بين المراكمة والمشاغلة في فلسطين والمحور،
خيط رفيع؛
كيف تشاغل العدو وتراكم عناصر قوتك في الميدان في ذات الوقت؟
يحاول بعض الكُتّاب التركيز على مفهوم المراكمة، بمعنى الاعداد لمعركة واحدة مفصلية لا ثاني لها، وهو أسلوب يغلب عليه تبرير الواقع،
وقد علّمنا التاريخ ان من يراكم دون ان يشاغل قد يتم اغراقه في معارك داخليه، كل بضعة سنين، حتى لا يصل للمعركة الشاملة النهائية،
لذا فلا مراكمة بلا مشاغلة،
هكذا كانت تجربة صلاح الدين ومن قبله عمر بن الخطاب، في فتح القدس، مع الفارق التاريخي بطبيعة الحال، ولكن للتأسي ما دام حديثنا بوصلته القدس، وثمة قاعدة عامة قابلة للتكرار النسبي،
معركة ثأر الأحرار مع مواجهة كاسر الأمواج في الضفة على محدوديتها؛ نموذج في المواءمة بين المشاغلة، اي الاعداد من خلال الميدان، وبين المراكمة بمعنى تقوية الساعد والعتاد بتطوير القدرات رغم تبعات المشاغلة في الميدان،
وهذا فن لا يتقنه الا من اعتنق فلسطين كقضية مركزية، باعتبارها مركز الصراع الكوني.