أكَّدَ رئيس الدائرة السياسية لحركة الجهاد الإسلامي الدكتور محمد الهندي أن المفاوضات التي أجرتها حركته خلال معركة "ثأر الأحرار" مع الوسيط المصري، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، كانت امتداداً لما سطره المجاهدون في ميدان القتال.
وقال د. الهندي في حوار مع "شمس نيوز": "العدو كان يتوقع أن يكون رد سرايا القدس على اغتيال مجموعة من قادتها بإطلاق صواريخ تجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة، وألا يلقى العدو إصرارًا من الحركة على تحقيق مطالبها، وأن تستمر المسألة ليوم أو يومين على أكثر تقدير".
وشدد على أن استعداد السرايا لضرب عمق الكيان، ووصول الصواريخ إلى تل أبيب ومستوطنات القدس، فضلًا عن المستوطنات المحاذية للقطاع، كانت رسالة واضحة تدعم موقف المفاوضات في القاهرة، ذاكرًا أن "إسرائيل" كانت منزعجة، وتعرضت لضغوطات جمة خاصة من الأمريكان لإنهاء الجولة بأسرع وقت.
أضاف "أديرت المفاوضات بشكل يعكس ما حققته السرايا في الميدان، ووصلنا لمطالبنا المحددة منذ بدء المفاوضات، وتم الضغط بشكل كبير على حكومة العدو، وأجهزته الأمنية حتى توصلنا لهذه الصيغة (..) هناك كثير من النقاط محل جذب وأخذ ورد، ولكن في النهاية الجهاد فرضت هذه الصياغة".
عدونا يكذب!
وفي حديثه عن ما يسمح بنشره عبر الإعلام عن مجريات المفاوضات، استكفى د. الهندي بالإشارة إلى أن نتنياهو منذ اللحظة الأولى لرد المقاومة، كان يستجدي وقف إطلاق النار، وأن الجهاد الإسلامي كانت تدرك هذا الأمر بشكل كبير وتعيه.
وذكر أن الإعلام العبري حاول تسريب بعض الفبركات غير الدقيقة بشأن المفاوضات، وفي أوقات متقاربة، وساعات متلاحقة، يدعي خلالها أن الوفد المصري اتجه إلى الأراضي المحتلة، أو وفد العدو غادر المفاوضات، مشددًا على أن كل ذلك لم يكن له أي أساس من الصحة.
وأوضح أن العدو لم يغادر المفاوضات بأي لحظة، ولم يكون موجودًا كوفد بجسمه، وكان على مدار الوقت تستجدي وقف إطلاق النار.
سموم العدو عادت عليه
وعن محاولات الإيقاع من قبل الإسرائيليين بين الجهاد الإسلامي، ومصر، من خلال الادعاء أن مصر هي من طمأن القادة الغنام، والبهتيني، وعز الدين، وأن مصر قبلت سفرهم في ذات يوم الاغتيال، نفى د. الهندي ذلك، مشددًا على أنها سموم أراد العدو بثها.
وبيَّن أن سموم العدو في بدايتها كانت بالادعاء أنه يستفرد بالجهاد الإسلامي، لعزله عن باقي فصائل المقاومة، إلا أنه فشل في ذلك، ومن ثم حاول بث الفتنة بين الجهاد الإسلامي، ومصر من خلال هذا الادعاء، وهذه السموم التي بثت من خلال الإعلام والمخابرات الصهيونية.
وأكمل "من كانوا على موعد مع السفر الأخوة في المكتب السياسي للحركة، والقادة الثلاثة في سرايا القدس، لم يكن لهم علاقة بالسفر، وهذا الحديث تم توضيحه في حينه، هذه سموم الإعلام والمخابرات الصهيونية، وتم كشفها في وقتها".
موقف السلطة
وفي رده على سؤالنا بشأن موقف السلطة الفلسطينية من العدوان، وأن رئيسها لم يتطرق لما جرى من عداون خلال كلمته في الأمم المتحدة، بعد أيام من انتهائه قال د. الهندي: "السلطة تقول إنها تمثل الشعب الفلسطيني كله، كان المفترض أن نسمع منها مواقف واضحة ومحددة بحق جزء من أبناء شعبنا"
وأضاف "نحن شعب واحد، وهموم واحدة، (إسرائيل) تدير معركة في غزة، ليس ضد الجهاد الإسلامي وسرايا القدس، إنما قصفت مدنيين وبيوت، وجرائمها كانت ضد المدنيين، ولا يمكن عزل غزة عن هموم الضفة، وهموم شعبنا في الـ48 والخارج، نحن شعب واحد".
نستخلص العبر ونكمل المسيرة
وعن وضع الحركة، وجناحها العسكري بعد المعركة، واغتيال ثلة من قادة صفها الأول، أكد د. الهندي أن الجهاد الإسلامي، حركة مقاومة، وأعلنت منذ اللحظة الأولى لانطلاقتها أنها جاءت لمقاومة العدو ومواجهة الاحتلال كجزء من فصائل المقاومة الفلسطينية.
وأضاف "أخذنا على عاتقنا دور المقاومة، وغير مقيدين بمسائل أخرى، لذلك من واجبنا أن نعمل بعد كل جولة من الجولات على استخلاص العبر والدروس، ونستكمل الهياكل، ونخرج بعد وقت قليل بصورة أكثر قوة وترابطًا، واستكمال ما يمكن استكماله".
وأشار الهندي إلى أن العدو ظنَّ باستهدافه بعض قادة السرايا وجه لها ضربات، إلا أن الوهم الصهيوني، وغرور القوة، أن الجهاد الإسلامي وسرايا القدس حركة صغيرة نقوم بتصفية بعض رموزها، وينتهي كل شيء، في كل مرة ينقلب الأمر ضدهم، وتفاجئهم السرايا بالمزيد.
حاضنة المقاومة بخير
د. الهندي أكد أن مشاركة الجماهير الفلسطينية في مهرجانات تكريم شهداء معركة "ثأر الأحرار"، كانت رسالة واضحة، أن الشعب الفلسطيني كله يلتف حول خيار المقاومة، مضيفًا "نحن انقسمنا عندما دخلنا في دهاليز المفاوضات والسياسة غير المجدية".
وجدد دعوته لضرورة التمسك بخيار المقاومة، مبينًا أن الجماهير التي زحفت إلى ميدان الكتيبة، وتأبين الشهداء، حملة رسالة أن كل من يقاوم "إسرائيل" ستلتف حوله جماهير الشعب الفلسطيني الذي نهض ليقول كلمته، أنه شعب يقاتل العدو الصهيوني، ويلتف حول كل من يدافع عنه، ويواجه العدو.
وختم "العدو يستهدف كل الشعب الفلسطيني في غزة، في الضفة في الشتات بالقدس، في الـ48، هذا عدو مجرم عاش على القتل والإرهاب، ويستمر بهما، وعندما ينهض فصيل أو فصائل للمقاومة كل الشعب الفلسطيني سيكون خلفها، وسندًا لها".