غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"عيد الأسابيع" المثير للاشمئزاز.. تحذيرات متصاعدة قد تقلب الطاولة وتهدد المنطقة

عيد الأسابيع.png
شمس نيوز - مطر الزق

يحتفل المستوطنون يوم الجمعة المقبل (26 مايو 2023) بما يسمى "عيد الأسابيع" أو (شفوعوت)، ومن المتوقع تنفيذ اقتحامات جماعية وواسعة للمسجد الأقصى، إذ تركز "منظمات الهيكل" على الاحتفال والزينة، وتعزير أداء "السجود الملحمي" في ساحات الأقصى، وأداء طقوس تلمودية علنية جماعية.

ويعتبر عيد "الأسابيع" من أعياد الحج الثلاثة عند اليهود، فهو يرتبط بأيام "الهيكل" المزعوم بحسب نصوص التوراة المكتوبة، لذلك يربطه اليهود بالمسجد الأقصى بشكل مباشر، وسمي بذلك لأنه يأتي بعد 7 أسابيع من عيد الفصح العبري.

ويعرف عيد الأسابيع أيضًا باسم "عيد الحصاد"، ويحتفل خلاله بعض المتطرفين بتقديم القرابين النباتية "القمح" مثلًا، وشرب الخمر عند باب المغاربة قبل عملية الاقتحام.

ووفقًا لوسائل الإعلام فإن عيد الأسابيع هو العيد الوحيد عند اليهود الذي لا إجازة فيه؛ بسبب ارتباطه بالزراعة والحصاد وضرورة العمل لهما، كما يؤكل خلاله الخبز المختمر وأطعمة الحليب والعسل، ويتوجب على اليهود فيه السهر ليلًا لدراسة التوراة، وزخرفة المنزل والكنيس بالخضار، كما أن بعض الطوائف اليهودية تصب الماء على أفرادها تشبيهًا للتوراة بالماء مصدر الحياة.

 

قد تفجر الغضب

الكتاب والمحلل السياسي المقدسي د. سعيد زيداني يرى بأن المتطرفين يستغلون ما يُسمى بالأعياد اليهودية لاقتحام الأقصى وإقامة الشعائر الدينية في محاولة؛ لفرض التقسيم الزماني والمكاني في المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، أما الهدف الثاني هو التأكيد على أن الأقصى وفقًا لمزاعمهم هو مكان الهيكل المقدس لليهود.

وأشار زيداني في حديثه مع "شمس نيوز" إلى أن الأحزاب الصهيونية المتطرفة ما زالت تُصر على فرض السيادة الإسرائيلية على مدينة القدس لا سيما البلدة القديمة والحرم القدسي، باعتباره مكانًا مقدسًا لهم، لافتًا إلى أن حكومة الاحتلال تغازل الأحزاب المتطرفة؛ إلا أنها تخشى التبعات الأمنية والسياسية لأي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد مع المرابطين في الأقصى.

ويرى، أن دعوات المستوطنين المتطرفين لاقتحام المسجد الأقصى تحت ما يُسمى "عيد الأسابيع" وما يرافقها من أعمال استفزازية لتدنيس الأقصى قد تفجر غضب المقدسيين واندلاع مواجهات لا يُحمد عقباها.

وفيما يتعلق بعدم اندلاع مواجهات عنيفة في الأقصى خلال مسيرة الأعلام والاقتحامات السابقة، يعتقد الكاتب المقدسي بأن هناك مجموعة من الأسباب أدت إلى ضعف المواجهات في الأقصى أبرزها التواجد المكثف من قبل قوات جيش الاحتلال المدججة بالسلاح وفرض منع التجوال أثناء الاقتحامات الكبيرة كمسيرة الأعلام وغيرها، أما السبب الثاني يتمثل بسرعة عمليات الاقتحام وسرعة إقامة الشعائر الدينية للمتطرفين.

ولفت إلى أن المتطرفين الصهاينة يواصلون عمليات الاقتحام بشكل متدرج منذ سنوات عدة لمحاولة فرض ملكيتهم وسيادتهم على القدس، مع إشارته إلى أن المتطرفين لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم ولن يتمكنوا ما دام هناك مقدسي واحد يدافع عن الأقصى وذود عنه بالروح والدماء.

ويعتقد د. زيداني أن حجم قوة وعنف المواجهات بين المقدسيين والاحتلال في الأقصى، عامل مهم لتحديد طبيعة الغضب الفلسطيني سواء في الضفة أو قطاع غزة، مبينًا أن ارتفاع حجم المواجهة في القدس قد يدفع حماس والجهاد الإسلامي للتدخل لحماية المقدسيين من التغول الإسرائيلي.

 

تطورات متسارعة

 

من جهته، قال المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات: "إنّ عيد نزول التوراة، مرتبط بتسلُّم اليهود الأجزاء الخمسة من التوراة، بعد 7 أسابيع من الخروج من جبل سيناء، وتسمى التوراة الأولى، والمتعلقة ببدء التكوين، والمعرفة".

وأضاف عبيدات في تصريحات صحفية لموقع "القسطل" أنّ "هذا "العيد"، يُعتبر واحدًا من الأعياد الدينية، التي صنعت له جماعات الهيكل علاقة بالـ"هيكل" مثل عيد الفصح، والعرش".

وأوضح أنّ "التلموديين يسمونه بـ"عيد الحصاد"، بمعنى موسم حصاد القمح، وسمي بالـ"بواكير" إشارة إلى تقديم ما يتم حصاده في بداية الموسم من القمح، والخضار، والفواكه للحاخامية في "العيد".

وبيّن عبيدات أنّ "الشفاعوت يعتبر من الأعياد الرسمية المتعلقة بالعودة إلى "الهيكل"، وبالتالي فإنّ الجماعات التوراتية والتلمودية، ستتجهز من أجل المشاركة فيما يسمى ذكرى نزول التوراة، من خلال اقتحام المسجد الأقصى".

واستدرك أنّ "هذا العيد يأتي في ظلّ الاقتحامات الواسعة الأخيرة من قبل وزراء حكومة الاحتلال والحاخامات المتطرفة وعلى رأسهم يهودا غليك".

واستطرد بالقول: "نشهد اقتحامًا واسعًا للمسجد الأقصى، سيتم من خلاله حشد الكثير من المستوطنين، من قبل منظمات الهيكل، وربما في هذا العيد سيحاولون القيام بعمليات الاقتحام من منطقة باب الأسباط المستهدفة في محاولة السعي لتكريس فصل مصلى باب الرحمة عن المسجد الأقصى وتحويله إلى كنيس يهودي، وبالتالي يصبح باب الأسباط جزءًا من المنطقة التي ينوي الاحتلال السيطرة عليها، في القسم الشرقي من المسجد الأقصى".

وختم بالقول إنّ "الأقصى أمام تطورات خطيرة متسارعة ومكثفة هذا العام، ويجري استغلال وتوظيف الأعياد الدينية والمناسبات القومية، من أجل تكثيف عمليات الاقتحام للمسجد الأقصى بشكل واسع، حتى يتم صنع حياة وقدسية يهودية في الأقصى، تتجاوز موضوع التقسيم المكاني والزماني".

دعوات للاحتشاد والتصدي

وكان نشطاء مقدسيون أطلقوا مناشدات ودعوات عاجلة للاعتكاف في المسجد الأقصى يوم الخميس (25-5-2023)؛ للوقوف في وجه دعوات "جماعات الهيكل" المزعوم، لاقتحام المسجد في ما يسمى "عيد الأسابيع" اليهودي.

وأكدت الدعوات على ضرورة شد الرحال للمسجد الأقصى، وإحياء كافة الصلوات داخل باحاته، والتواجد فيه بشكل مكثف، بهدف إفشال مخططات منظمات "الهيكل"، وتجهيزاتها لحشد أكبر عدد من المستوطنين لاقتحام الأقصى.

ودعا النشطاء، جميع الفلسطينيين للمشاركة الواسعة في الفعاليات الشعبية وإشعال المواجهة في جميع نقاط التماس مع الاحتلال بالضفة الغربية، لمواجهة مخطط اقتحام الأقصى.