قائمة الموقع

سيناريوهات المواجهة متعددة الجبهات في عقلية الكيان المشوشة

2023-05-28T22:11:00+03:00
خالد صادق
بقلم: خالد صادق

المشهد يتطور سريعا على الجبهة الشمالية، والاحداث تتلاحق، والرسائل تصل تباعا سواء من المقاومة اللبنانية ممثلة في حزب الله، او من الاحتلال الصهيوني المجرم، وذلك في اعقاب مناورات عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان، حاكت اختطاف جنود واقتحام مستوطنات إسرائيلية، حيث أجرى «حزب الله» اللبناني، مناورة تسمى «الفتح المبين» في منطقة جبل عامل جنوبي لبنان.

ووفق ما جاء في إعلان المناورة، أنها تحاكي تجسيد «التحرير الكبير والنهائي لفلسطين».‌‌ وأشار الإعلان إلى أن المناورة ستشهد «مشهد وسيناريو اقتحام الجدار الزائل ما بين جنوب لبنان وشمال فلسطين المحتلة», وردا على مناورة حزب الله أفادت وسائل إعلام عبرية، بأن جيش الاحتلال الصهيوني سينظم مناورة عسكرية في شمال فلسطين المحتلة، وستستمر لمدة أسبوعين. وأوضحت الصحيفة، أن المناورة الجديدة «ستحاكي حرباً مع حزب الله», في الوقت الذي حذّر فيه ما يسمى برئيس أركان جيش الاحتلال الصهيوني، هيرتس هليفي، من «تعاظم قدرات حزب الله في لبنان». ووصف هليفي، في كلمة له بمؤتمر هرتسيليا، قدرات حزب الله، بـ «التحدي الرئيسي أمام إسرائيل»، مؤكدًا، أن «معركة في الساحة الشمالية ستكون صعبة على الجبهة الداخلية», وهذه المناورة الثانية من نوعها التي ينفذها «حزب الله» في أقل من عشرة أيام في ظل أجواء من التوتر تسود المنطقة جراء التهديد الإسرائيلي المتكرر مؤخرا للحزب والجمهورية الاسلامية الإيرانية، خاصة مع تقدم المباحثات في الملف النووي الايراني.

ونفّذ تنظيم «حزب الله» الأحد الماضي مناورة عسكرية في جنوبي لبنان تحاكي اقتحام مقاتليه مدنًا ومستوطنات إسرائيلية، مستخدما فيها أسلحة متنوعة ومركبات ثقيلة. وجاءت المناورة التي شارك فيها المئات من مقاتلي الحزب بمناسبة «عيد المقاومة والتحرير» في ذكراه الـ 23 لتحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الصهيوني في 25 مايو/ أيار 2000.

خبراء حذروا من مواجهة «إسرائيل» ما وصفوه بـ «يوم القيامة» في أي حرب مقبلة على وقع تزايد الحديث عن تآكل الردع الإسرائيلي حيث حذر خبراء من سيناريو مرعب قد تتعرض له «إسرائيل» في أي حرب مستقبلية على عدة جبهات ونوه الخبراء إلى أن نتنياهو يسعى إلى تحقيق ضربات موضعية تسمى بـ «عمليات جراحية» من أجل تحقيق إنجاز، وردع باقي الجبهات، حتى تحين الفرصة له للدخول في معركة كبيرة تحقق له إنجازاً واسعاً على جميع الجبهات، ويدوم طويلاً,  بينما لفت خبراء ومحللون إلى ان السلوك الأمني للاحتلال لا يسعى إلى حرب كبيرة لكونه سيخسر ولن يحقق انجازاً يذكر للحكومة الحالية، وبالتالي نتنياهو لا يسعى للذهاب لمعركة كبيرة بالرغم من تهديده لجميع الجبهات, خاصة انه اخفق في تحقيق اهداف العدوان الأخير على قطاع غزة الذي اطلق عليه اسم «السهم الواقي» واضطر للتوقيع على شروط المقاومة الفلسطينية وتحديدا حركة الجهاد الإسلامي من اجل وقف المعركة, وهذا معناه ان تأكل قوة الردع الإسرائيلية يزيد من قدرة فصائل المقاومة الفلسطينية واللبنانية على خوض معركة تحرير مع الاحتلال الصهيوني, وذلك في ضوء المتغيرات التي تشهدها المنطقة, وقوة محور المقاومة وقدرته على التمدد وزيادة قوته السياسية والعسكرية, وعودة العلاقات الإيرانية السعودية, الامر الذي من شأنه ان يقوض من حلم إسرائيل بقيادة تحالف في المنطقة تقوده هي وتسعى من خلاله للقضاء على محور المقاومة الذي تتزعمه ايران .

وكان بيان صادر عن ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي، قال إنّ بنيامين نتنياهو تلقى خلال جولة له على أحد معسكرات جهاز المخابرات، إحاطة بجهود جهاز الاستخبارات العسكرية لمواجهة ما سمي بالتهديد الإيراني، ولإحباط ما وصفها «بالعمليات الإرهابية» بالضفة الغربية. وأن نتنياهو استمع إلى المعلومات التي تمّ جمعها ومكنت همن تنفيذ عمليات الاغتيال التي استهدفت قادة حركة الجهاد الإسلامي في العدوان الأخير على غزة، حيث يسعى نتنياهو للبحث عن أي صورة تحقق له مشهداً لنصر موهوم.

الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أكد أنّ أيّ حربٍ كبرى ستشمل كل الحدود، وستضيق مساحاتها وميادينها بمئات آلاف المقاتلين. وقال نصر الله، إنّ «من يشتبه في أنّ المعركة انتهت مع العدو الإسرائيلي واهمٌ، في حين أن هناك جزءاً من أرضنا ما زال محتلاً», وإسرائيل باتت اليوم تروج لسياسات تحريضية تزعم من خلالها  ان ايران أصبحت اقرب الى تطوير قدراتها النووية بشكل اسرع من أي وقت مضى, وانها تسعى لإفشال ذلك باي شكل كان , لذلك هي تتحدث عن تعدد جبهات المواجهة في أي معركة قادمة, وانها تستعد لهذه المعركة من خلال مناورات عسكرية تجريها لمحاكاة الهجوم الذي تتوقعه من عدة جبهات, فهى تتحدث عن الجبهة الجنوبية في قطاع غزة وقدرات المقاومة الفلسطينية العسكرية المتنامية, وعن الجبهة الشمالية حيث قوة حزب الله وامتلاكه لصواريخ دقيقة تصل الى كل بقعة من فلسطين المحتلة, وباتت تتحدث عن جبهة الجولان السوري المحتل, التي انطلقت منها عدة صواريخ تجاه الأراضي المحتلة, وكأنها رسالة للاحتلال الصهيوني ان جبهة الجولان لن تبقى صامتة للأبد على جرائم الاحتلال, وعدوانه المتكرر على سوريا, واستمرار مسلسل الاستهداف والاغتيالات.

لقد عززت نتائج معركة ثأر الاحرار التي خاضتها سرايا القدس ضد الاحتلال الصهيوني من امل النصر على الاحتلال لو توفرت شروط تحدث عنها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة, بوحدة الموقف الفلسطيني والفعل الميداني على كافة الساحات, والدعم العربي لتعزيز حالة الصمود الفلسطينية, إضافة الى وحدة الجبهات.

اخبار ذات صلة