قائمة الموقع

السلوك العربي المؤسف في اعقاب العدوان على غزة والقدس

2023-05-24T12:06:00+03:00
خالد صادق
بقلم/ خالد صادق

اعتدنا في نهاية كل عدوان صهيوني اجرامي على الفلسطينيين ان تشرع دول عربية بعينها لتقديم يد العون «لإسرائيل» واخراجها من حالة الانكسار سريعا, فدول التطبيع العربي التي تهافتت على اصدار بيانات الشجب والاستنكار لاقتحام بن غفير للمسجد الأقصى بشكل استفزازي, سرعان ما انتقلت من حالة الشجب الى حالة مد يد العون لإسرائيل المجرمة, وسائل الاعلام هذه تجاهلت عن عمد اجتماع حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة في نفق اسفل المسجد الأقصى, وتجاهلت دماء الأبرياء من الأطفال والنساء والأطباء التي اريقت في غزة خلال العدوان الصهيوني الغادر على القطاع وما اسماها نتنياهو بعملية «السهم الواقي» وتجاهل سماح الحكومة الصهيونية المتطرفة بإعادة المستوطنين الى المستوطنات العشوائية المخلاة في الضفة الغربية المحتلة, وتجاهل دعوات ما يسمى بوزير الامن القومي الصهيوني ايتمار بن غفير, ووزير المالية الصهيوني المجرم بتسلئيل سموتريتش بشن عدوان على الضفة الغربية المحتلة على غرار عملية السور الواقي, وإقرار قانون اعدام الاسرى الفلسطينيين, واخلاء الخان الأحمر والاغوار الشمالية وقرى النقب وتهجير سكانها منها عنوة وبناء الاف الوحدات الصهيونية في الضفة الغربية والقدس المحتلة, وهذا التجاهل الرسمي العربي جاء في اطار مخطط معلن لتعزيز سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني المجرم, وجر دول جديدة لدائرة التطبيع, فالمملكة العربية السعودية أصبحت هدفاً مباشراً ومعلناً من رئيس الحكومة الصهيونية المجرم المتطرف بنيامين نتنياهو للتطبيع, وكذلك تونس تستميت الامارات العربية لإلحاقها بمستنقع التطبيع كما فعلت من قبل مع السودان, وتعدها بالدعم المالي والاقتصادي اللامحدود, واستقرار الأوضاع الداخلية في تونس اذا ما التحقت بدوائر التطبيع العربي الرسمي مع الاحتلال, ويمارس نفس الدور على العراق والكويت وليبيا, وكل هذا يحدث مجانا ولأجل عيون «إسرائيل» التي تعهد البعض العربي بحفظ امنها واستقرارها, وضمان سيادتها على المنطقة الشرق أوسطية برمتها وقيادتها لحلف في المنطقة لمواجهة محور المقاومة الذي تتزعمه ايران, فالأعداء يتغيرون وفق الرؤية الامريكية وسطوتها واملاء سياستها على الدول العربية, بما يضمن سيادة «إسرائيل» على كل المنطقة.

رئيس لجنة القدس المكلف من جامعة الدول العربية برئاسة اللجنة محمد السادس ملك المغرب قرر استضافة “منتدى النقب الثاني» الذي سيُعقَد الشهر القادِم بالمغرب بمُشاركةٍ «إسرائيليّةٍ», حيث يلتقي وزراء خارجية الكيان والولايات المتحدة وبعض الدول العربية من بينهم مصر والإمارات قبيل نهاية الشهر المقبل في المغرب لعقد الاجتماع الثاني لما يُسّمى بـ “مؤتمر النقب”، الذي أُنشئ العام الماضي، وفق ما كشفت عنه صحيفة (هآرتس) العبريّة. وأوضحت الصحيفة أنْ مسؤوليْن «إسرائيلييْن» رفيعيْن أكّدا لـ «هآرتس» هذا الأمر، بينما كان الوزراء يعتزمون عقد الاجتماع في وقتٍ سابقٍ من هذا العام، لكنّهم أرجأوا عقده بسبب ما أسمياه بالتوترات الأمنيّة بين «إسرائيل» والفلسطينيين، ولكن يبدو ان التوترات انتهت بالعدوان على غزة، واقتحام الأقصى والقتل في الضفة، فلقد بات ذلك متاحا للإسرائيليين وفق المنطق الرسمي العربي الجديد, هل توقف الجهد العربي لإنقاذ إسرائيل من هفواتها عند هذا الحد, بالطبع لا فالإمارات العربية المتحدة وجهت دعوة لرئيس الحكومة الصهيونية المجرمة بنيامين نتنياهو وما يسمى برئيس الدولة إسحاق هرتسوغ للمشاركة بمؤتمر المناخ في نوفمبر المقبل بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية العامة («كان 11»)، وقالت السفارة الإماراتية في إسرائيل عبر «تويتر»، في تغريدة باللغة العبرية، إن السفير الإماراتي لدى تل أبيب محمد آل خاجة، سلم نتنياهو وهرتسوغ رسالة نيابة عن رئيس الإمارات، محمد بن زايد، ونائبه رئيس الوزراء، محمد بن راشد، تتضمن دعوة لحضور المؤتمر في دبي. وكان نتنياهو قد أكد في الرابع من الشهر الماضي في بيان صدر عن مكتبه، أنه اتفق مع بن زايد، «على مواصلة الحوار في لقاء ثنائي يعقد قريبا»، وها هو اللقاء يحضر في ظروف مأساوية يمر بها الشعب الفلسطيني بفعل ممارسات الاحتلال العنجهية بحقة دون تحلي الرسميين العرب بأدنى قواعد المسؤولية تجاه القضية الفلسطينية التي يصفونها زيفا وبهتانا بانها القضية المركزية لهم، وباتت عبثاً يحاولون التخلص منه.

اما ثالثة الاثافي فأبطالها مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية، حيث تسعى مملكة البحرين للعب دور الوساطة بين «إسرائيل» والمملكة العربية السعودية لأجل تطبيع العلاقات معها, وتبذل البحرين جهودا مضنية في سبيل ذلك, خاصة بعد ان اعادت السعودية علاقتها مع ايران, وبالفعل جرت محادثات بين نتنياهو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بشأن تطبيع العلاقات بين «تل أبيب» والرياض, وفق مصادر إعلامية عبرية, وقد التقى مؤخرا رئيس الحكومة الصهيونية بنيامين نتنياهو، بالسيناتور الأميركي، ليندسي غراهام، في «إسرائيل»، وذلك بعد أيام من لقاء جمع الأخير بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان في جدّة, وقال نتنياهو خلال اللقاء مع غراهام: «نسعى لتطبيع العلاقات، وللسلام مع السعودية. نعدّ ذلك خطوة كبيرة نحو إنهاء الصراع العربيّ - الإسرائيليّ»، وذلك وفق بيان صدر عن مكتبه، وأضاف أنه «يمكن أن يكون لهذه الاتفاقية تداعيات ضخمة وتاريخية، بالنسبة لإسرائيل، وللسعودية، والمنطقة، والعالم بأسره»، مشيدا «بالمشاركة الأميركية للرئيس بايدن، (في جهود دفع التطبيع) ودعم الحزبين في الكونغرس», هكذا دائما يحبط العرب أي فعل فلسطيني مقاوم.

اخبار ذات صلة