لم تكن معركة الوفاء للشهداء المعركة الأولى التي خاضتها سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي للرد على جرائم الاحتلال الصهيوني، فقد سبقها عدة معارك كانت فيها سرايا القدس السباقة دوماً للرد على أي جريمة أو عدوان صهيوني على أبناء شعبنا في قطاع غزة.
معركة الوفاء للشهداء التي أطلقتها سرايا القدس في إطار الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، جاءت رداً على العدوان الصهيوني الغاشم وجرائمه بحق شعبنا ومقاومينا، والتي كان آخرها استهداف مواقع سرايا القدس وكتائب القسام ما أدى إلى ارتقاء عدد من المجاهدين داخل هذه المواقع، إضافة ً إلى جرائم الحرب التي يمارسها العدو يومياً بحق أهلنا وشعبنا في مسيرات العودة على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة.
أثبتت معركة الوفاء للشهداء الوقت الذي يحدد فيه العدو الصهيوني قواعد المواجهة ومعادلات الصراع منفرداً قد مضى، كما أكدت تمسك المقاومة بمعادلة القصف بالقصف والدم بالدم مهما كلف ذلك من ثمن، وأثبتت أن المقاومة قادرة على مواجهة العدو الصهيوني في أرض الميدان.
أوغل العدو الصهيوني في استهداف المتظاهرين السلميين في مسيرات العودة وكسر الحصار على الحدود الشرقية لقطاع غزة، كما استهدف مواقع لسرايا القدس وكتائب القسام في شمال وجنوب القطاع مما أدى لارتقاء الشهداء: حسين ونسيم العمور وعبد الحليم الناقة من سرايا القدس، والشهيد المجاهد محمد الرضيع من كتائب القسام.
بداية المعكرة
أعلنت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس رفع حالة الاستنفار والجهوزية بالدرجة الأولى لكافة الوحدات، للرد على جرائم الاحتلال حيث استهدفت المقاومة المواقع العسكرية والمغتصبات الصهيونية في محيط قطاع غزة "ناحل عوز، والعين الثالثة، والسادس عشر، نيرا اسحاق، وكرم أبو سالم، وزيكيم"، بعشرات القذائف الصاروخية على مدار يوم كامل بتاريخ 29/05/2018م، وذلك رداً على العدوان الصهيوني الغاشم وجرائمه بحق أهلنا وشعبنا ومقاومينا.
وتشكلت الوحدة الإعلامية خلال معركة "الوفاء للشهداء" بين الإعلام الحربي لسرايا القدس، والإعلام العسكري لكتائب القسام التي حملت رسالة واضحة للعدو أننا موحدون عبر الطلقة والصاروخ والكاميرا وصولاً لدوائر صنع القرار، وأن الوحدة الميدانية للعمل المقاوم تدلل على قمة العمل الجهادي المتقدم الذي فيه من المخاطرة الكبيرة.
وأكد قائد سلاح المدفعية في سرايا القدس أن لدى المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها سرايا القدس ما يؤلم هذا العدو لمسافات بعيدة تصل لما بعد تل أبيب وغوش دان وما خفي أعظم، وأن عملية "الوفاء للشهداء" نموذجاً مصغراً ومحدوداً لما تمتلكه المقاومة.