تعد وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا مستمرًا للمحتوى والتفاعلات الاجتماعية، وقد يتجاوز استخدامها الحد المعقول ويؤثر على نمط النوم. قد يؤدي الانشغال المستمر بوسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم إلى تأخير النوم أو تقليل مدة النوم الفعالة. علاوة على ذلك، يعتبر إضاءة الشاشات المشعة من الأجهزة الإلكترونية عاملاً غير مفضل للنوم، حيث يمكن أن تثير اليقظة وتعوق النوم العميق.
وتظهر الأبحاث أيضًا أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مفرط قد يزيد من احتمالية تطوّر اضطرابات النوم مثل الأرق واضطرابات النوم الهجينة. يمكن أن يكون التفاعل المستمر مع وسائل التواصل الاجتماعي مصدرًا للتوتر النفسي والقلق، وهذا بدوره يمكن أن يؤثر سلبًا على النوم.
من الجيد أن تتبع سلوك صحي للنوم وتعتمد على ساعة نوم منتظمة وتقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم. قد يكون من النافع تخصيص وقت محدد للاسترخاء وتهدئة العقل قبل النوم، مثل قراءة كتاب أو ممارسة تقنيات الاسترخاء. كما يُنصَح بتجنب وضع الهواتف الذكية أو الأجهزة اللوحية في مكان النوم واستبدالها بمنبه تقليدي لتجنب التشتت والتحفيز الزائد في فترة الاستعداد للنوم.
توصل فريق من خبراء طب النفس في الولايات المتحدة، إلى وجود علاقة بين اضطرابات النوم واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي في المساء، من خلال دراسة شملت 44 ألف شخص من مستخدمي موقع "Reddit" للتواصل الاجتماعي.
تأثير التدوين
وذكرت الدراسة التي نشرتها الدورية العلمية Sleep Medicine المتخصصة في مشكلات النوم، أن الفريق البحثي قام بتحليل 120 مليون تدوينة، قام بها 44 ألف شخص على مواقع التواصل الاجتماعي على مدار 15 عاماً.
وحلل الفريق البحثي 120 مليون تدوينة قام بها 44 ألف شخص على موقع "reddit" للتواصل الاجتماعي على مدار 15 عاماً، واستطاعوا من خلال التحليلات المستمرة تحديد ساعات النوم الطبيعية الخاصة بمن يستخدمون هذا الموقع بشكل متكرر، ما أتاح لهم إمكانية دراسة تأثير التدوين على مواقع التواصل على ساعات النوم الطبيعية.
ووجد الباحثون أن نشر تدوينة على الموقع قبل ساعة من موعد النوم الطبيعي، يؤدي على الأرجح إلى بقاء المستخدم متيقظاً لما بعد موعد نومه الطبيعي، لفترة تتراوح في المتوسط ما بين ساعة إلى ثلاث ساعات.
ارتفاع هرمون الدوبامين
وأرجع الباحثون أسباب هذه الظاهرة إلى ارتفاع مستويات هرمون الدوبامين في المخ، بسبب ترقب المستخدم الرد من باقي مستخدمي الموقع على تدوينته.
وأضافوا أن ذلك يؤدي إلى تعطل إمكانية الاسترخاء الذي يسبق النوم، وارتفاع معدلات هرمون الدوبامين يسهم في زيادة الأنشطة الذهنية والتيقظ، وكلها أعراض تتعارض مع النوم الطبيعي.
تأثير الضوء الأزرق
يشار إلى أن دراسات سابقة، قد توصلت إلى أن التعرض للضوء الأزرق الذي ينبعث من شاشات الهواتف المحمولة والكمبيوترات اللوحية يؤثر على أنماط النوم الطبيعية للبشر، لأنه يؤثر على إنتاج مادة الميلاتونين في الجسم.
وبرى خبراء أن الضوء الأزرق يؤثر على درجة استجابة الإنسان للنوم، إذ يرتبط النوم بمستقبلات الضوء الموجودة في العين. وهي مسؤولة عن إرسال أمر للمخ لكي يتوقف عن إفراز مادة "الملاتونين" وهي المادة المرتبطة بالقدرة على النوم.
كما ينصح أطباء جراحة العيون بعدم التعرض للضوء الأزرق لساعات طويلة خاصة ليلاً، للحصول على نوم عميق صحي، لما يتسبب به الضوء الأزرق من إرهاق للعين.