يستعد نحو 88 ألف طالب وطالبة في فلسطين؛ لتقديم امتحانات الثانوية العامة -التوجيهي- وهي حالة يرافقها زيادة التوتر والقلق والترقب، نتيجة عوامل عدة منها؛ "الميدانية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية"، والتي قد تؤثر سلباً على مراجعة الطلبة للدروس العلمية والمنهجية.
وشهدت الأراضي الفلسطينية لا سيما في قطاع غزة قبل أيام قليلة عدوانًا إسرائيليًا، بينما تفاقمت أزمة التيار الكهربائي في ظل ارتفاع درجات الحرارة، ويتزامن ذلك مع حالة الرهبة التي تسيطر على العائلات الفلسطينية من مرحلة "التوجيهي".
وفي ظل هذه التأثيرات السلبية يتوجب على أهالي "طلبة التوجيهي" اتباع طرق وأساليب تحفيزية تدفع الطلبة لتحويل السلبيات إلى إيجابيات وتخطي كل ما يعيق تقدمهم في حفظ وفهم دروسهم العلمية، من خلال سلسلة من الارشادات المهمة.
والدة الطالب محمد ياسر هيأت البيت منذ أسابيع عدة للدراسة إذ قالت لمراسلنا: "كنت أوفر حالة السكينة والهدوء في البيت بإخراج الأبناء والأطفال، وفي بعض الأحيان كنت أرسل محمد إلى منزل ابنتي المتزوجة بهدف الدراسة بهدوء".
وأشارت إلى أن الظروف التي شهدها قطاع غزة الأيام المقبلة، أثرت بشكل كبير على دراسة ابني محمد، وأصابته بحالة من القلق والإحباط، مبينة أنه توقف عن القراءة ومراجعة دروسه لأيام عدة إلا أنه عاد للدراسة مجددًا قبل أيام قليلة من الامتحان.
أما الطالبة يسرا أحمد فقد أكدت أنها ختمت دراسة جميع المناهج العلمية قبل العدوان الأخير، مشيرة إلى أن العدوان الإسرائيلي تسبب في تشتيت أفكارها والتأثير على ما حفظته من دروس علمية.
وتقول الطالبة يسرا لمراسلنا: "بعد انتهاء العدوان بأسبوع عدت إلى الدراسة مجددًا؛ لكن كلما حاولت القراءة وجدت نفسي قد نسيت أشياء كثيرة من المذاكرة، لذلك قررت العودة للدراسة من البداية؛ لتواجهني مشكلة انقطاع التيار الكهربائي".
لم تفقد الطالبة يسرا الأمل بل اتخذت طريقًا آخر للدراسة وهو المراجعة السريعة والدراسة مع إحدى زميلاتها لساعات عدة عن طريق المراسلات عبر الانترنت معتمدة على أسلوب السؤال والجواب فكان سببًا في إعادة ما فقدته الذاكرة.
روشتة للتخلص من "التوتر"!
وأمام هذه الصعوبات التي تواجه الطلبة قدم المرشد التربوي محمد الوحيدي خطة منهجية وعلمية للتغلب على الصعوبات التي تواجه الطلبة في ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والنفسية، مؤكدًا أن تذكير الطالب بهذه الأمور السلبية ستؤثر على دراسته بشكل سلبي.
ودعا الوحيدي عبر "شمس نيوز" عائلات طلبة الثانوية العامة -التوجيهي- لتوفير حالة الهدوء والاستقرار النفسي والاجتماعي لأبنائهم الطلبة كأول عامل مهم لدفع الطالب للمذاكرة الجيدة، أما العامل الثاني هو عدم الضغط على الطالب وترهيبه وإخافته من عواقب التقصير للدراسة.
وقال: "هناك الكثير من العوامل التي تدفع الطالب؛ لعدم الدراسة أولها الأوضاع الميدانية بفعل الاحتلال الإسرائيلي سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، إضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي المتواصل، والتهديدات بعدوان جديد، والأخطر من ذلك حديث بعض الزملاء بعدم الفائدة من شهادة الثانوية العامة، وعدم وجود مستقبل لها مع إشارتهم إلى العاطلين عن العمل".
وأضاف: "هذه السلبيات يجب أن يتم العمل على إزالتها من خلال تركيز الأهالي على النماذج الناجحة في عائلته أو في البلاد، إضافة إلى تحفيز الطالب بشراء ما يحب في حال نجح بالثانوية العامة سواء جوال أو لابتوب أو رخصة قيادة، إضافة إلى ذلك دفع الطالب للتفريغ النفسي والانفعالي بين فترة وأخرى.
وبين أن تركيز الطالب على مراجعة دروسه العلمية من خلال جدول زمني يبدأ من الصباح وينتهي مع ساعات الليل، بحيث يأخذ قسطًا وافرًا من النوم والراحة ليستعيد نشاطه في الصباح هو عامل مهم.
لم ينس الوحيدي التأكيد على أهمية إجراء المقابلات الثنائية بين الطلبة من خلال تبادل الأدوار بطرح الأسئلة والإجابة عليها، لما لها من فائدة كبيرة؛ لتذكير الطالب بالأسئلة والأجوبة التي تم التركيز عليها في المدرسة.
وقدم الوحيدي نصيحة مهمة لأهالي طلبة الثانوية العامة التوجيهي بعدم الضغط على أبنائهم وعدم تذكيرهم بمستقبلهم في حال رسبوا بذلك، بل دفعهم للقراءة من خلال توفير الهدوء والسكينة لهم في المنزل، مستذكرًا رؤية وزارة التربية والتعليم التي تمنح الطالب إعادة امتحان الثانوية العامة ثلاث مرات لمن يرسب أو يريد تحسين المعدل.