قائمة الموقع

التطبيع الإسرائيلي السعودي رغبة أمريكية صهيونية ملحة

2023-06-01T14:10:00+03:00
خالد صادق
بقلم:  خالد صادق

يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن الى التوصل إلى اتفاق "إسرائيلي – سعودي" وطرحه كإنجاز دولي في الحملة الانتخابية العام المقبل، لعزيز حظوظه بالفوز بالانتخابات، "فإسرائيل" تعتبر ان تطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية يعتبر مكسبا كبيرا لها, ويمثل قوة اقتصادية ضخمة, ويؤدي لتجنيد الدول العربية لمواجهة محور المقاومة في المنطقة, وإقامة تحالف تقوده إسرائيل لمواجهة ايران وتقويض "مشروعها" في المنطقة حسب تعبيرها, المملكة العربية السعودية حددت شروطها للتطبيع مع "إسرائيل" وقالت مصادر عبرية، إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي رفضت شرطين سعوديين لتطبيع العلاقات بين الجانبين، قُدمت من قبل الرياض خلال محادثات مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن. وأوضحت المصادر ذاتها، أن عقبتين أساسيتين في الاتصالات، تتعلقان بطلب السعودية الحصول على أسلحة أميركية متطورة، وبموافقة أميركية على برنامج نووي سعودي مدني، حسبما نقلت صحيفة "هآرتس" اليوم، الأربعاء. وبررت "إسرائيل رفضها لشروط السعودية بأن تزويد السعودية بأسلحة أميركية متطورة من شأنه أن يستهدف التفوق النوعي العسكري الإسرائيلي في الشرق الأوسط، وأن ثمة احتمالا أن يشكل برنامج نووي مدني أساسا لتطوير سلاح نووي سعودي، "الأمر الذي سينهي الاحتكار النووي المنسوب لإسرائيل في الشرق الأوسط", وفي هذا دلالة واضحة عن سعي "إسرائيل" لان تستفرد بالمنطقة, وتتحكم بسياستها واقتصادها وثقافتها وفق رؤيتها ومخططاتها العدوانية, "فإسرائيل" تعتبر نفسها غريبة في المنطقة ومنبوذة ومعزولة وتتواجد في منطقة عربية لا مكان لها فيها, وانها حتما الى زوال, وهى تتعامل مع الجميع وفق هذا المنطق, فلا تطبيع يروضها, ولا سلام ينهي اطماعها في المنطقة, ولا اتفاقيات تلزمها بشيء, فهي زرعت في المنطقة لتقسيمها واضعافها وتغريبها وتجريدها من كل عوامل قوتها الذاتية.

 

 ما يسمى برئيس مجلس الأمن القومي الصهيوني، تساحي هنغبي، قال في مقابلة مع إذاعة الجيش العبرية، إن "مطالب السعودية هي من الولايات المتحدة، وهذه معضلة أميركية، ما الذي ستكون الولايات المتحدة مستعدة لدفعه مقابل اتفاق". وأضاف هنغبي "أننا لا نعي دائما ما يحدث في الأروقة السعودية – الأميركية. وهناك مواضيع ينبغي أن تحصل على مصادقة الكونغرس الأميركي، ونحن لسنا في هذه المسألة". وخلال زيارة ما يسمى بمدير عام وزارة الخارجية الصهيونية، رونين ليفي، إلى واشنطن، جرى التباحث مع مسؤولين في الخارجية الأميركية حول إمكانية المبادرة إلى لفتات نية حسنة بين "إسرائيل" والسعودية قبل السعي نحو اتفاق تطبيع علاقات شامل بين الدولتين، والقسم المركزي في هذه اللفتات تعلق بتسيير رحلات جوية من "إسرائيل" إلى السعودية، الشهر المقبل، لنقل حجاج مسلمين من "إسرائيل". وأضاف أن "السعوديين لم يعارضوا ذلك أبدا، لكنهم لم يخرجوا عن طورهم للسماح بذلك", وتسعى الامارات ومملكة البحرين للضغط على السعودية لأجل تطبيع علاقاتها مع "إسرائيل" ولو بشكل تدريجي, خاصة بعد ان اعادت المملكة العربية السعودية علاقاتها مع ايران, كما تضغط الإدارة الامريكية على مصر والأردن والمغرب للتدخل من اجل اقناع السعودية بفتح حوار معلن مع "إسرائيل" في مقابل امتيازات أمريكية للمملكة العربية السعودية لا تشمل تطوير القرات العسكرية للمملكة بحيث تتفوق في تسليحها على "إسرائيل", او السماح ببرنامج نووي سعودي ولو كان برنامجا نوويا مدنيا, خوفا من استغلال المملكة له وتطوير سلاحها وامتلاك السلاح النووي الذي يهدد وجود "إسرائيل" واستقرارها, وتفوقها العسكري, الامر الذي يكشف اهداف عدوانية للإدارة الامريكية والاحتلال الصهيوني في المنطقة, والسعي للسيطرة على خيراتها وثرواتها, والسعي لتقسيم المقسم وتجزئة المجزأ, والتبعية المطلقة لهما.

 

 ردة الفعل الإسرائيلية على عودة العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية برزت من خلال تصريحات خطيرة سياسيين وخبراء ومحللين إسرائيليين، فالمحلل في القناة "12" العبرية نير دفوري، قال عن إن "اللبنة المركزية في جدار العزل الإيراني على وشك السقوط، ما يهدد التحالف الذي حاولت إسرائيل والولايات المتحدة بناءه، وأضاف يشكل الإعلان عن استئناف العلاقات الثنائية بين إيران والمملكة العربية السعودية ضربة قاسية للسياسة الأمريكية الإسرائيلية في المنطقة". وشدد على أن "من شأن هذا الاتفاق، أن يهدد جهود إسرائيل للتطبيع مع دول عربية". أما المحلل الصهيوني بن كسبين، فقال إن "نتنياهو عاد (للسلطة)، لكن ليس وحده، لقد جلب (وزير الأمن القومي إيتمار) بن غفير، و(وزير المالية الإسرائيلي المتشدد بتسلئيل) سموتريتش، ثورة النظام والانهيار التام". وشدد بن كسبين، على أنه "من هنا جاء الاستنتاج السعودي، بأن إسرائيل تغرق ولا يوجد شيء يمكن البناء عليه". أما الكولونيل احتياط الصهيوني أودي إيفنتال، فقال إنه "نظراً للتصعيد وسياسة حكومة نتنياهو في الساحة الفلسطينية وعلاقاتها مع واشنطن، فإن التطبيع مع السعودية ليس قاب قوسين أو أدنى". وأضاف إيفنتال، أن "الاتفاق مع إيران إذا تحقق، يوجه ضربة للتطلعات الإسرائيلية، التي تسعى لتقديم صورة منظمة إقليمية ضد إيران", لذلك تسعى "إسرائيل" بكل قوة للتطبيع مع السعودية, وتفويت الفرصة على ايران لإفشال مخطط إقامة تحالف عربي في المنطقة, ويعتبر نتنياهو وبايدن ان تطبيع السعودية و"إسرائيل" يمثل كارت مرور يسمح لهما باستباحة المنطقة وفرض سياستهما بالقوة على الجميع.

اخبار ذات صلة