إنه الصراع على الهوية والرواية الفلسطينية الصادقة والحقيقية وعلى معركة الوعي، هذا هو هدف مسيرة الاعلام الصهيونية في القدس.
الفلسطيني حقق إنجازاً كبيراً؛ لتأكيد فلسطينية وإسلامية القدس، وأكد أن المقاومة خاصة المسلحة حق مشروع وهي المحدد الوحيد للعلاقة مع المشروع الصهيوني، وأكدته سرايا القدس وقوى المقاومة في "ثأر الأحرار"، و"وحدة الساحات"، و"سيف القدس"، وأكد الفلسطينيون أن كل ساحات فلسطين ساحة واحدة وعلى رأسها القدس والأسرى.
أكد الفلسطينيون أن كل قوى المقاومة موحدة كالبنيان المرصوص في غزة، والكتائب الممتدة في الضفة.. انتصرت المقاومة؛ لأنها أكدت أنه لا يوجد أي مسافة، مهما كانت صغيرة بين الحاضنة الشعبية والمقاومة، انتصرت المقاومة؛ لأنها حافظت على بندقيتها نظيفة، ولأنها رأس الحربة لمحور القدس الذي يتمدد في المنطقة، انتصرت المقاومة؛ لإنها أحدثت شروخاً وتحديات خطيرة في المشروع الصهيوني جعلت الصهاينة متأكدين أنهم لن يتجاوزوا عقد الثمانينات، انتصرت المقاومة؛ لأنها أكدت على قوة ردعها وهيبتها الوطنية في كل جولاتها الأخيرة مع العدو الصهيوني.
انتصر المرابطون؛ لأنهم حسموا موضع هوية ومستقبل القدس، وأفشلوا التقسيم المكاني والزماني للأقصى، انتصرت المقاومة؛ لأنها أصبحت رقماً مهماً في موازين الصراع والقوى الإقليمية، يفوق موازين كثير من دول المنطقة.
انتصرت المقاومة؛ لأنها أوقفت وعرقلت مشاريع الشرعنة والتطبيع في المنطقة، واستبدلتها بشرعية المقاومة، فهل تستطيع مسيرة الأعلام تجاوز كل هذه الإنجازات؟
كيان شائخ يعيش مرحلة الهبوط، تقوده مجموعات متطرفة، ومتناحرة، ومترددة، ويعاني من تصدعات وانقسامات غير مسبوقة لا يمكن أن يحقق إنجازات جديدة، بل سيبقى ينتقل من فشل وتراجع إلى آخر، حتى يلفظ أنفاسه الأخيرة، إنه حالة عابرة في تاريخ هذه المنطقة، وهذا الحوض العربي والإسلامي سيبتلع مشروعهم الصهيوني قريباً.
إن مسرة الأعلام وصفة فاشلة لكيان مشوه يعاني من الأمراض التى لا شفاء فيها إلا الموت.
