مختص بالشأن الإسرائيلي يوضح أهداف نتنياهو وغالانت من التهديد بمعركة طويلة مقبلة

يرى المختص في الشؤون الإسرائيلية حسن لافي، أن الظرف الموضوعي لتصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، المتعلقة بذهاب "إسرائيل" نحو معركة كبيرة مقبلة مع إيران، لا يمكن أن تحصل لأن هذا القرار يحتاج "موافقة أمريكية بامتياز".

وقال لافي لـ"شمس نيوز": إن "المجتمع الدولي والظروف الدولية لا تسمح الآن باشتعال منطقة الشرق الاوسط، خاصة مع استمرار الازمة الأوكرانية - الروسية وارتفاع أسعار النفط".

وأضاف "الجبهة الداخلية الإسرائيلية لم تتحمل أن تخوض معركة مع حركة الجهاد الإسلامي منفردة، فلم تستطع أن تصمد، وطالبت بوقف إطلاق النار، فما بالنا لو اشتعلت كل الساحات".

وأشار لافي إلى أن تنظيماً فلسطينياً واحداً أطلق على المدن المحتلة أكثر من 1250 صاروخاً في أقل من خمسة أيام من القتال، بالتالي تأتي تصريحات الاحتلال بخوض حرب طويلة مع إيران في سياق المزاودات الداخلية الإسرائيلية، خاصة أن حكومة نتنياهو أدركت أن إبقاء الملف الأمني على الاجندة الجماهيرية "الإسرائيلية" يخدم حكومة الاحتلال، ويخفف من المعارضة والمظاهرات تجاهها، ما يمنح نتنياهو مزيدا من القوة باستطلاعات الرأي بعد أن تراجعت شعبيته بشكل كبير.

ولفت إلى أن نتنياهو يلعب على عقدة الخوف من المشروع النووي الإيراني من أجل تمرير مصالحه السياسية الداخلية، مرجحاً أن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يظهر أنه حقق إنجازا في معركة "ثأر الاحرار"، رغم أن الأداء العسكري للجيش لم يكن بالشكل المقنع، خاصة أن القبة الحديدية لم تستطع أن تصل لنسبة 40 % من النجاح.

وتابع لافي: "الجيش الإسرائيلي معني أن يظهر للشارع الإسرائيلي أنه جاهز لكل التحديات والسيناريوهات، لاسيما بالتزامن مع مطالبة الجيش بزيادة موازنات جديدة"، مشيراً إلى انَّ الحديث عن معركة طويلة سيخوضها جيش الاحتلال في الأيام القادمة، يخدم مصلحة الجيش الإسرائيلي الذي يهدف لتعزيز موازناته التي يطلبها من الجبهة الداخلية.

 

اثارة اهتمام الولايات المتحدة

وأوضح أن الولايات المتحدة لم تدع نتنياهو للبيت الأبيض حتى اللحظة، إذ تبدو العلاقات بين نتنياهو والرئيسي الأمريكي جو بايدن "متوترة"، وقد تقرأ هذه التهديدات من أجل جلب الاهتمام الأمريكي مجددا "لإسرائيل"، لجلبها والحديث معها وترميم العلاقات من أجل كبح جماح "إسرائيل".

وأردف لافي: "تأتي هذه التصريحات لوضع الملف الإيراني على أجندة الولايات المتحدة، بعد ما أدارت ظهرها لهذا الملف دون أن تقدم بدائل".