحتجاز جثة الضابط "هدار جولدن" الذي يعتقد الاحتلال أنه قُتل في اشتباك مسلح شرقي مدينة رفح، يوم 1 أغسطس/آب الماضي، وهو ما لم تؤكده الحركة أو تنفِه، في حين رجحت تقارير إسرائيلية أن يكون هدار حياً هو الآخر.

وكشفت تحقيقات جيش الاحتلال الإسرائيلي حول عملية أسر الضابط في لواء جفعاتي "هدار جولدن" أن التقديرات الأولية كانت تشير إلى اختطافه حياً، إذ جاء على لسان قائد لواء جفعاتي، عوفر فينتر، في معرض شهادته على العملية، أن التقديرات بعد ساعة ونصف الساعة من العملية، كانت تشير إلى بقاء جولدن حياً مع خاطفيه.

في حين صرح وزير الجيش الإسرائيلي موشيه يعالون، أمس الثلاثاء، بأن إسرائيل تواصل بذل الجهود لاستعادة أشلاء الجنديين اللذين فقدت آثارهما أثناء العمليات في غزة، بحسب تعبيره.

عض الأصابع

الخبير في الشأن العسكري، يوسف الشرقاوي، لفت إلى أن عملية "عض الأصابع" بين حماس وإسرائيل قد بدأت من هذه اللحظة، مشيراً إلى أن تصريحات حماس حول الأسرى جاءت في توقيت مناسب.

وقال الشرقاوي لـ"شمس نيوز": توقيت التصريحات جاء في الوقت الذي طلب فيه بنيبامين نتنياهو من رئيس إسرائيل تمديد مهلة مشاورات تشكيل الحكومة، وهذا قد يعمل على إرباك نتنياهو ومن الممكن أن يؤدي لتفكيك التحالف".

وأكد الخبير العسكري أن القسام تدربت جيداً قبل الحرب الأخيرة على القطاع على عملية خطف الجنود، منوهاً إلى التفوق الذي أنجزته كتائب القسام على أرض الميدان في هذه الحرب.

ويبدو أن حالة الإحباط الشعبي التي تسود قطاع غزة وانسداد الأفق، قد دفع حماس إلى اللعب في اتجاه تشكيك قيادة الكيان الإسرائيلي لإظهار مرونة أكبر، في مقابل أي معلومات عن الجنود مجهولي المصير، أو التمهيد لصفقات تبادل.

هذا ما ألمح إليه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجمعة الماضية، بقوله: إن "لحظة الفرج للأسرى قادمة. انتظروا القول الفصل من القسام الذين لم يخذلوكم ولن يخذلوكم".

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، خالد مشعل، أكد قبل أيام، أن حركته لن تعقد أي اتفاق أو صفقة حول تبادل الأسرى قبل أن يلتزم الاحتلال بما سبق (صفقة شاليط والتهدئة الأخيرة) منها، حتى ينال الأسرى حريتهم.

وبحسب هيئة شؤون الأسرى والمحررين التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، يقبع في السجون الإسرائيلية حالياً، 6500 أسير؛ بينهم 478 صدر بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة، و21 أسيرة؛ بينهن قاصرتان، و205 أطفال أعمارهم دون سن الـ18، و480 معتقلاً إداريا، و13 نائباً، بالإضافة إلى وزيرين اثنين سابقين، وسط مطالبات رسمية وشعبية بضرورة الإفراج عنهم جميعاً.